الديوان » العصر الايوبي » ابن الجنان » سلام على من جاء بالحق والهدى

عدد الابيات : 140

طباعة

سلام على من جاء بالحق والهدى

ومن لم يزل بالمعجزات مؤيداً

سلام على خير البرية شيمة

وأكرمها نفساً وبيتاً ومحتدا

سلام على المختار من آل هاشمٍ

إذا انتخبوا للفخر أحمدَ أمجدا

سلام على زين النَّدى إذا انتدى

وأجمل ذي حلم تعمم وارتدى

سلام على من سلِّمت لجلاله ال

أمانةُ مذ شد الإزار ومذ شدا

سلامٌ على من طهر الله قلبه

فأصدر شرحُ الصدر منه وأوردا

سلامٌ على المحبو من حب ربه

حباءَ الذي يُسمى الجيب الممجدا

سلامٌ على من نوه الله باسمه

فأثبته في العرش سطراً مقيداً

سلامٌ على من ساق جبريل نحو ال

براق وقال اركبْ كرمت موفّداً

سلامٌ على من خصه الله بالعلا

وأسمى له فوق السموات مُصعداً

سلامٌ على من سار في الليل سيداً

فزار من البيت المقدس مسجداً

سلامٌ على من رحبت بقدومه

ملائكة قالت له اصعد لتسعدا

سلامٌ على من حَلَّ بالسدرة التي

هي المنتهى فاختل للصدق مقعدا

سلام على من كان من قرب ربه

كقاب ولا أين هناك ولا لدى

سلام على من أسند الله وحيه

إليه فعن اسناده الدين أسندا

سلام على من أن بالرسل ممسياً

فأضحى إماماً للنبيين سيداً

سلام على من كان فاتح فضلهم

ولكن بفضل الختم قد كان مفردا

سلام على النور الذي كان كامناً

بآدم إذ خر الملائك سجدا

سلام على من كان أشرف دعوةٍ

بها شرف الله الخليلَ ومحمدا

سلام على من ودّ موسى أتباعه

ودان بإيمان به وتعبدا

سلامٌ على بشرى المسيح بن مريم

فقد صدقت للصادق الوعد موعدا

سلامٌ على نجل الذبيحين أنه

لتكريمه خصّ الذبيحان بالفدا

سلامٌ على من نال آباؤه به

لدى الحرمِ المحجوج عزاً وسؤددا

سلام على من أبصرت أمه له

من النور ما أبدى لها الشام إذ بدا

سلام على من لاح برهان بعثه

فأتهم في أقصى البلاد وأنجدا

سلام على من رُجّ عند أوانه

لكسرى من الإيوان ما كان شيدا

سلام على من أُخمدت نار فارس

بنورٍ له نارَ الضلالةِ أخمدَا

سلام على بدرِ النبوة ذي السنا

فما كان أسنى في البدور وأسعدا

سلام على شمس الرّسالة أحمدٍ

فأيّ معال لم تُكنّ لأحمدا

سلامٌ على من أقسمَ الله باسمه

على شرف العهد الذي كان قُلدا

سلام على من خُطّ للصدق خاتماً

توسط كتفيه بنورس تجسداً

سلام على من كان إن نام طرفه

يوكِّل بالذكرى فؤاداً مسهّداً

سلام على من كان يبصر خلفه

كإبصاره ما نحوه اللَّحظ سددا

سلامٌ على من شاهد الغيب ظاهراً

تجلّيه مرآة تجلّ عن الصدى

سلامٌ على المعروف في الكتبِ نعته

ولكن أهل الكفر أخفوه حُسدا

سلامٌ على المرفوع في الذكر ذكره

لتتلى له الأمداح فيه وتُسردا

سلامٌ على الموصوف بالخلق الذي

بتعظيمه زِين الثناء ومجدا

سلامٌ على المُبدى لصفحةِ وجهه

خصالاً إذا اخطا امرؤ أو تعمدا

سلامٌ على المغضي حياءً وغيرةً

يخال من أغضاءِ المهابةِ ارمدا

سلامٌ على من كان بالرفق مرفقاً

وبالرفد في كل القضيات مرفدا

سلامٌ على من كان للخير باسطاً

كما بستطت يمناه للكافر الرَّدى

سلامٌ على من قيد الخلق حبه

ومن وجدَ الإحسان قيداً تقيدا

سلامٌ على المبعوث للناس رحمةً

لينقذَ من مهوى الردى من تورَّدا

سلام على من قام بالوحي منذراً

وقام به جنح الدجى متهجّداً

سلامٌ على من كلّف العرب سورةً

تشابهه نظماً فكلٌ تبلدا

سلامٌ على الآتي من آيات ربه

بما راع من رام اعتداءً ليجحدا

سلامٌ على من عوَّد العاد خرَقَها

فكان له من ربه ما تعوَّدا

سلامٌ على من أظهر الله صدقه

وشقّ له البَدر المنير ليشهدا

سلامٌ على من ردت الشمس إذ دعا

وقد كاد سجف الليل يسدل أسودا

سلام على من أوجب الله حقه

على كل من فوق البسيطة أوجدا

سلامٌ على من جاءت الجن خضّعاً

له إذ رأتْ أفق السماء مرصَّدا

سلام على من ظللته بمكة

حمامٌ حكتْ ظلّ الغمامِ الممددا

سلامٌ على من أفهمتْ سرَّ فضله

بهائمُ لم يفهمن من قبلُ مقصّدا

سلام على من قد رجاه لبؤسه

بعيرٌ شكا ممن أجاع واجهدا

سلامٌ على من أعظم الشاءُ شأنه

فألقى له وجه الخشوعِ وأسجدا

سلامٌ على من أسمعتْ ظبية الفلا

نداءً أنِ اشفع لي لدى من تصيّدا

سلامٌ على من قال للضب من أنا

فقال له أنت الرَّسول ووحدا

سلامٌ على من أفصح الذئبُ ناطقاً

بتصديقهِ فأعجب لذلك وأشهَدا

سلامٌ على من أكبرَ الليث أمره

فذلَّ لمولاه ودل وارشدا

سلامٌ على من سلَّمت قبل بعثه

عليه الصخورُ الصم إذ راح واغتدى

سلامٌ على من سبَّحتْ وسط كفه

حصى أفصحت بالذكر مثنى وموحدا

سلام على من أمَّن الجُدر إذ دعا

ليُسعفَ في العم الكريم ويسعدا

سلامٌ على من جاءه الشجر الذي

دعاه يجرّ الغصن أخضرَ أملدا

سلامٌ على من حنّ حينَ فراقه

له الجذع لم يسطع لوجدٍ تجلدا

سلامٌ على من حركتْ كلماته

به المنبَرَ الأعلى فماد تأودا

سلامٌ على من علَّم الطود حلمه

وهدأ منه راجفاً بذوي الهدى

سلامٌ على من هد لمع قضيبه

ضحى الفتحِ أصناماً لدى البيت وطّدا

سلامً على من كان مذ كان معجزاً

فأرخه للإعجاز أن شئت مولدا

سلامٌ على من كان عند حليمةٍ

له خبرٌ قد كان لليُمن مفتدى

سلامٌ على المبقي لدى أم معبدٍ

صريحاً من العجفاء قد درَّ مزبدا

سلامٌ على من كان معسول ريقه

لغُلّة سبطية شراباً مبرَّدا

سلامٌ على من فاض بين بنانه

من الماء ينبوعٌ كما فضنَ بالنَّدى

سلامٌ على من فجَّر الماءَ سهمه

فحاكى عصا موسى يفجِّر جلمدا

سلامٌ على من أطعم الجيش كله

بفضله زاد المرملين وزودا

سلامٌ على من كان جابر جابرٍ

مآته ما وافاه سوراً ومربدا

سلامٌ على من أطعمت بغراسه

فودى لسلمان من العام فافتدى

سلامٌ على من صورت من ضيائه

عصا آبن حضيرٍ في الدُّجنَّة فرقدا

سلامٌ على من صيَّر العود في الوغى

لعكَّاشةٍ سيفاً صقيلاً مجردا

سلامٌ على من كان في بركاته

غياثٌ وغوثٌ للنَّدى ومن الردى

سلامٌ على من كان في دعواته

لطائف أهدَتْ صنعها لمن اهتدى

سلامٌ على من كان في نفثاته

حياةٌ تعيدُ النشَّى نشأً مجددا

سلام على من قد أعاد لحالها

يداً كان منها تاعصب للعضد مفردا

سلامٌ على من رد عين قتادةٍ

فزادت ضياءً حين مدّ لها يدا

سلام على الداعي عليا لراية

على آية كانت لعينيه إثمدا

سلامٌ على من أخبرته بخيبرٍ

ذراعُ سميط أودعتْ سمّ أسودا

سلامٌ على من دافعته عنه منعةٌ

تردُّ وتردي كلّ غاوٍ تمردا

سلامٌ على من أعشيت أعين العدى

وقد بيتوه قصد الفتك رصدا

سلامٌ على ملقي التراب عليهم

ومبقٍ عليا في الفراش موسَّدا

سلامٌ على من كان في الغار آية

لتحصينه صيغّتْ دلاصا مسردا

سلام على التالي لصاحبه به

وقد قيل لا تحزن فصِين وأيدا

سلامٌ على المعصوم ممن أراده

بكيد وسلْ عن عامر ثم أربدا

سلام على المنصور بالرّعب والّذي

أمدّ بأمداد السماءِ على العدى

سلامٌ على من شد بالحق أزره

وأُرسل جبريل لتصديقه ردا

سلامٌ على من قد رمى الله إذ رمى

فأعشى عيونَ المشركين وارمدا

سلام على من كان أولَ مقدم

إذا ما تبلى الناي في الناس عُردا

سلام على مردي أبي بطعنة

قضت لنبي في غَبي توعدا

سلام على من ليس يُعلم مثله

نبي قضى يوم الهياج مهندا

سلام على من جاد بالنفس طالباً

رضي به لله ما كان أجودا

سلام على من شُجَّ في الحرب وجهه

فكرَّر رب اغفر لقومي ورددا

سلام على من لم تكن منه نظرةٌ

إلى نضرةِ الدنيا قلى وتزهدا

سلامٌ على من كان يختار غيرها

لذلك ما نادى الرفيقَ مرددا

سلام على من طاب حياً وميتاً

وكرم غيباً في الأنام ومشهدا

سلام على المخصوص بالحوض موردا

يروى به حرَّ الصدور من الصدى

سلامٌ على الموعود فينا شفاعةً

إذا قام محمودَ المقامِ ليُحمدا

سلامٌ على المعطى لوا الحمد ساميا

ولولاه ما كان اللواء ليُعقدا

سلامٌ على من يقدم الغُرّ سابقا

إلى جنة المأوى يقود من اقتدى

سلامٌ على من يقرعُ البابُ أولا

فتدعوه دارُ الخلد طبت مخلدا

سلامٌ على من كان في الفضل أوحدا

فلا غرو أن يُلفى لدى الفضل أَوحدا

سلامٌ على من كالنجوم مناقبٌ

توشح منها مجده وتقلَّدا

سلامٌ على من ليس يبلغُ وصفَه

بليغٌ وإن مدَّ البيانُ له يدا

سلامٌ على من ليس يقضِ حقوقه

ثناءُ وإن أفنى البحارَ وأنفدا

سلامٌ على معنى الوجود فبعده

وجودٌ بلا معنى سوى الوجد أَوجدا

سلامٌ على من أوحشَ الأرضَ فقده

فأصبحَ وجه الأرضِ أغبرَ أَربدا

سلامٌ على مُبكي السماء بيومه

فما كان أنكاه مصاباً وأنكَدا

سلامٌ على مذكي الأسى بوداعه

غداة أسالَ الدمعَ دُراً مبدَّداً

سلامٌ على من رَقَّ نفساً لحالنا

وأنفاسهُ ترقَى التراقيَ صُعّدا

سلامٌ على من قال في الموت أمتي

فقيل له أبشرْ سيلقونَ أسعدا

سلامٌ على من قال للصحبِ بلِّغوا

إلى أمتي منِّي السلام المرددا

سلامٌ على هذا الرسول وما لنا

كِفاءً لتسليمٍ كريمٍ به ابتدا

سلامٌ على هذا الكريمِ فمالنا

يدٌ أن تُوازى من مكانَته يدا

سلامٌ على هذا الرَّحيم ورحمةٌ

تحييه بالإحسانِ مغنَّى ومُنتَدى

سلامٌ على قبرٍ يرد سلامنا

به جسدٌ قد أُلبسَ النورَ مجسدا

سلامٌ عليه والملائكُ حولَه

تحفُّ لتسليمٍ عليه تحفُّدا

سلامٌ عليه والإلهُ مراجعٌ

عن المصطفى يا صَفقةً لن تكَّسدا

سلامٌ عليه كم ثوى من كرامة

بملحَده الأسنى فقُدِّس ملحَدا

سلامٌ عليه إن ذكراهُ جَدَّدت

غرامي وما زالَ الغرامُ المجدَّدا

سلامٌ عليه إن نفسي مشوقةٌ

إليه فهل يدني اشتياقيَ أبعدا

سلامٌ عليه هل تتاحُ زيارة

توفِّى الوفاء الحق عهداً ومعهدا

سلامٌ عليه من لعيني برسمه

فيسفحُ ما يروي الصفيحُ المنضّدا

سلامٌ عليه من لوجهي بتربه

فأوطئه خداً بدَمعي مُخَدَّدا

سلامٌ عليه كيف لي بجوارِه

مصلىً لدى المحيا وفي الموت غرقدا

سلام عليه من مرجٍ لفضله

غدا راجياً منه شفاعَته غدا

سلام عليه ليس لي من وسيلة

سوى أنَّ لي حباً له وتوددا

سلام عليه كلما ساق سائقٌ

إلى ربعهِ خوضَ الرِّكابِ وما حدا

سلامٌ عليه ما توقد كوكبٌ

فخلناه من ذاك السراجِ توقدا

سلامٌ عليه ما تشهد باسمه

مناد بتوحيد الإله تشهَّدا

سلامٌ عليه والصلاة تَؤُمُّه

لتلقى جناباً في الجنان مُمهّدا

سلامٌ على آل النبي وصحبه

سلامٌ كما يُرضي النبي محمّدا

سلامٌ عليهم مثلُ طيبِ ثنائِهم

هو المسكُ أو للمسك من عرفه جدا

سلامٌ عليهم إن حُبَّ جميعهم

لتُلفيه في مرضاة أحمد أحمدا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن الجنان

avatar

ابن الجنان حساب موثق

العصر الايوبي

poet-bn-ganan@

48

قصيدة

2

الاقتباسات

27

متابعين

محمد بن محمد بن أحمد الأنصاري، أبو عبد الله. شاعر أندلسي عاش في القرن السابع الهجري، عصر الموحدين، حيث شهد العصر الذهبي للدولة الموحدية، كما شهد انحسارها وضعفها. كان متعلقاً بأبيه وباراً ...

المزيد عن ابن الجنان

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة