الديوان » لبنان » جبران خليل جبران » عمر قطعت مداه قبل أوان

عدد الابيات : 42

طباعة

عُمْرٌ قَطَعْتَ مَدَاهُ قَبْلَ أَوَانِ

خُذْ بِالمُخْلَّدِ وَاعْدُ مَا هُوَ فَانِ

مَا زِلْتَ فِي جِدٍّ وَجَدٍّ عَاثِرٍ

حَتَّى سَمَوْتَ وَدُونَكَ القَمَرَانِ

عَجَّلْتَ بَيْنَكَ فِي جِهَادِكَ فَاحْتَوَى

مَعْنَى الشَّهَادَة وَهْيَ ذَاتُ مَعانِ

أَعْزِزْ عَلَى أَهْلِ النُّهَى أَلاَّ تُرَى

فِي الشَّوْطِ حِينَ تَسَابُقِ الأَقْرَانِ

وَعَلَى النَّديِّ مَكَانُكَ الخَالِي إِذَا

رَنَتِ العُيُونُ إِلَى أَعَزِّ مَكَانِ

مِنْ آلِ عَقْلٍ لا يَخِرُّ مُكَافِحٌ

حَتَّى يَلُوحَ مِنَ الصُّفُوفِ الثَّانِي

غُرٌّ مِنَ الفِتْيَانِ مَا بَرِحْتَ لَهُمْ

فِي الصَّالِحَاتِ البَاقِيَاتِ يَدَانِ

لِي فِيهِمُ الأَصْفَى مِنَ الأَحْبَابِ لا

أَعْدَمْهُ وَالأَوْفَى مِنَ الخُلاَّنِ

وَهَبُوا النَّفَائِسَ وَالنُّفُوسَ كَأَنَّهَا

فَضَلاتُ زَادٍ فِي هَوَى لُبْنَانِ

وَإِذَا ذَكَرْتَ فِدَى سَعِيدٍ مِنْهُمُ

وَضَحَتْ صَحِيفَتُهُمْ مِن العُنْوَانِ

مَاذَا دَهَى الأَفْرَاخَ فِي ظِلٍّ ضَحَا

عَنْ أَيْكَةٍ فِي نَعْمَةٍ وَأَمَانِ

كَشَفَتْ مُفَاجَأَةُ الرَّزِيئَة سِتْرَهَا

وَانْتِيبَ مَأَلَفُ عِزِّهَا بِهَوَانِ

لا لاَ وَيَأْبَى العَدْلُ ذَاكَ مَثُوبَةً

لِمُخَلِّفٍ ذِمَماً عَلَى الأَوْطَانِ

أَبْكِيكَ يَا خِدْنِي وَكَمْ مُتَقَدِّمٍ

أَمْسَيْتُ أبكِيه مِنَ الأَخْدَانِ

كَثرَتْ جِرَاحَاتِي وَأَحْدَثُ مَا أَتَى

مُتَلاحِقاً وَأَمَضُّهُ جُرْحَانِ

أَخَوَانِ فِي عَامٍ رُزِئْتُهُمَا وَمَنْ

كَانَا لَعَمْرِي ذَانِكَ الأَخْوَانِ

بِالأَمْسِ كُنْتَ عَزَاءَ قَلْبِي عَنْهُمَا

وَاليَوْمَ قَلْبِي فَاقِدُ السُّلْوَانِ

يَا شَاعِرَ العَرَبِ الَّذِي آثَارُهُ

جَمَعَتْ عُيونَ الشِّعْرِ فِي دِيوَانِ

صُغْتُ القَرِيضَ فَرَاحَ يَبْهَى فِي الحِلَى

مَا صِيغَ مِنْ دُرٍّ وَمِنْ عِقْيَانِ

أَللُّطْفُ فِي تَأْلِيفِه وَالظَّرْفُ فِي

تَصْرِيفه صِفَتَانِ بَيِّنَتَانِ

تَتَبَارَيَانِ جَزَالَةً وَسُهُولَةً

وَإِلَى اسْتِلابِ اللُّبِّ تَسْتَبِقَانِ

مَنْ يَنْظِمُ المَعْنَى الدَّقِيقَ وَيُحْكِمُ المَبْ

نَى الرَّقِيقَ بِذَلِكَ الإِتْقَانِ

قَوْلٌ أَعَارَتْهُ الطَّبِيعَةُ زِينَةً

خَلاَّبَةً مِنْ حُسْنِهَا الفَتَّانِ

مَا أَجْمَلَ الصُّوَرَ الَّتِي تُجْلَى بِهِ

فِي أَبْهَجِ الأَنْوَارِ وَالأَلْوَانِ

لَمْ يَنْصُرِ الفُصْحَى كَنَصْرِكَ جِهْبَذُ

مُتَضَلِّعٌ مُتَوَسِّعٌ فِي آنِ

قَوَّى مَعَاقِلَهَا وَدَرَّبَ نَشْأَهَا

فَبَنَى لَهَا جُدُراً مِنَ الأَرْكَانِ

وَأَقَرَّهُ فِي الصَّدْرِ مِنْ دِيَوانِهِمْ

أَشْيَاخُهَا بِالطَّوْعِ وَالإِذْعَانِ

وَاحَسْرَتَا إِنَّ الكِنَانَةَ لَمْ تَفُزْ

بِأَثَارَةٍ مِنْ ذَلِكَ العِرْفَانِ

أُدَبَاءَ لُبْنَانَ الكِرَامَ عَزَاءَكُمْ

إِنَّا لَمُشْتَرِكُونَ فِي الأَحْزَانِ

هَلْ حَلَّ خَطْبٌ بِالشَّآمِ وَأَهْلِهِ

إِلاَّ تَقَاسَمَ شَجْوَخُ القُطْرَانِ

إِنْ لَمْ تَرَوْنِي فِي الجَمَاعَة حَاضِراً

جِسْماً فَإِنِّي حَاضِرٌ بِجَنَانِي

مَا بِي وَنىً عَمَّنْ دَعَانِي مِنْكُمُ

لَكِنَّ حُكْماً لا يُرَدُّ عَدَانِي

شَأْنُ الصِّحَافَة أَنْ تُشَرِّفَ مَنْ بِهِ

شَرُفَتْ وَمَنْ أَوْلَى بِذَاكَ الشَّانِ

أَدُّوا حُقُوقَ نَقِيبِهَا وَخَطِيبِهَا

فَأَدِيبِهَا المُتفَوِّقِ الفَنَّانِ

أَلكَاتِبِ الحُرِّ المُجِيد النَّائِبِ ال

بَرِّ الشَّديد العَزْمِ وَالإِيمَانِ

رَجُلٌ قُصَارَى جُهْدهِ فِي قَوْمِهِ

نَصْرُ المَضِيمِ أَوِ افْتِكَاكُ العَانِي

يَحْمِي حَقِيقَتَهُمْ وَحُرِّيَّاتِهِمْ

بِشَجَاعَةِ المُسْتَبْسِلِ المُتَفَانِي

وَيَرُدُّ كَيْدَ خُصُومِهِمْ فِي نَحْرِهِمْ

بِلِسَانِ صِدْقٍ دَامِغِ البُرْهَانِ

وَيُنَزِّهُ الأَخْلاقَ مِنْ شُبَهٍ بِهَا

وَيُطَهِّرُ الآدَابَ مِنْ أَدْرَانِ

أَوَدِيعُ نَقْضِيكَ الوَدَاعَ وَكُلُّنَا

ذَاكِي الحَشَى مُسْتَعْبِرُ الأَجْفَانِ

سَتُعِيدُ طَيْرُ الأَرْزِ مَا عَلَّمْتَهَا

مِنْ شَدْوِكَ المُشْجِي عَلَى الأَزْمَانِ

وَسَتَذْكُرُ الضَّادُ اعْتِزَازَ بَيَانِهَا

بِكَ مَا جَرَتْ ذِكْرَى أَمِيرِ بَيَانِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن جبران خليل جبران

avatar

جبران خليل جبران حساب موثق

لبنان

poet-khalil-gibran@

1076

قصيدة

713

متابعين

جبران خليل جبران فيلسوف وشاعر وكاتب ورسام لبناني أمريكي، ولد في 6 يناير 1883 في بلدة بشري شمال لبنان حين كانت تابعة لمتصرفية جبل لبنان العثمانية. توفي في نيويورك 10 ...

المزيد عن جبران خليل جبران

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة