الديوان » العصر الأندلسي » ابن قلاقس » عرضت لمعترض الصباح الأبلج

عدد الابيات : 38

طباعة

عرضَتْ لمُعتَرضِ الصّباحِ الأبلجِ

حوراءُ في طرفِ الظلامِ الأدعجِ

فتمزّقَت شيّة الدُجى عن غُرّتَيْ

شمسَيْنِ في أفُقٍ وكِلّةِ هودجِ

ووراء أستارِ الحُمولِ لواحظٌ

غازَلْنَ معتدِلَ الوشيجِ الأعوج

من كل مبتَسِمِ السنانِ إذا جرى

دمعُ النجيعِ من الكميّ الأهوجِ

ومروّعٍ وطِئَ الحُقودَ بشفْرَتَي

متوسِّعٍ في ضيق ذاك المنهجِ

قارعْتُه وعلِمْتُ أني ناكحٌ

طَمعاً متى ألقَحْتُه لم يَنتُجِ

ولرُبّ بابٍ مرتَجٍ حاولتُه

بلطافةٍ ففتحتُه للمرتجي

ومولّعٍ بالصّدِّ هزّتْ عِطفَه

خُدَعُ الهوى فأمال جيدَ معوّجِ

وإذا الفتى تبعَ الصّبابةَ والصِّبا

وجدَ المنيّة سهلة المتولَّجِ

لا تنكِرَنّ عليّ عاديةَ الأسى

فالحبُّ كأسٌ خمرُها لم يُمزَجِ

ولئن أرادَتْني الخُطوبُ بمرّها

فالريحُ تزلَقُ عن ثنايا منعِجِ

أو رحْتُ في سمَلِ الثياب فإنني

كالعَضْبِ يَفري وهو رثُّ المنسِجِ

ولقد صحبْتُ الليلَ قلّصَ بُردَه

لعُبابِ بحرِ صباحه المتموّجِ

وكأن منتثرَ النجومِ لآلئٌ

نُظمَتْ على صرْحِ من الفيروزَجِ

وسهرْتُ أرقُبُ من سُهيلٍ خافقاً

متفرِّداً فكأنه قلبُ الشّجي

واستعبرَتْ مُقلُ الغَمام فأضحكتْ

منها ثغورَ مفوّفٍ ومدبّجِ

وفضضْتُ عن مدحِ السديدِ خِتامَها

فغَنيتُ عن زهرِ الرُبى المتأرّجِ

ودعوْتُ يا هبةَ الإلهِ فقال لي

لفظُ النّجاحِ الْهَجْ بذلك تنهجِ

هو كعبةُ الإفضالِ إلا أنها

بعُدَتْ ومن لم يسَطِعْ لم يحْجُجِ

ولقد شداني العزمُ سرْ تلقَ المُنى

فشدا له الإمكانُ دونك تمرُجِ

للهِ منه أغرُّ مزّقَ سعيُه

سدفَ العوارضِ عن أغرّ متوّجِ

دمثُ الجنابِ تمجُّ تُربةُ أرضهِ

عَرْفاً متى يلقَ الحمامةَ تهزُجِ

يقظانُ يذهبُ بين طرفَي نائلٍ

متفخّرٌ في سُؤددٍ متبرّجِ

طلْقُ الجبين أريجُ أقطارِ الثّنا

حُلوُ السجيّة مُستنيرُ المنهَجِ

متنوّعُ الأوصافِ شابَ وقارَه

طرَبٌ فجاءَ بخالصِ المتمزّج

حُرُّ الفصاحةِ لو يُساجِلُ يعرُباً

لأبان فيه لُكْنةَ المتلجْلجِ

راسي حَصاة الحِلْمِ حيثُ تحللَتْ

عُقدُ الحُبا وارتاحَ كلُّ مدجّجِ

نشرَ المكارمَ واعتلى فكأنما

طُويَتْ له العلياءُ طيّ المدْرَجِ

متقمّصٌ بالزُهدِ لو بُذِلَتْ له الد

نْيا وقيلَ ادخُلْ بها لم يخرُجِ

ومُصيبُ سهمِ الظّنّ يُشرقُ رأيُه

في حيثُ نورُ الشمسِ لم يتوهّجِ

يَهديه في سُدَفِ الأمورِ قريحةٌ

تمشي على وضَحِ الصّباحِ الأبلجِ

فلأيّ خَطْبٍ ضيّقٍ أومى بها

يوماً على عجلٍ ولم يتفرّجِ

سبقَ الأكارمَ للمكارمِ فانثنى

يعدو على الغادي بحظِّ المُدلِجِ

ومصرِّفُ الأحكامِ لم يعلَقْ بها

طيشُ الضّجورِ ولا اختلالُ المُحرَجِ

هذا هو البيتُ العتيقُ فمن يُردْ

وِرْدَ التنسّكِ والتقى فليحجُجِ

فليَهْنِهِ العيدُ الذي هو عبدُه

وبعبدِه بالحُسنِ والحُسْنى حَجي

يَقضي فربُّ التاجِ تحت قضائه

بالعدل مُنقادٌ لذات الدُمْلُجِ

لا زالَ كالبدرِ المنيرِ منقّلاً

من أبرُجٍ مسعودةٍ في أبرُجِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن قلاقس

avatar

ابن قلاقس حساب موثق

العصر الأندلسي

poet-abn-qlaks@

504

قصيدة

4

الاقتباسات

139

متابعين

ابن قلاقس نصر بن عبد الله بن عبد القوي اللخمي أبو الفتوح الأعز الإسكندري الأزهري. شاعر نبيل، من كبار الكتاب المترسلين، كان في سيرته غموض، ولد ونشأ بالإسكندرية وانتقل إلى ...

المزيد عن ابن قلاقس

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة