الديوان » العصر العباسي » أبو العلاء المعري » هو البر في بحر وإن سكن البرا

عدد الابيات : 21

طباعة

هُوَ البَرُّ في بَحرٍ وَإِن سَكَنَ البَرّا

إِذا هُوَ جاءَ الخَيرَ لَم يَعدَمِ الشَرّا

وَهَل تَظفَرُ الدُنيا عَلَيَّ بِمِنَّةٍ

وَما ساءَ فيها النَفسَ أَضعافُ ما سَرّا

يُلاقي حَليفُ العَيشِ ما هُوَ كارِهٌ

وَلَو لَم يَكُن إِلّا الهَواجِرَ وَالقُرّا

نَوائِبُ مِنها عَمَّتِ الكَهلَ وَالفَتى

وَطِفلَ الوَرى وَالشَيخَ وَالعَبدَ وَالحُرّا

إِذا وُصِلَت بِالجِسمِ روحٌ فَإِنَّها

وَجُثمانُها تَصلى الشَدائِدَ وَالضَرّا

بَدا فَرَحٌ مِن مُعرِسٍ أَفَما دَرى

بِما اِختارَ مِن سوءِ الفِعالِ وَما جَرّا

سَعى آدَمٌ جَدُّ البَرِيَّةِ في أَذىً

لِذُرِّيَّةٍ في ظَهرِهِ تُشبِهُ الذَرّا

تَلا الناسُ في النَكراءِ نَهجَ أَبيهِمُ

وَغُرَّ بَنوهُ في الحَياةِ كَما غُرّا

يَقولُ الغُواةُ الخِضرُ حَيٌّ عَلَيهِمُ

عَفاءٌ نِعمَ لَيلٌ مِنَ الفِتَنِ اِخضَرّا

وَلَو صَدَقوا ما اِنفَكَّ في شَرِّ حالَةٍ

يُعاني بِها الأَسفارَ أَشعَثَ مُغبَرّا

وَلَكِنَّ مَن أَعطاهُمُ الخَبَرَ اِفتَرى

وَأُلفِيَ مِثلَ السدِ أَجمَعَ وَاِفتَرّا

جَنى قائِلٌ بِالمَينِ يَطلُبُ ثَروَةً

وَيُعذَرُ فيهِ مَن تَكَذَّبَ مُضطَرّا

خُذا الآنَ فيما نَحنُ فيهِ وَخَلِّيا

غَداً فَهُوَ لَم يَقدُم وَأَمسِ فَقَد مَرّا

لِنَفسِيَ ما أَطعَمتُ لَم يَدرِ آكِلٌ

سِوايَ أَحُلواً جازَ في الفَمِ أَم مُرّا

وَمِن شِيَمِ الإِنسِ العُقوقُ وَجاهِلٌ

مُحاوِلُ بِرٍّ عِندَ مَن أَكَلَ البُرّا

عَجِبتُ لِهَذي الشَمسِ يَمضي نَهارُنا

إِذا غَرَبَت حَتّى إِذا طَلَعَت كَرّا

لَها ناظِرٌ لَم يَدرِ ما سِنَةُ الكَرى

وَلا ذُرَّ مُذ قالَ المَليكُ لَهُ ذُرّا

وَساعاتُنا كَالخَيلِ تَجري إِلى مَدىً

حَوالُكَ دُهماً لا مُحَجَّلَةً غُرّا

نَعيمٌ طَما عِندَ اِمرِئٍ وَمُسَخَّرٌ

لَهُ بِمَجالِ الحوتِ يَلتَمِسُ الدُرّا

سِوايَ الَّذي أَرعى السَوامَ وَساقَهُ

وَبِالجَدِّ لا بِالسَعيِ أَحتَلِبُ الدَرّا

وَمَن ذا الَّذي يَنضو لِباسَ بَقائِهِ

نَقِيَّ بَياضٍ لَم يُدَنِّس لَهُ زِرّا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أبو العلاء المعري

avatar

أبو العلاء المعري حساب موثق

العصر العباسي

poet-almaarri@

1612

قصيدة

17

الاقتباسات

1978

متابعين

أحمد بن عبد الله بن سليمان، التنوخي المعري. شاعر وفيلسوف. ولد ومات في معرة النعمان. كان نحيف الجسم، أصيب بالجدري صغيراً فعمى في السنة الرابعة من عمره. وقال الشعر وهو ابن ...

المزيد عن أبو العلاء المعري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة