الديوان » العصر العباسي » أبو العلاء المعري » أدين برب واحد وتجنب

عدد الابيات : 17

طباعة

أَدينُ بِرَبٍّ واحِدٍ وَتَجَنُّبٍ

قَبيحَ المَساعي حينَ يُظلَمُ دائِنُ

لَعَمري لَقَد خادَعتُ نَفسِيَ بُرهَةً

وَصَدَّقتُ في أَشياءَ مَن هُوَ مائِنُ

وَخانَتَنِيَ الدُنيا مِراراً وَإِنَّما

يُجَهَّزُ بِالذَمِّ الغَواني الخَوائِنُ

أُعَلِّلُ بِالآمالِ قَلباً مُضَلَّلاً

كَأَنِّيَ لَم أَشعُر بِأَنِّيَ حائِنُ

يُحَدِّثُنا عَمّا يَكونُ مُنَجِّمٌ

وَلَم يَدرِ إِلّا اللَّهُ ماُ هُوَ كائِنُ

وَيَذكُرُ مِن شَأنِ القِرانِ شَدائِداً

وَفي أَيِّ دَهرٍ لَم تُبَتَّ القَرائِنُ

أَرى الحيرَةَ البَيضاءَ حارَت قُصورُها

خَلاءً وَلم تَثبُت لِكِسرى المَدائِنُ

وَهَجَّنَ لَذّاتِ المُلوكِ زَوالُها

كَما غَدَرَت بِالمُنذِرينَ الهَجائِنُ

رَكِبنا عَلى الأَعمارِ وَالدَهرُ لُجَّةٌ

فَما صَبَرَت لِلمَوجِ تِلكَ السَفائِنُ

لَقَد حَمِدَ الأَبناءَ قَومٌ وَطالَما

أَتَتكَ مِنَ الأَهلِ الشُرورُ الدَفائِنُ

كَنائِنُ صِدقٍ كَثَّرَت عَدَدَ الفَتى

فَهُنَّ بِحَقٍّ لِلسِهامِ كَنائِنُ

تَجيءُ الرَزايا بِالمَنايا كَأَنَّما

نُفوسُ البَرايا لِلحِمامِ رَهائِنُ

تَنَطَّسَ في كَتبِ الوَثائِقِ خائِفٌ

مَنِيَّتُهُ وَالمَرءُ لا بُدَّ بائِنُ

يَضُنُّ عَلَيها بِالثَمينِ حَليلُها

وَنودَعُ في الأَرضِ الشُخوصُ الثَمائِنُ

يَخافُ إِذا حَلَّ الثَرى أَن يَقينَها

لِآخَرَ مِن بَعضِ الرجالِ القَوائِنُ

يَصونُ الكَريمُ العِرضَ بِالمالِ جاهِداً

وَذو اللُؤمِ لِلأَموالِ بِالعِرضِ صائِنُ

مَتى ما تَجِد مُستَرفِدَ الجودِ شاتِماً

فَفي البُخلِ لِلوَجهِ الَّذي ذينَ ذائِنُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أبو العلاء المعري

avatar

أبو العلاء المعري حساب موثق

العصر العباسي

poet-almaarri@

1612

قصيدة

17

الاقتباسات

1975

متابعين

أحمد بن عبد الله بن سليمان، التنوخي المعري. شاعر وفيلسوف. ولد ومات في معرة النعمان. كان نحيف الجسم، أصيب بالجدري صغيراً فعمى في السنة الرابعة من عمره. وقال الشعر وهو ابن ...

المزيد عن أبو العلاء المعري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة