الديوان » العصر العثماني » ابن معتوق » حتام أسألها الدنو فتنزح

عدد الابيات : 68

طباعة

حتّامَ أسألُها الدُّنوَّ فتنزَحُ

وأروضُ قلبي بالسّلُوِّ فيجْنَحُ

وإلامَ لا أنفكُّ أُصرَعُ للهوى

وتَتيهُ في عزّ الجمالِ وتمرَحُ

وعلامَ تمطُلُني فيحسُنُ مطلُها

وتَسومُني الصّبرَ الجميلَ فيقبُحُ

تَجفو وما حُنِيَتْ عليه أضالعي

يحنو علَيْها والجوانحُ تجنَحُ

قلبي يضنُّ بها عليّ ومنطِقي

عنها يُكنّي والجفونُ تصرّحُ

يا لائِمي فيها وعُذريُّ الهَوى

من وجهِها الوضّاحِ عُذري أوضحُ

خُنتُ التُّقى وقطعتُ أرحامَ العُلا

إن لمْ أَعُقْ في حبِّها مَنْ ينصَحُ

لا تعذُلوا الدَّنِفَ المَشوقَ فقلبُه

كالزَّندِ يقرَعُه المَلامُ فيقدَحُ

ما بالُ تَضعُف عن ملامِك طاقَتي

وأنا الحَمول لكلِّ خطبٍ يَفدَحُ

لا يسنَحُ الأجَلُ المُتاحُ بفِكرَتي

إلّا إذا إجْلُ الجآذِرِ يسنَحُ

يا ساكِني الجرْعاءِ لا أقوى الغَضا

منكُم ولا فقدَتْ مَهاكُم توضَحُ

هل في الزّيارةِ للنّسيمِ أذِنتُمُ

فلقد أشمُّ المِسكَ منه ينفَحُ

لم تَحْسُنِ الأقمارُ بعدَ وجوهِكُم

عندي ولا نظَري إلَيها يطمَحُ

لا تُنكِروا قتلَ الرُّقادِ ببَينِكم

أوَ لَيسَ ذا دمُه بخدّي يسفَحُ

عُذراً فكم قلبي بلَيلى حيِّكُم

قد ماتَ عُذريٌّ وجُنَّ ملوَّحُ

للّه كم في سربِكُم من مُقلةٍ

تمضي وبيضُ صِفاحِها لا تجرَحُ

ولكُم بزندِكُمُ سِوارٌ أخرَسٌ

أوحى الكلامَ إلى وِشاحٍ يُفصِحُ

أبصارُنا مخطوفةٌ وعُقولُنا

بثُغورِكُم وبُروقُها لا تُلمَحُ

يُرْدى بحيِّكُمُ الهزَبْرُ مسَربَلاً

ويمرّ فيه الظّبيُ وهْو موشّحُ

لم يخشَ لولا مُهلِكاتُ صُدودِكم

بيضاً تُسَلُّ وعادياتٍ تضبَحُ

رِفقاً بمُنتَزِحٍ إليكُم رُوحه

تغدو بها ريحُ الصَّبا وترَوِّحُ

يصبو إلى برقِ الحجونِ فتَلتَظي

ويصوّبُ الدّمعَ الهَتونَ فتسبَحُ

رَعياً لأيّامِ الحِمى ورَعى الحِمى

وسقَتْ معاهدَهُ العِهادُ الرُوَّحُ

وعَدا البِلادَ الرَّوْحَ من مغنًى فلا الْ

أرواحُ فيها والقُلوبُ تروَّحُ

كلُّ المواردِ بعدَ زمزَمَ حُلوُها

بفَمي يُمَجُّ وكلُّ عَذْبٍ يَملَحُ

يا جِيرةً غلِطَ الزّمانُ بوصلِهم

فمحَوْهُ إذ وطَنوا إليه وصحّحوا

لا تطلُبوا عندي الفؤادَ فدارُه

إمّا رُبوعُ مِنىً وإمّا الأبطَحُ

يا لَيتَنا بمنى حَوانا موسِمٌ

ولكُم به نُهدي القلوبَ ونذبَحُ

خلّفتُمُ الوَجْدَ المبرِّحَ بعدَكُم

عِندي فروحي عندَكم لا تبرَحُ

ما لي وما للدّهْرِ بمُنجِزٍ

وعْدي ولا أمَلي لديْكُم ينجَحُ

أشكو الزّمانَ إلى بَنيهِ وإنّما

فسدَ الزّمانُ وليسَ فيهم مُصلِحُ

ساءَتْ خلائِقُهم فساءَ فلا أرى

شيئاً به إلّا عليّاً يُمدَحُ

الماجدُ العذْبُ الّذي في نفسِه

وبمالِه يَشْري الثّناءَ ويسمَحُ

حُرٌّ يُريكَ البِشرُ منه لدى النّدى

شِيَماً كأزهارِ الرِّياضِ تفتّحُ

شِيمٌ تصرّحُ آيةُ التّطهيرِ عن

أنسابِها وبفضلِهنَّ تُلوّحُ

قِرنٌ إذا أجرى جداوِلَ قُطبِه

أذْكَتْ على الهاماتِ ناراً تلفَحُ

طلْقُ المحيّا والجيادُ سَواهِمٌ

والبيضُ تَبسِمُ في الوجوهِ فتكْلَحُ

فطِنٌ له علمٌ يَفيضُ ومنسَبٌ

من ضرعِه دَرُّ النّبوّةِ يرشَحُ

فرعٌ ذَكا من دوحةِ الشّرفِ الّتي

من فوقِها وُرْقُ الإمامةِ تصدَحُ

علَمٌ على جعْلِ البريّةِ واحداً

للجاحدين هو الدّليلُ الأرجَحُ

هو فوقَ علمِكُمُ به فتأمّلوا

فيه فللأنظارِ فيه مَطرَحُ

هذا ملخّصُ نُسخةِ السّاداتِ من

آلِ النّبيّ ففضلُه لا يُشرَحُ

صَغُرَ المديحُ وجلّ عنه فكلُّ مَنْ

يُثني عليه فكأنّما هو يقدَحُ

إن شِئْتَ إدراكَ الفَلاحِ فوالِه

ولَكُلُّ مَنْ والى عليّاً يُفلِحُ

تَهوي الجِبالُ الرّاسياتُ وحِلمُه

في الصّدرِ لا يهوي ولا يتزحزَحُ

لا مُبدياً جزَعاً لأعظَمِ فائِتٍ

منه ولا بحُصولِ ذلك يَفرَحُ

كم بينَ شِدّةِ خوفِه ورجائِه

عينٌ تسيلُ دماً وصدرٌ يُشرَحُ

أسدٌ لديه دمُ الأسودِ من الطِّلا

أحلى ومن ريقِ الغَواني أملَحُ

تهوي مذاكِيه الصّباحَ كأنّه

لبَنٌ بخالِصِه تُعَلُّ وتُصبحُ

سبقَ الأنامَ وما تجاوزَ عُمرُه

حولاً ولم تَبلُغْ نَداهُ القُرَّحُ

كم من دُجىً أنضى أداهِمَها سُرىً

حتّى حميمُ الفجرِ منها يَنضَحُ

يستصْحِبُ النّصرَ العزيزَ بسيفِه

وبرأيهِ فدُجى الوغى يستصْبحُ

لو تُنكَحُ الريحُ العَقيمُ برِفقِه

يوماً لَبِالبَرَكاتِ كادَتْ تُلقَحُ

وافى وقد نضَبَ النّوالُ وأصبحَتْ

غُدْرُ المَطالبِ وهْيَ ملأَى تطفَحُ

وسقى العُلا عزّاً فأصبحَ روضُهُ

خِصباً ولولاهُ لكادَ يصوِّحُ

يُخفي النّدى فينمُّ عرْفُ ثنائِهِ

فيه وريحُ المِسكِ ممّا يفضحُ

أندى المُلوكِ يداً وأشرفُهُم أباً

وأبرُّهُم للمُذنِبين وأصفحُ

قُلْ للّذي حسداً يَعيبُ صِفاته

أعلِمْتَ أيَّ ضياء بدرٍ يقبُحُ

اِنظُرْ جَميعَ خِصالِه وفِعالِه

فجميعُها عِبَرٌ لمنْ يتصفّحُ

عجباً لقومٍ يكفُرونَ بها ولو

عقَلوا وما غفَلوا الصّوابَ لسبّحوا

يا اِبْنَ الأُلى لولا جِبالُ حُلومِهم

لم يَرْسُ ظهرُ الأرضِ وهْو مسطَّحُ

والكاسِب المِدَح الّتي لا تنتهي

والواهِبَ المنَحَ الّتي لا تُمنَحُ

والثّابتَ الرأي المُسدَّدِ حيثُ لا

أسَدٌ يقرُّ ولا جَوادٌ يُكبَحُ

فُزْ بالعُلا واِنْعَمْ فإنّك أهلُها

ولَها سِواكَ من الورى لا يصلُحُ

واِستَجلِ من نَظمي بدائِعَ فكرةٍ

بسِواكَ بكرُ ثنائِها لا تُنكَحُ

واِسعَد بعيدٍ مثلِ وجهِك بهجةً

تروى برؤيتِه القُلوحُ اللُّوَّحُ

عيدٌ تكمّل بالسّعودِ هِلالُه

فبَدا وأنتَ أتمُّ منه وألْوَحُ

لا زالَ شهرُ الصّومِ يُختَمُ بالهَنا

لكَ والثّوابِ وفيهِما يُستَفْتَحُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن معتوق

avatar

ابن معتوق حساب موثق

العصر العثماني

poet-abn-matouk@

154

قصيدة

2

الاقتباسات

67

متابعين

شهاب الدين بن معتوق الموسوي الحويزي. شاعر بليغ، من أهل البصرة. فلج في أواخر حياته، وكان له ابن اسمه معتوق جمع أكثر شعره (في ديوان شهاب الدين -ط).

المزيد عن ابن معتوق

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة