الديوان » مصر » حافظ ابراهيم » أي رجال الدنيا الجديدة مهلاً

عدد الابيات : 24

طباعة

أَي رِجالَ الدُنيا الجَديدَةِ مَهلاً

قَد شَأَوتُم بِالمُعجِزاتِ الرِجالا

وَفَهِمتُم مَعنى الحَياةِ فَأَرصَد

تُم عَلَيها لِكُلِّ نَقصٍ كَمالا

وَحَرَصتُم عَلى العُقولِ فَحَزَّمـ

ـتُم عَصيراً يَراهُ قَومٌ حَلالا

وَقَدَرتُم دَقيقَةَ العُمرِ حِرصاً

وَسِواكُم لا يَقدُرُ الأَجيالا

كَم أَحالوا عَلى غَدٍ كُلَّ أَمرٍ

وَمُحيلُ الأُمورِ يَبغي المُحالا

قَد تَحَدَّيتُمُ المَنِيَّةَ حَتّى

هَمَّ أَن يَغلِبَ البَقاءُ الزَوالا

وَطَوَيتُم فَراسِخَ الأَرضِ طَيّاً

وَمَشَيتُم عَلى الهَواءِ اِختِيالا

ثُمَّ سَخَّرتُمُ الرِياحَ فَسُستُم

حَيثُ شِئتُم جَنوبَها وَالشَمالا

تُسرِجونَ الهَواءَ إِن رُمتُمُ السَيـ

ـرَ وَفي الأَرضِ مَن يَشُدُّ الرِحالا

وَتَخِذتُم مَوجَ الأَثيرِ بَريداً

حينَ خِلتُم أَنَّ البُروقَ كُسالى

ثُمَّ حاوَلتُمُ الكَلامَ مَعَ النَجـ

ـمِ فَحَمَّلتُمُ الشُعاعَ مَقالا

وَمَحا فوردُ آيَةَ المَشيِ حَتّى

شَرَعَ الناسُ يَنبِذونَ النِعالا

وَاِنتَزَعتُم مِن كُلِّ شِبرٍ بِظَهرِ الـ

ـأَرضِ أَو بَطنِها المُحَجَّبِ مالا

وَأَقَمتُم في كُلِّ أَرضٍ صُروحاً

تَنطَحُ السُحبَ شامِخاتٍ طِوالا

وَغَرَستُم لِلعِلمِ رَوضاً أَنيقاً

فَوقَ دُنيا الوَرى يَمُدُّ الظِلالا

وَحَلَلتُم بِأَرضِنا فَعَرَفنا

كَيفَ تُنمونَ بَينَنا الأَطفالا

وَرَأَينا البَناتِ كَيفَ يُثَقَّفـ

ـنَ بِعِلمٍ يَزيدُهُنَّ جَمالا

لَيتَ شِعري مَتى أَرى أَرضَ مِصرٍ

في حِمى اللَهِ تُنبِتُ الأَبطالا

وَأَرى أَهلَها يُبارونَكُم عِلـ

ـماً وَوَثباً إِلى العُلا وَنِضالا

قَد نَفَضنا عَنّا الكَرى وَاِبتَدَرنا

فُرَصَ العَيشِ وَاِنتَقَلنا اِنتِقالا

وَعَلِمنا بِأَنَّ غَفلَةَ يَومٍ

تَحرِمُ المَرءَ سَعيَهُ أَحوالا

فَشَقَقنا إِلى الحَياةِ طَريقاً

وَأَصَبنا عَلى الزِحامِ مَجالا

وَنَهَضنا في ظِلِّ عَرشِ فُؤادٍ

وَرَفَعنا لِعَهدِهِ تِمثالا

قَد أَبى اللَهُ أَن نَعيشَ عَلى النا

سِ وَإِن ضاقَتِ الوُجوهَ عِيالا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن حافظ ابراهيم

avatar

حافظ ابراهيم حساب موثق

مصر

poet-hafez-ibrahim@

294

قصيدة

7

الاقتباسات

1677

متابعين

حافظ إبراهيم شاعر مصري من الرواد الأعلام ، و أحد قادة مدرسة الإحياء في نهاية القرن العشرين ، ولد في ديروط بأسيوط عام 1871 أو 1872م ، فقد أباه طفلاً ...

المزيد عن حافظ ابراهيم

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة