الديوان » العصر الاموي » الكميت بن زيد » ألم تتعجبي من ريب دهر

عدد الابيات : 281

طباعة

ألَم تَتَعَجَّبي مِن رَيبِ دَهر

رأيت ظُهُورهُ قُلِبت بُطُونَا

فإنَّكَ قَد رأيتِ وإن تَعِيشِي

تري ويرىعجائب ما رَأينَا

رأيتُ الخُرسَ تَنطِقُ في زَمَانٍ

يُكَلِّفُ أهلُهُ الإبِلَ الطَّحِينَا

وَبُدِّلَتِ الحَمِيرُ فَمَا فَزِعنَا

لِذاك مِنَ النَّهِيقِ بِهِ الحَنِينَا

وعَطَّفَتِ الضِّبَابَ أَكُفُّ قَوم

عَلَى فُتخِ الضَّفَادِعِ مُرئِمِينَا

وَذَلِكَ ضَربُ أخمَاس اُرِيدَت

لأسدَاسٍ عَسَى أن لا تَكُونَا

أرَادُوا النَّاس مِن سَلَفَي نِزارٍ

أُمُوراً يَمتَنِعنَ وَيَمتَرِينَا

أرَادُوا أن تزيل خالقات

أَدِيمَهُمُ يَقسنَ وتَفترِينَا

فَمَا وَجَدُوهُمُ إلاَّ أدِيماً

يَرُدُّ مَوَاسِيَ المُتَحَيِفينَا

عُكَاظِيًّا أَبُوه أَبو إِياد

صَحِيحَاً لاَ عَوارَ وَلاَ دَهِينا

لَهُ جَمَعُوا اللَّتَينِ إِلى اللُّتَيَّا

فَلاَ حَلِماً لَقُوهُ وَلاَ عَطِينا

وكَانَ يقال إنَّ ابني نِزَار

لَعلاَّت فأَمسَوا تَوأمِينَا

تَنَبَّهَ بَعدَ نومَتِهِ نِزَارٌ

لهم باِلمُلحِقَاتِ مُعَانِدينَا

فَضمَّ قَوَاصِي الأَحيَاءِ مِنهُم

فَقَد أمسَوا كَحَيٍّ وَاحِدِينَا

وقد سَخِطَ ائتِلافَهُمُ رِجَالٌ

أَطَالَ الله رَغمَ الساخِطِينَا

تؤَلف بَينَ ضفدعَة وضَبٍّ

وتَعجَبُ أَن نَبَرَّ بَنِي أبينا

لَعَمرُهُم لَقَد وَجَدُوا نزَاراً

عَلَى الشَّوَاهق مُبتَنينَا

لخَير أبُوَّة عُلمَت فَعَالاً

وسابقَةً وخَيرهُم بَنينا

ونحن أَولاك أَنجُم كُلِّ لَيل

يُؤَمُّ بها وأَبحُرُ مُظمئينَا

بَلَغنَا النَّجمَ مَكرُمَةً وعزاً

وفُتنَا أيديَ المُتَطَاولينَا

وَنُلفَى في الجُدُوبَة أهلَ خصبٍ

وفي ظُلَم الحَنَادس مُقمرينَا

وجَاوَزنَا رَوَاسِيَ شَاهِقات

بِلاَ تَعَبٍ ولاَ مُتَطَاوِلِينا

وَإِن يَعظُم مِنَ الحَدثانِ خَطبٌ

تَجِدنا فِيهِ غَيرَ مُقَلَّمِينَا

تَجِد أَسيَافَنَا مُتَأَلِقَّاتٍ

يُحَاكِينَ البُرُوقَ إذَا انتُضِينَا

عَلَينَا كالنِّهاءِ مُضَاعَفَاتٍ

مِنَ الماذِيِّ لم تُؤِدِ المُتُونَا

فَنَحنُ فَوَارِسُ الهَيجَا إذا مَا

أبَالَ الحَاصِنَ الحَدَثُ الجَنِينَا

وَلَم نَفتَأَ غَدَاة هَب و هَال

لِخَيرَاتِ الكَوَاعب مُجتَلِينَا

متى نَنزِل بِعَقوَةِ أَهل عزٍّ

نَطَأهُم وَطأَةَ المُتَثَاقِلِينا

إِذَا غَضِبَت سُيُوفُ بَني نِزَارٍ

عَلَى حيٍّ رَجَعنَ وَقَد رَضِينَا

بِضَرب تُتبِعُ الأَلِليَّ مِنهُ

فَتاةُ الحَيِّ وَسطَهُمُ الرَّنِينَا

ونَمنَعُ بالأَسِنَّةِ ما سَخِطنَا

مُكَابَرَةً ونَأخُذُ ما هَوِينَا

وَمَن يُطرِف عَلَى الأثذَاءِ وَهناً

ويُغضِ على تَجَلجُلِهَا العُيُونَا

فإنَّ الاَكرَمِينَ بَني نِزَارٍ

عَلَى الأَقذَاءِ غَيرُ مُغَمِّضِينَا

تَنَاولَنَا الأَقَاصِي من بَعِيد

وقَلَّمنَا أَظَافِرَ مَن يَلِينَا

وَأجحَرنضا أَسَاوِدَ كُلِّ حيٍّ

وأَسكَتنَا نَوَابِحَِ مُؤسِدِينَا

إِذَا مَا نَحنُ بِالشَّفَرَاتِ يَوماً

على حيٍّ وإِن كَرُمُوا عَصِينَا

رَجَعنَا بِالظَّعَائِنِ مُردَفَاتٍ

وَثَوَّرنَا النَّوَادِي والعُطُونَا

ولم نُمكِن قَتَادَتَنَا لِلمسٍ

وَلاَ سَلَمَاتِنَا لِلعَاصِبِينَا

ويوماً باللدان بعد يوم

علَينا اللاَّمُ فِيهِ مُدجَّجِينَا

لَنَا المِسكُ الفَتِيتُ نُعلُّ مِنهُ

جُلُوداً ما تَفِلنَ وما عرِينَا

ففي هاذاك نَحنُ لًيُوثُ حَربٍ

وفي هذا ثِمالُ مُعصِّبِينَا

تَرى الجُرد العِتَاقَ إِذا فَزِعنَا

وأطرافَ الرِّماحِ لَنَا حُصُونَا

وَنَجلُو عِظلِمَ الهبواتِ عنَّا

بِغُرٍّ بِالفِعَالِ مُحَجَّلِينَا

لَنَا الجُردُ العِتَاقُ مُسَوَّمَاتِ

مَعَادِنُها لَنَا الاُولَى وفِينَا

غَرَائِبُ حِينَ تخرُجُ مِنَ نِزَارٍ

لِكُلٍّ إِن وُهِبنَ وإن شُرِينَا

نُعَلِّمُهَا هَب وهَلاَ وأَرحب

وَفي أبيَاتِنَا وَلَنَا افتُلِينَا

تَرَى أبنَائَنا غرلاً عَلَيهَا

ونَنكَأهُم بِهِنَّ مُخَتَّنِينَا

نُعَلِّمُهُم بِهَا مَا عَلَّمَتنَا

أُبُوَّتُنَا جَوارِيَ أَو صُفُونَا

نُرِيهِم مِن مَحَاسِنِهَا وَمِمَّا

نَخَافُ مِنَ المَسَاوِىء ما أُرِينَا

وأَيسَارٌ إِذا الاَبرَامُ أَمسَوا

لِتَعثَانِ الدَّواخِنِ آلِفِينَا

كَشَفنَا الجُوع ذَا الهبواتِ عنهُم

وأَطعمنَا ضَرائِكَ تَعتَرِينَا

كَأَنَّ جِفَانَنا في كُلِّ يَوم

لِوَاصِفِهَا جَوَابِيَ مُترَعِينَا

تُكَلَّلُ بالسَّدِيفِ كأَنَّ فيها

إِذا وُضِعَت أنَافِح مُلبِئِينَا

تَرى الهُلاَّك ينتَجِعُونَ مِنها

دواءَ الجُوعِ غَير مُؤَنِّبِينَا

وَأجَّجنَا بِكُلِّ يفَاعِ أرض

وَقُودَ المضجدِ لِلمُتَنَوِّرِينَا

وبِالعَذَواتِ مَنبِتُنا نُضَارٌ

ونَبعٌ لاَ فَصَافص في كُبِينَا

فَتِلكَ ثِيَابُ إِسماعِيل فِينَا

صَحاحاً ما دنِسنَ وما بَلِينَا

وإِنَّ لَنَا بِمَكَّة أَبطَحَيهَا

وَمَا بَينَ الأَخَاشِبِ والحُجُونَا

وَبَيتُ الله نَحنُ لَهُ وُلاَةَّ

وَخُزَّانٌ عَلَيهِ مُسَلَّطُونَا

وَزَمزَمُ وَالحطِيمُ وَكُلُّ سَاق

يَرَى أهلَ الخِصَاصِ لَهُ قَطِينَا

وََمُطَّرد الدماءِ وحَيث تَلقَى

ضَفَائِرَ مَا دُهِنَّ وَمَا فُلِينَا

وَأطنَابُ القِبَابِ مُمَدَّدات

بِخَيفِ مِنىً على المُستأذِينَا

عَلَى شُمِّ الأُنُوفِ أَبُو إِياد

أَبُوهُم مُتلِفِينَ ومُخلِفِينَا

وَجَمعاً حَيثُ كانض يقال أَشرِق

ثَبِيرٌ أَتا لدفعه وَاقفِينَا

وَمَوقِفُهُم لأَوَّلِ دَفعَتَيهِم

عَلَينَا فِيهش غَيرُ مُخَالِفِينَا

وُقُوفاً يَنظُرُونض بِهِ إِلَينَا

لِقَائِلِنَا المُوَفَّقِ مُنصِتِينَا

وَنَجداً حَيثُ أَورَقَ كُلُّ عُودٍ

وآنَقَ نَبتُهُ المُتَاَنِّقِينَا

وَوَجًّا والَّذِينَ سَمَوا لِوَجٍّ

لآِلآتِ الحُرُوبِ مُظَاهِرِينَا

فَحَلُّوا دَارَ مَكرُمَة وَعِزٍّ

عَنهَا أَعَادِيَ شانِئِينَا

وَبَرُّ الأَرضِ بَعدُ وكُلُّ بَحر

أقَلَّ الفُلكُ مَركَبَه الشَّحِينَا

وأبطَحَ ذِي المَجَازِ وحَيثُ تَلقَي

رجضال عكاظ لِلمُتَنَبِّئِينَا

وبَيعَات الهُدَى مُتَتَابِعَات

إِلَينَا وَابن آمِنَةَ الأَمِينَا

وكُلُّ خَلِيفَة وَوَلِيِّ عَهدٍ

وَمُنتَظَرٍ لأَمرِ المُؤمِنِينَا

وَفي أَيَّامِ هاتِ بِ هاكَ يَلقَى

إِذا رزم الندى مُتَحَلِّبِينَا

نُبَاري الرِّيحَ مَا بَرَدَت وفئينَا

لأَموَال الغرائب ضامنُونَا

لَنَا قَمرَا السَّماءِ وكُلُّ نَجم

تُشيرُ إلَيه أيدي المُهتَدينَا

وَجَدتُ الله إِذ سَمَّى نَزَار

فليس بأَوَّل الخُطَبَاءِ جارا

لَنَا جَعَلَ المَكَارم خَالصَاتٍ

وللنَّاس القَفَا ولَنَا الجبينَا

وما ضَربت هجانَ بَني نزَار

فَوَالجُ من فُحُول الأَعجَمينَا

وَمَا حَمَلُوا الحَميرَ عَلَى عتَاقٍ

مُطَهَّمَةٍ فَيُلفَوا مُبغلينَا

وَمَا وُجدَت بَنَاتُ بَني نزَارٍ

حَلاَئلَ أَسوَدين وأحمَرينَا

أَبي آبَاؤُهُنَّ فَلَم يَشُوبُوا

بِسَمنِهِمُ إِهَالَةَ حَاقِنِينَا

وَمَا سَمَّوا بِاَبرَهةَ اغتِبَاطاً

بِشَينِ خُتُونَةٍ مُتَزيِنِينَا

بَني الأَعمَامِ زَوَّجنَا الاَيَامى

وَبِالأَعمَامسَمَّينَا البَنِينَا

وَلَم نُملَك بغَيرِ بَنى نِزَارٍ

وَلَم نُعطِ الإِتَاوَةَ مُجتَبِينَا

فَتِلكُ قَنَاتُنَا لم تُبلَ ضَعفاً وَلاَ

خَورَاً ثقافُ الغَامِزِينَا

وَكُنَّا في الحُرُوبِ مَتَى نُوَجِّه

إِلَى قَومٍ كَتَائِبَنَا الثُّبِينَا

بِبِيض يَنتَمُونَ إِلَى نِزَارٍ

مُهِيبِي سَاسَة وَمُؤَيِّهِينَا

عَلَوا شُعَب الرِّحَالِ عَلَى المَطَايَا

بِأسمَالِ المِلاَءِ مُعَصَّبِينَا

تَضِيقُ بِنَا الفِجَاجُ وَهُنٌّ فُتحٌ

ونُجهِزُ ماءَهَا السَّدِمَ الدَّفِينَا

وَنَأرِمُ كُلَّ نَابِتَةِ رعاءً

وحَشَّاشاً لَهُنَّ وحَاطِبِينَا

يَرَونَ الجَدبَ مَا تضركُوهُ خَبصباً

مُحَافَظَةً وكالأُنُف الدَّرينَا

ندعهُم مثل بارقَ أَو كَجَرم

وبئسَ بقيَّة المُستَظعَنِينَا

كما خَطَرَت أَسِنَّتُنَا بِعمرو

أبِي الملكَينِ غَير مُدَعدِعِينَا

وغادرنا على حُجرِ بنِ عَمرو

قَشَاعِمَ يَنتَهِشنَ ويَنتَقِينَا

يُشَارِكنَ الذِّئَابَ وَأُمَّهَاتٍ

جُمِعنَ بعامِرٍ لَمَّا كُنِينَا

سَقَينَا الأَزرقَ اليَزَنيَّ مِنهُ

وَأَكعُبَ صَعدَةٍ حَتَّى رَوِينَا

وَخُضنَا بِالسُّيُوفِ إليه خَوضاً

وسُمرِ الخَطِّ كِندَةَ والسّكُونا

وَوَجَّهنَا ظَعِينَتَهُ هَدِيًّا

تُلَوِّنُ لاِمرِىء القَيسِ البُرِينَا

إِذا أخذت له في ما شَرِيطٍ

رآنَا بِالإِسَاءَةِ مُحسِنِينَا

فَمَا أَهوَى بِاَهزَعَ من بَعِيدٍ

لَنَا إِلاَّ التَّكَهُّم يَبتَغِينَا

وما سَمَّي بِقَتلِ أَبِيهِ مِنَّا

قَتِيلاً في عضَايِهِ مُفتَرِينَا

وَنَحنُ وجَندِلٌ بَاغ تَرَكنَا

كتَائبَ جَندَلٍ شَتَّى عِزِينَا

أَطَرنَا الحَشوَ والعُسفَاءَ عَنهُ

وَأَقعَصنَا جَبَابِرَ مُترَفِينَا

كَفَينا مَن تَغَيَّبَ مِن نِزَارٍ

وَأَحنَثنَا أليَّةَ مُسِمِينَا

وَأَضحَكنَا بَوَاكِيَ أهلَ خَوف

وأبكَينَا ضَوَاحِكَ آمِنينَا

بِضَربٍ لاَ كَفَاءَ لَهُ وطَعن

تُرَى منه الأُساةُ مُوَلوِلينَا

وَنَحنُ غَداةَ سَاحُوق تَركنَا

حُماةَ الأجدَلَينِ مُجَدَّلِينا

أَتَونَا عِندَ نِسوَتِنَا فَلاَقَوا

ظَعَائنَ ما هرَبنَ ولاَ سُبِينَا

ظَعَائنَ مِن بَني الحَلاَّف تَأوِي

إِلى خُرسِ نَوَاطق كَالفتينَا

ظَعَائن لَم تَزَل مِن مُسنمَات

غَنَائِمَ يَصطَبِحنَ وَيَدَّوِينَا

وَيَجزُزنَ النَّوَاصِي مُنعمَات

غَوَانيَ عن ثَوَابٍ المُعرضِينَا

مُدِلاَّت يَسِرنَ بِكُلِّ ثَغرٍ

إِذَا أَرزَفنَ من ثَغرٍ حُمِينَا

وَقُرصاً قَد تَنَاوَلنَا فَلاَقى

بَني ابنَةِ مِعيَر والاَقوَرِينَا

صَبَحناهُم أَسنَّتَنَا وبيضاً

قَواطعَ يَعتَمِدن وَيَصطَفينَا

إذَا الجَبَّارُ كَانَ لَهُنَّ نَصباً

فَرَجنَ إِلَيه حَومَةَ مَا غشينَا

وَخُضنَا بِالقُراتِ إِلى عَدِيٍّ

وَقَد ظَنَّت مُضَرُ الظُّنُونَا

بِحَارٌ يَهلِكُ السُّبَحَاءُ فِيها

تَرَى الجُردَ العِتَاقَ لَهَا سَفِينَا

بِمُعتَرَكِ منَ الأَبطَالِ ضَنكِ

تُرَى فِيهِ الجَمَاجَم كالكُرِينَا

وَلَم نفتَأ كَذَلِكَ كُلَّ يَوم

لِشَأفَةِ وضاغِر مُستَأصِلينَا

وَيوم الجَرِّ من ظَلِم وُجِدنَا

كَطَعمِ الصَّابِ لِلمُتطَعِّمينَا

حَضَأنَا نارَ مَكرُمضة وعِزٍّ

نَشُبُّ وَقُودَها لِلمُصطَلينَا

ونحن الرَّافِدُونَ غَدَاةَ مَرٍّ

خُزَيمَةَ بِالَّذِي لاَ يُنكِرُونَا

تَبَاشَرَ إِذ رَآنَا أَهلُ مَرٍّ

فَكَذَّبنَا مُنَى المُتَبَاشِرِينَا

مَلأَنَا حَوضَ مَكرُمَة وعِزٍّ

وَأروَينَا حَوَائِمَ قَد صَدِينَا

وَقَد آلَت قَبَائِلُ لاَ تُوَلِي

مَنَاةَ ظُهُورِهَا مُتَحَرِّفِينَا

فَألحَقنَا رَوَافضَهُم ببُبصرَى

حُفَاةً كالرِّئَال ونَاعلينَا

وَيَوماً بالمعالم نُلفَ فيه

عَلَى دَهش وَلاَ مُتَخَاذلينَا

صَبَرنَا فيه أَنفُسَنَا ببيض

يُفَلِّقنَ الرُّؤُوسَ وَيَختَلينَا

وَمَا ذَمَّ القَبَائلُ من مَعَدٍّ

إِلَى نَجرانَ غَزوَتَنَا الحَجُونَا

صَبَحنَاهُم كَتَائبَ من نِزَارٍ

كَأسد الغَاب حَالَفَت العَرينا

كتَائبَ تَحسُر الهَبَوَات عَنَّا

عوالي مَا حُدُنَ وَمَا عُلَينَا

أَفَأنَ منَ الكَواعب مُردفَات

عقائل يتَّصلنَ وَيَعتَزينَا

وغادرنا المقاول في مكر

كخشب الأثأب المتغطرسينا

وَعَبدُ يَغُوثَ قَد لاَقى نِزَاراً

غَداةَ التَّيم غَيرَ مهللِينَا

أرَادَ لِيحقِنُوا دَمَ غَير ثَأرٍ

وَذَكَّرَهُم مَعَ الحلب الحَقِينَا

فَكَانَ دَمٌ أحَبَّ إِلَى نِزَار

شَوَارشع مِن وِطَابٍ مُعجِلِينَا

فَصَادَفَ اُسرَةً مِن آلِ مُرٍّ

بِأعلاَق المَكَارِم مثمِنِينَا

وَمَا طَلَبُوا إلَيهِ دماً ولَكِن

أَثَاثَ المجدِ والحَسَبَ المَصُونَا

تَرَكنَ مُلُوكَ حِميرَ وهيَ صَرعَى

كَخُشبِ الاثل غَيرِ مُدَفَّنِينَا

وَنَحنُ غدَاةَ ذِي قَار صَبَحنَا

مُلُوكَ الاَعجَم الاَلَمَ الرَّصِينَا

أتَونَا بالظَّعَائِنِ وَاقِفَات

فَأيُّ ذَوِي ظَعائِنَ إذ أُتِينَا

فَجَعجَعنَا بِهِن وكانَ ضَرباً

تُرَى مِنهُ جَماجِمُهُم فئينا

فَأَيُّ عِمَارَة كَالحَيِّ بَكرٍ

إِذا اللَّزبَاتُ لقبت السِّنِينَا

وأيُّ عِمَارَة كَالحَيِّ بَكر

إِذَا مَا البِيضُ زَايلَتِ الجُفُونَا

أكَرَّ غداَةَ إِبسَاس وَنَقر

وَأكشَفَ لِلأصَايِلِ إِذ عَرِينَا

وَأَغضَبَ عندَ مَندَبة قيَاماً

وأحلَمَ في المَجَالسِ مُحتَبِينَا

وَأَطيَبَ في المَغَارِس نَابِتَات

وأَفضَلَ في التَّقَايُسِ لِلِّدِينَا

وأَسيَر باللَّوامع خَافقَات

إِلَى الغَمَرَات حَتَّى يَنجلينَا

وأقدح في ثواقب واريات

وأنجح في المَكارم طالبينا

ونَحنُ عَلى شَراحِيل بنِ عمرو

شَهرنَا البيضَ غَير مُحلِّلِينَا

أرادَ لِكَي يذوق بني نِزَارٍ

وَلَم يَسأَل فَيُخبَرَ عَالِمِينَا

فَصَادَفَ تَغلِبَ الغَلبَاءَ لَمَّا

تَمَطَّقَ فُوهُ شَربَةَ ذَائِقِينَا

أطارُوا قحفَ هَامتِهِ بِعَضبٍ

كَأَّنَّ سَنَاهُ شُعلَة قَابِسِينَا

وقالوا خُذ نُحييك ابنَ عَمرو

كَما ذافى أخاكَ بنو أبينا

أَبيتَ اللَّعنَ دُونَكَهَا فَإِنَّا

كَذَاكَ تَحِيَّةُ الأَملاَك فِينَا

وَرَاح لِينَ تَغلِبَ عِن شَظَاف

كَمُتَّدِنِ الصَّفَا حَتَّى يَلِينَا

وَقدّ لاَقى لِصَعبَتِهِ نِزَاراً

شَراحِيلُ بن أصهَبَ رَائِضَينَا

كَأَنَّ الأُمَّ أُمَّ صَدَاهُ لَمَّا

جلوا عنها غَطَاطَةَ حابِلِينَا

وَسَيفُ الحارث المَعلُوب أردَى

غُصَيناً في الجَبَابرَة الرَّدينَا

وأتلَفَ وَاحدَ النُّعمَان لَمَّا

أراد به الجريرة أَن يشيّنا

أرادَ بِهِ لِيَرأَمَ بَوَّ غَدرٍ

فَهَيَّجَ لاَ أَلَفَّ وَلاَ مَهِينَا

وَهَاشِمُ مُرَّة للمُفنِي مُلُوكاً

بِلاَ ذَنب إِلَيهِ ومُذنِبِينَا

وَيَومَ ابنِ الهَبُولَة قَد أَقَمنَا

خُدُودَ الصُّغر والأَوَدَ المُبينَا

وآلُ الجَون قَد وجدوا لِقَيس

أَفَاعِيَ لاَ يُجِبنَ إِذَا رُقِينَا

هُمُ تَرَكُوا سَرَاتَهُمُ جِثِيًّا

ومَادُونَ السَّرَاةِ مُغِربلينَا

وآلُ مُزَيقيَاءِ غَداةَ لاَقَوا

بَني سَعدِ بنِ ضَبَّةَ مُؤلِفِينَا

أَتَوهُم يَحسبُونَهُمُ جَنَاةً

فأَقلص أيدياً ما يَجتَنينَا

وأضحَكَت الضِّبَاع سُيُوفُ سَعد

بِقَتلَى ما دُفنَّ وَمَا ودينَا

سُيُوفٌ ما تَزَالُ ضلاَلاَ قَومٍ

يُهَتِّكنَ البُيُوتض وَيَبتَنِينَا

يَرَى الراؤون بالشَّفَرَات يَوماً

وَقُودَ أبي حُبَاحبَ والظُّبينَا

وَلاَقَينَا قُضَاعَةَ يَومَ كَلب

بِطَلحَةَ والكُماةِ مُقَنَّعِينَا

على الجُردِ العِتَاقِ مُسَوَّمَاتٍ

نُشَبِّهُهَا ضراءَ مُكَلِّبِينَا

غَوَامِض في العَجَاجَةِ مُصعَبات

بِكَذَّانِ الأمَاعِزِ يَرتَمِينَا

عَوابِس يَتَّخِذنَ بَنَاتَ كَلب

خَوَادِمَ يَحتطِبنَ ويَحتَسِينَا

وَيَنصبنَ القُدُورَ مُشَمِّرَات

يُخَالِسنَ العَجَاهِنَةَ الرِّئِينَا

ولا يُدنِينَ من خَفَر حَيَاءً

على أَعقَابِهِنَّ إِذا رُمِينَا

ولا يَرضَى بِهِنَّ بَنُو قَعَين

لأَولاَدٍ وَلاَ مُتَمَتِّعِينَا

مَعَ العُضرُوطِ والعُسَفَاءِ أَلقَوا

بَراذِعَهُنَّ غَيرَ مُحصَّنينَا

ألاَ أَبلغ ذَوِي يَمَن رَسُولا

فَإِيَّاكُم وَعُرَّةَ مُجرِبِينَا

فَإني قَد رَأيتُ لَكُم صُدُوداً

وَتحسَاءً بِعِلَّةِ مُرتَغِينَا

تَجَاوَزتُم إليَّ بِغَيرِ ذَنبٍ

شُبَيثاً والأَحصَّ مُوَتِّرِينَا

رَجَاءً أَن أَكُونَ لَكُم مِجَنَّا

وتَرمُوني بِأَسهُمِ آخَرِينَا

وأقصدُ إِن رَمَيتُ إِلى سِوَاكُم

بنبلي حكم يحكمونَا

فَلَيسَ كَذَاكَ أَمرُكُمُ وأَمرِي

فَإِيَّاكُم ومُديَةَ بَاحِثينَا

تَيَمَّنتُم بِمُؤتَشِبٍ حَمِيل

لَعَلَّكُمُ بِهِ تَتَشاءَمُونَا

رَكِبتم صَعبَتي أَشَراً وحِيناً

ولَستم لِلصِّعَابِ بِمُقرِنينَا

مَرَاكِبُ صَعَبَةٌ لَستُم عَلَيهَا

إِذَا غَبَّ الحَدِيثُ بِمُنقِضِينَا

فَقَد لَقَّحتُمُ وأَبيِ أَبِيكُم

حَوَائِلَ فَانظُرُوا مَا تُنتِجُونَا

إِذَا قَبضَ الاَكُفَّ مُذَمِّرُوكُم

عَلَى اليَتَنِ الَّذِي تَتَنَظَّرُونَا

وألقَيتُم إِليَّ دِلاَءَ قَوم

بِمَا رَفَعَت دِلاَؤُكُمُ عَمِينَا

سَتَأتِيكُم بِمُترَعَة دِفَاعاً

حِبَالُكُم التي لا تُمرِسُونَا

فَمَهلاً اتركُوا مِنكُم عُيُوناً

وَأَفئِدَةً يَنَمنَ إِذَا كَرِينَا

فإنَّ الحَربَ تَبعَثُ راسيَات

وَتَقطَعُ مِن قَرِينَتِهِ القَرِينا

ولا يصب القتيل ثياب قوم

بنَضح دَمٍ فَتُنطفَ سَالمينَا

وإِيَّاكُم وَدَاهِيَةً تَآدى

نُجدُّ بها وأَنتم تَلعَبُونَا

فَتلكَ غَيَايَةُ النَّقَمَات أمسَت

تَرَهيَأُ بالعقَاب لمُجرمينَا

صَه لِجَوَاب مَا قُلتُم وَأَوكَت

أَكَفُّكُم عَلَى ما تَنفُخُونَا

وَمَا أعنِي بِقَولِي أَسفَليكُم

وَلَكِنِّي أُرِيدُ بِهِ الذَّوينَا

إذَا كَانَت جُلُودُكُم لئَامَاً

فَأَيُّ ثِيَاب مَجد تَلبَسُونَا

فَإِن أدَع اللَّواتي مِن أُناس

أضَاعُوهُنَّ لاَ أدَعُ الَّذِينَا

وَلاَ أَرمِي البَرِيءَ بِغَيرِ ذَنبِ

وَلاَ أَقفُوا الحواصِنَ إِن قُفِينَا

ولاَ أَكوي الصِّحَاحَ براتعَات

بِهنَّ العُرُّ قَبلِي مَا كُوينَا

سَتَتَّخِمُونَ أَخذَ ما حَلَبتُم

لَبُونَ الحَربِ إنَّ لَهَا لَبُونَا

ويَبلُغُ شُخبُها الأَقدَامَ منكُم

إِذَا أرتَانِ هَيَّجَتَا إِرِينَا

رُويدَ وَعِيدِكِم ورُوَيدَ إِنَّا

وإِيَّاكُم وآخِرُ أَوَّلِينَا

نَحَتُّم بِالمَعَاوِل صَخرَتَينَا

فَأَبَّسَتَا أَكُفَّ النَّاحِتِينَا

عَجَمتُم عُودَنَا وعَجمتُمُونَا

فَأَنبَينَا ضُرُوسَ العَاجِمِينَا

بِأيِّ مَشِيئَة في ابنى نِزَارٍ

تُُهَمِّمُني أَكُفُّ اللاَّمِسينَا

وَلَو أنِّي بَسَطتُ قَبضتُ عَنهُم

وعَنِّي أيدِيَ المُتَهَمِّمِينَا

أفي الجُفَّينِ وَيحَك تَبتَغِيني

ضَفَادِعُ في وَقَائِعَ يَنتَحِينَا

ضفادِع جَيَّة حَسِبَت أضَاةً

مُنضِّبَةً سَتَمنَعُهَا وَطِينَا

أنَغفِرُ أَم نُعَاقِبُ إِذ أتتنا

جنادعُ مِن قوارص يَحتَذِينَا

جنادِعَ مِن قَوَارِصَ لَم تَجَاوَز

أَغَانيَّ الذُّبَابِ وَلاَ الطَّنِينَا

فَأيا ما يَكُن يَكُ وَهُوَ مِنَّا

بِأيد ما وَبَطنَ وَمَا يَدِينَا

فَإن نَعفُو فَنَحنُ لِذَاكَ أهلٌ

وإن نُرِد العِقَاب فَقَادِرِينَا

عَلاَمَ تَقُولُ هَمدَانُ احتذينَا

وَكِندَةُ بِالقَوَارِصِ مُجلِبِينَا

وَلَم نُقدُد لَهُم أُدُماً صِحَاحاً

وَلَم نَهتِك حِجَابَهُمُ الكَنِينَا

فَلاَهُم عِندَ مَعتَبَة رَأونَا

كَأَهل أُخُوَّة مُستَعتِبِينَا

فَنَنظُر كَيفَ نُعتِبُهُم وَإلاَّ

فَآدِمَةٌ عَلَى بَللٍ طُوِينَا

وَمَا أرضَى بِغَيرِ بَلاَءِ سُوءٍ

لِهَمدَان التربُّص والأَنِينَا

وَمَا أَرضَى لهُم أَلاَّ يَضُرُّوا

عَدُوَّهُمُ وأَلاَّ يِنفَعُونَا

أصَادِقُ أَلَّفُوا مِنَّا ومِنهُم

بِلاَ نَسَبٍ إِلى الظَّربَانِ نُونَا

وأَزدُ شَنُوءَةَ ابذَرَعُو إلَينَا

بِجُمٍّ يَحسِبُونَ لَهَا قُرُونَا

فَمَا قُلنَا لِبَارِق قَد أسَأتُم

وَلاَ قُلنَا لِبَارِقَ أَعتِبُونَا

وما إِن بارِقٌ فأَنَالُ مِنهُم

بِأَعرَاب وَلاَ بِمُهَاجِرِينَا

وَلَكِن بَينَ ذَلِكَ من أُناس

بِلَيلَى في الغِنَاءِ مُوَكَّلِينَا

وَمَذحجُ قَد رَأينَاهُم حَدِيثاً

لأَطفَال الاَذَاة مُرَشَّحِينَا

وَكَانُوا إِخوَةً وَيَداً وكُنَّا

لَهُم في الوُدِّ غَيرَ مُلَوِّنَينَا

فأمسوا يبرقون بعارضيهم

لنا في المبرقين ويرعدونا

وَكُنَّا عَن يَحَابِرَ لَو هَتَفنَا

بِدَعوَى يَالَ خِندِفَ مُكتَفِينَا

وَإن رَفَعُوا مَنَاسِبَهُم رَفَعنَا

إِلَى مُضَرَ الَّتي لاَ يَجهَلُونَا

بِأرحام شَوَابِكَ عالِمَات

إلَى أيِّ المَنَاسِبِ يَلتَقِينَا

لَهُنَّ مَنَارُ عدنانِ بنِ أُدٍّ

بِهِنَّ إِلى ابن آجر يهتَدِينَا

وَقَد مَلأَت عَلَيكَ الأرض قَيسٌ

وَخِندِفُ دَعوَةَ المُتَمَضِّرِينَا

تَجِد كَلباً هُنَاكَ وآلَ نَهدٍ

شُهُوداً في الحَفَائِطِ غائِبِينَا

وإن بَلغَت رَبيعَةَ جاءَ مِنهَا

أُسُودُ الغَابِ حَولِي مُوفِقِينَا

بِأَكثَرَ مِن نَفِير بني أُرَيش

إِذا جَمَعُوا الهَنَاتش إلى الهَنِينَا

إِذَا زَخَرَت إِليَّ بُحُورُ قَيس

بِخَيرِ عُمُومَةِ المُتَعَمِّمِينَا

بِمِلءِ تِهَامَة وبِملءِ نَجد

كَأسدِ الغَابِ حَولَ الأَندَرِينَا

وَصُلتُ بِخِندِفَ الجُلَّى كَأنَّي

أَصُولُ بِجِنٍّ عَبقَرَ مُغضَبِينَا

وَجَاءَتني رَبِيعَةُ في لُهَام

تُفَقِّىءُ أعيُنَ المُتَشَاوِسِينَا

وَطِئتُ النَّاسَ مُقتَدِراً وَكَانُوا

عَلَى رَغمِ العِدَا لِي مُقتَوِينَا

وَتَركي حضرَمَوتَ وَلَم تَدعنَا

شَجاً أعيَا أكُفَّ مُسَوِّغِينَا

ولكِنِّي تَرَكتُهُمُ لِقَومٍ

أبَوا لإِخَائِهِم أَن يَتركُونَا

وَلَولاَ آلُ عَلقَمَةَ اجتَدَعنَا

بَقَاياً مِن أُنُوفِ مُصَلَّمِينَا

فَأَمَّا الأَسدُ أَسدُ أَبي سَعِيدٍ

فَأكرَهُ أن أُسَمِّيهَا المَزُونَا

وَأَذكُرُ مِن أوَاصِرِهِم إِلَينَا

وقُربَاهُم طوائِفَ ما نُسِينَا

هُمُ أبنَاءُ عِمرَانَ بنِ عَمرو

مُضِيعِي نِسبَة أَو حَافِظِينَا

فإن يَصِلُوان قَرابَتَنَا نَصِلهُم

وَإن يَغنَوا فَإِنَّا قَد غَنِينَا

ومن عَجَب بَجِيل لعمرو أُمٍّ

غَذَتك وغَيرَهَا تَتَأَمَّمِينَا

تَجَاوَزَتِ المَنَارِ بِلاَ دَلِيل

ولا عِلمٍ بِعَسفِ مُخَبِّطِينَا

فَإنَّكِ والتَّحَوُّلَ عَن مَعَدٍّ

كَهَيلَةَ قَبلَنَا والحَالِبِينَا

تَخَطَّت خَيرَهُم حَلباً وَمَسًّا

إِلى الوالي المُغَادِرَهَا حَضُونَا

كَعَنزِ السُّوءِ تَنطَحُ عَالِفِيهَا

وتَرأَمُهَا عِصِيُّ الذَّائِحينَا

وأُودٌ أَجلَبَت وَأظُنُّ أُوداً

بِمِيسَمِ بَارق سَيُعَلَّطمَا

كَرَاكيٌّ بَعَثنَ الَيَّ أَعمَى

لِيَهدِيهِنَّ إِذ لَم يَهتَدِينَا

لَئِن أَودَت من الشَّنآنِ أُودٌ

لَقَد لَقِيَت ثِقَافَ مُقَوِّمِينَا

فَمَا أُودٌ بأكثَرَ مِن قَلِيل

ومَا أُودٌ بأَطيَبِ أَخبَثِينَا

فَمَا ابنُ الكَيِّسِ النَّمَريبِّ فِيكُم

وَمضا أَنتُم هُنَاكَ بِدَغفَلِينَا

أَلُقطَةُ هُدهُد وَجُنُودُ أُنثَى

مُبَرشِمَةٍ َألحمِي تَأكُلُونا

كُلُوهُ لا يَكَن لَكُمُ هَنِيئاً

وَلاَ حُلواً فَيُمكِن قَارِمينَا

سَلَبنا عَرشَ رَبَّتِكُم فَبِتنَا

بِهَا وَسطَ الاَسِنَّةِ مُعرِسِينَا

بِمُلك تَركُضُ المُرَادَاءُ فِيهِ

مِنَ الجِنِّ العُتَاةِ مُسَخَّرِينَا

تَرَقَّيتُم إِليَّ صُعُودَ عِزٍّ

سَيَبهَرُكُم وَقُلتُم قَد هُجِينَا

فَلَو جَهَّزتُ قَافِيَةً شَرُوداً

لَقَد دَخَلَت بُيُوتَ الأَشعَرِينَا

وفَتَّحتُ العيَابَ عِيَابَ قَوم

على نُطَفِ الغَوَارِبِ مُسرجِينَا

وَلاَ اتَّخَذَت إِلى هَمدَانَ نَهجاً

من اللقَم المَحَجَّةِ مُستَبِينَا

ولا اتَّلَجَت بُيُوتَ بني سَعِيد

وَلَو قَالُوا وَرَاءَكَ مُصفِحِينَا

وَمَا تَرَكَت لِذِي مُرَّانَ بَيتاً

وَلَم تَذعَر حَمَائِمُهَا السَّكُونَا

وَلاَ اقتَعَدَت غَوَارِبَ ذي رُعَين

ولا ارتَحَلَت ظُهُورَ الاَشعَثينا

وَلاَ ارتَحَلَت من العُريان نضواً

غَنيَّا عَن رحَالَةِ مُنطفينَا

يُكَلِّفُهُ الرَّسيمَ على حَفَاهُ

إِذَا مَا لَفَّ بالحَقَبِ الوَضينَا

يُبَيِّنُ للمُلقَّف مَن أَبُوهُ

وَيَنشُر عَن مَقَابر مَيِّتينَا

وَجَدت النَّاس غَيرَ ابنَي نِزَارٍ

وَلَم أَرَ مِثلَهُم شَرَطاً ودُونا

وإِنَّهُم لإِخوَتُنَا ولكن

أَنَامِلُ رَاحَةٍ لا يَستَوينَا

هُمُ أبناءُ آدَمَ لَم أَجدهُم

إِلى نَسَبٍ سِوَاهُ مُجمعينَا

أَنُوَّامٌ تقول بني لُؤَيَّ

قَعِيدَ أَبِيكِ أَم مُتَنَاوِمُونَا

عَنِ الرَّامِي الكِنَانَةِ لم يردها

ولكِن كادَ غَيرَ مُكَايِدينَا

رما رَبُّ الكِنَانة يبتغيها

كَكَلبِ السُّوءِ هَرَّ لِمُولِغَينَا

كَبَيتِ العَنكَبُوتِ وَجَدتُّ بَيتاً

يُمَدُّ عَلَى قُضَاعة أَجمَعِينَا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الكميت بن زيد

avatar

الكميت بن زيد حساب موثق

العصر الاموي

poet-kumait-bin-zaid@

679

قصيدة

2

الاقتباسات

196

متابعين

الكميت بن زيد بن خنيس الأسدي، أبو المستهل. شاعر الهاشميين. من أهل الكوفة. اشتهر في العصر الأموي. وكان عالماً بآداب العرب ولغاتها وأنسابها، ثقة في عمله، منحازاً إلى بني هاشم، كثير ...

المزيد عن الكميت بن زيد

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة