الديوان » العصر الأندلسي » عمارة اليمني » لكم من ودادي ناصر ليس يخذل

عدد الابيات : 40

طباعة

لكم من ودادي ناصر ليس يخذل

ولي خاطر يغرى بكم حين يعذل

أأحبائنا يهنيكم اليوم أنكم

تجورون في ظلم الوداد وأعدل

تبدلتم بعد النوى وسلوتم

وقلبي لا يسلو ولا يتبدل

فإن كان شيبي أصل عيني عندكم

فكل شباب نازل سوف يرحل

وما الشعر المسود إلا حديقة

تروق الفتى أوراقها ثم تذبل

ومن نصلت بالشيب صبغة رأسه

فليس له إلا التقى والتنصل

ومن لم ترعه الأربعون فإنه

عليل بأخبار الصبا يتعلل

أيا قلب هل تنهاك واعظة النهى

وتزجرك الأيام لو كنت تقبل

أمالك هم غير نظم قصيدة

تضمنها بالقول ما ليس تفعل

تغزلت حتى صوحت زهرة الصبا

وقالت قوافي الشعر كم يتغزل

كأن أبا الفتح المظفر لم يجب

عليك له الحق الذي ليس يجهل

فتعدل عن نفل الكلام لفرضه

فمن لم يقم بالفرض لا يتنفل

فيا خابط العشواء في طلب الغنى

وعقل الفتى من وصمة الجهل معقل

صن القول لا تبديه إلا لمنعم

تصان القوافي باسمه حين تبذل

أمنت غلو الشعر فيما أقوله

ولي شاهد من فضل بدر معدل

كريم يرينا شيمة البدر والحيا

جبين له يوم السماح وأنمل

له راحة تنهل جوداً بنانها

ووجه إذا قابلته يتهلل

تقيل الأماني تحت ظل اصطناعه

وصرف الليالي تحته يتظلل

ومن عجب أن المنية لم تزل

تفيض بها يمناه وهي تقبل

أتتنا به الأيام آخر منعم

ولكنه في حلبة الجود أول

بقية بيت لم يزل في سراتهم

كفيل بأرزاق الورى يتكفل

يكل شجاع الطرف دون جلاله

إذا ما رآه الناظر المتأمل

حمى الدين من أبناء رزيك عصبة

على عزمهم دين الهدى يتوكل

دعائم هذا الملك بل هضباته

إذا زل رضوى أو تزلزل يذبل

ملوك تري الأيام بأساً ونائلاً

بأمرهم العالي تجود وتعدل

أقام لها بدر بن رزيك دولة

دعائمها بيض رقاق وذبل

وقام بأثقال الرياسة بعدما

مضوا وهي من حمل الشواهق أثقل

وأي خطوب الدهر جلت فلم يكن

على فارس الإسلام فيها المعول

وكم ليلة نحو الأعادي سريتها

ووجهك فيها من سميك أجمل

ومعترك لولا ثباتك أشفقت

رجال فلم تثبت من الرعب أرجل

خليلي لا بالسفح من رملة الحمى

ولكن بحيث الوفد يسعى ويرمل

جزى الله عني آل رزيك فوق ما

يؤمل من حسن الجزاء المؤمل

هم خلصوني بالنفوس التي لها

محل من الجوزاء أعلى وأفضل

وكافا أبا النجم الهمام وخصه

بأفضل ما يجزى امرؤ متفضل

فقد تابع الإحسان حتى خجلت من

نداه وتكرار الصنائع يخجل

يهنك من شهر المحرم زائر

يقابله جد لسعدك مقبل

وعام له في كل يوم وليلة

رحيل إذا هذا الجناب ومنزل

تحمله من در فكري فرائداً

يتوج منها رأسه ويكلل

محاسن لولا بحر جودك لم تكن

جواهرها من بحر غيرك تحصل

تجمل أجياد الملوك وقد غدت

بأوصافكم أجيادها تتجمل

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عمارة اليمني

avatar

عمارة اليمني حساب موثق

العصر الأندلسي

poet-amarh-alyemni@

316

قصيدة

3

الاقتباسات

127

متابعين

عمارة بن علي بن زيدان الحكمي المذحجي اليمني، أبو محمد، نجم الدين. مؤرخ ثقة، وشاعر فقيه أديب، من أهل اليمن، ولد في تهامة ورحل إلى زبيد سنة 531هـ، وقدم مصر ...

المزيد عن عمارة اليمني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة