الديوان » العصر العباسي » أبو العلاء المعري » إذا ما أسن الشيخ أقصاه أهله

عدد الابيات : 16

طباعة

إِذا ما أَسَنَّ الشَيخُ أَقصاهُ أَهلُهُ

وَجارَ عَلَيهِا لنَجلُ وَالعَبدُ وَالعِرسُ

وَصارَ كَبِنتِ المومِ تَسهَرُ في الدَُجى

بُكاهُ لَهُ طَبعٌ وَلِمَّتُهُ بِرسُ

وَأَكثَرَ قَولاً وَالصَوابُ لِمِثلِهِ

عَلى فَضلِهِ أَن لا يُحَسُّ لَهُ جَرَسُ

يُسَبِّحُ كَيما يَغفِرُ اللَهُ ذَنبَهُ

رُوَيدَكَ في عَهدِ الصِبا مُلِىءَ الطِرسُ

وَقَد كانَ مِنَ فُرسانِ حَربٍ وَغارَةٍ

فَلَم يُغنِ عَنهُ السَيفُ وَالرُمحُ وَالتِرسُ

وَأَصبَحَ عِندَ الغانِياتِ مُبَغَّضاً

كَأَنَّ خَزُّهُ خِزيٌ وَعَنبَرُهُ كِرسُ

عَجِبتُ لِقَبرٍ فيهِ ضيقٌ تَزاحَمَت

عَلى الكَونِ فيهِ العُربُ وَالرومُ وَالفُرسُ

مَتّى يَأكُلِ الجُثمانَ يَسكُنهُ غَيرُه

يَدَ الدَهرِ حَرَساً جاءَ مِن بَعدِهِ حَرسُ

وَكَم دَرَسَت هَذي البَسيطَةُ عالَماً

وَعالَمُ جيلٍ مِن عَوائِدِهِ الدَرسُ

لَقَد فَرَسَت تِلكَ الأُسودُ طَوائِفاً

أَنيساً وَوَحشاً ثُمَّ أَدرَكَها الفَرسُ

وَما بَرِحَ الإِنسانُ في البُؤسِ مُذ جَرَت

بِهِ الرَوحُ لا مُذ زالَ عَن رَأسِهِ الغِرسُ

فَلا تَعذُلينا كُلُّنا اِبنُ لَئيمَةٍ

وَهَل تَعذُبُ الأَثمارُ إِن لُؤمَ الغَرسُ

طَفَونا وَنَرسو الآنَ لا سُرَّ أَسوَدي

بِمِلكِ البَرايا ما العِراقُ وَما النَرسُ

فَإِنّي أَرى الكافورَ وَالطيبَ كُلَّهُ

يَزولُ بِمَوتٍ جاءَ في يَدِهِ وَرسُ

مَضى الناسُ إِلّا أَنَّنا في صُبابَةٍ

كَآخَرِ ما تُبقي الحِياضُ أَو الخَرسُ

وَلَم يَسمَعوا قَولاً أَمِن صَمَمٍ بِهِم

وَلَم يَفهَموا رَجعاً كَأَنَّهُمُ خُرسُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أبو العلاء المعري

avatar

أبو العلاء المعري حساب موثق

العصر العباسي

poet-almaarri@

1612

قصيدة

17

الاقتباسات

1980

متابعين

أحمد بن عبد الله بن سليمان، التنوخي المعري. شاعر وفيلسوف. ولد ومات في معرة النعمان. كان نحيف الجسم، أصيب بالجدري صغيراً فعمى في السنة الرابعة من عمره. وقال الشعر وهو ابن ...

المزيد عن أبو العلاء المعري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة