الديوان » العصر العباسي » أبو العلاء المعري » أرى كفرطاب أعجز الماء حفرها

عدد الابيات : 17

طباعة

أَرى كَفرَطابٍ أَعجَزَ الماءُ حَفرَها

وَبالِسَ أَغناها الفُراتُ عَنِ الحَفرِ

كَذَلِكَ مَجرى الرِزقِ وادٍ بِلا نَدىً

وَوادٍ بِهِ فَيضٌ وَآخَرُ ذو جَفرِ

خَبَرتُ البَرايا وَالتَصَعلُكَ وَالغِنى

وَخَفضَ الحَشايا وَالوَجيفَ مَعَ السُفرِ

فَأَطيَبُ أَرضِ اللَهِ ما قَلَّ أَهلُهُ

وَلم يَنأَ فيهِ القوتُ عَن يَدِكَ السَفرِ

يُعاني مُقيمٌ بِالعِراقِ وَفارِسٍ

وَبِالشامِ ما لَم يَلقَهُ ساكِنُ القَفرِ

فَمِل عَن بَني حَوّاءَ مِن نَسلِ آدَمٍ

لِتَنزِلَ بَينَ الحُوِّ وَالأُدمِ وَالعُفرِ

وَلا بُدِّ في دُنياكَ مِن نَصَبٍ لَها

وَهَل وَضَعَ الأَثقالَ دَهرُكَ عَن شَفرِ

أَلَيسَ هِزَبرُ الغابِ وَهوَ مُمَلَّكٌ

عَلى الوَحشِ يَبغي الصَيدَ بِالنابِ وَالظُفرِ

وَأَنتَ إِذا اِستَعمَلتَ أَكوابَ عَسجَدٍ

أَسَأتَ وَيجزيكَ الإِناءُ مِنَ الصَفرِ

لَقَد سَكَنَتُ نَفسي على الكُرهِ جِسمَها

فَأَلفَيتُها لا تَستَقِرُّ مِنَ النَفرِ

فَإِن لَم تَنَل وَفراً مِنَ المالِ فَاِستَعِن

وَفارَةَ عَقلٍ فَهيَ أَزكى مِنَ الوَفرِ

وَإِن لَم يَكُن لُبُّ الفَتى مَعَ شَخصِهِ

وَليداً فَما يَفري لِنَفعٍ وَلا يُفري

يُسَمّي غَوِيٌّ مَن يُخالِفُ كافِراً

لَهُ الوَيلُ أَيُّ الناسِ خالٍ مِنَ الكُفرِ

حَصَلنا عَلى التَمويهِ وَاِرتابَ بَعضُنا

بِبَعضٍ فَعِندَ العَينِ رَيبٌ مِن الشُفرِ

وَلَيسَ الَّذي قالَ اليَهودِيُّ ثابِتاً

سِوى أَنَّهُ بِالخَطِّ أُثبِتَ في السِفرِ

غَفَرنا وَما أَعنى اِغتِفاراً وَإِنَّما

عَنَيتُ اِنتِكاسَ البُرءِ لا كَرَمَ الغَفرِ

إِذا خَشِيَت أُمٌّ عَلى اِبنٍ مَنِيَّةً

فَيا أُمَّ دَفرٍ قَد أَمِنتِ عَلى دَفرِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أبو العلاء المعري

avatar

أبو العلاء المعري حساب موثق

العصر العباسي

poet-almaarri@

1612

قصيدة

17

الاقتباسات

1988

متابعين

أحمد بن عبد الله بن سليمان، التنوخي المعري. شاعر وفيلسوف. ولد ومات في معرة النعمان. كان نحيف الجسم، أصيب بالجدري صغيراً فعمى في السنة الرابعة من عمره. وقال الشعر وهو ابن ...

المزيد عن أبو العلاء المعري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة