الديوان » العصر العباسي » المتنبي » فهمت الكتاب أبر الكتب

بصوت : عبد المجيد مجذوب

عدد الابيات : 44

طباعة

فَهِمتُ الكِتابَ أَبَرَّ الكُتُب

فَسَمعاً لِأَمرِ أَميرِ العَرَب

وَطَوعاً لَهُ وَاِبتِهاجاً بِهِ

وَإِن قَصَّرَ الفِعلُ عَمّا وَجَب

وَما عاقَني غَيرُ خَوفِ الوُشاةِ

وَإِنَّ الوِشاياتِ طُرقُ الكَذِب

وَتَكثيرِ قَومٍ وَتَقليلِهِم

وَتَقريبِهِم بَينَنا وَالخَبَب

وَقَد كانَ يَنصُرُهُم سَمعُهُ

وَيَنصُرُني قَلبُهُ وَالحَسَب

وَما قُلتُ لِلبَدرِ أَنتَ اللُجَينُ

وَلا قُلتُ لِلشَمسِ أَنتِ الذَهَب

فَيَقلَقَ مِنهُ البَعيدُ الأَناةِ

وَيَغضَبَ مِنهُ البَطيءُ الغَضَب

وَما لاقَني بَلَدٌ بَعدَكُم

وَلا اِعتَضتُ مِن رَبِّ نُعمايَ رَب

وَمَن رَكِبَ الثَورَ بَعدَ الجَوادِ

أَنكَرَ أَظلافَهُ وَالغَبَب

وَما قِستُ كُلَّ مُلوكِ البِلادِ

فَدَع ذِكرَ بَعضٍ بِمَن في حَلَب

وَلَو كُنتُ سَمَّيتُهُم بِاِسمِهِ

لَكانَ الحَديدَ وَكانوا الخَشَب

أَفي الرَأيِ يُشبَهُ أَم في السَخاءِ

أَم في الشَجاعَةِ أَم في الأَدَب

مُبارَكُ الاِسمِ أَغَرُّ اللَقَب

كَريمُ الجِرِشّى شَريفُ النَسَب

أَخو الحَربِ يُخدِمُ مِمّا سَبى

قَناهُ وَيَخلَعُ مِمّا سَلَب

إِذا حازَ مالاً فَقَد حازَهُ

فَتىً لا يُسَرُّ بِما لا يَهَب

وَإِنّي لَأُتبِعُ تَذكارَهُ

صَلاةَ الإِلَهِ وَسَقيَ السُحُب

وَأُثني عَلَيهِ بِآلائِهِ

وَأَقرُبُ مِنهُ نَأى أَو قَرُب

وَإِن فارَقَتنِيَ أَمطارُهُ

فَأَكثَرُ غُدرانِها ما نَضَب

أَيا سَيفَ رَبِّكَ لا خَلقِهِ

وَيا ذا المَكارِمِ لاذا الشُطَب

وَأَبعَدَ ذي هِمَّةٍ هِمَّةً

وَأَعرَفَ ذي رُتبَةٍ بِالرُتَب

وَأَطعَنَ مَن مَسَّ خَطِّيَّةً

وَأَضرَبَ مَن بِحُسامٍ ضَرَب

بِذا اللَفظِ ناداكَ أَهلُ الثُغورِ

فَلَبَّيتَ وَالهامُ تَحتَ القُضُب

وَقَد يَئِسوا مِن لَذيذِ الحَياةِ

فَعَينٌ تَغورُ وَقَلبٌ يَجِب

وَغَرَّ الدُمُستُقَ قَولُ العُداةِ

أَنَّ عَلِيّاً ثَقيلاً وَصِب

وَقَد عَلِمَت خَيلَهُ أَنَّهُ

إِذا هَمَّ وَهوَ عَليلٌ رَكِب

أَتاهُم بِأَوسَعَ مِن أَرضِهِم

طِوالَ السَبيبِ قِصارَ العُسُب

تَغيبُ الشَواهِقُ في جَيشِهِ

وَتَبدو صِغاراً إِذا لَم تَغِب

وَلا تَعبُرُ الريحُ في جَوِّهِ

إِذا لَم تَخَطَّ القَنا أَو تَثِب

فَغَرَّقَ مُدنَهُمُ بِالجُيوشِ

وَأَخفَتَ أَصواتَهُم بِاللَجَب

فَأَخبِث بِهِ طالِباً قَهرَهُم

وَأَخبِث بِهِ تارِكاً ما طَلَب

نَأَيتَ فَقاتَلَهُم بِاللِقاءِ

وَجِئتَ فَقاتَلَهُم بِالهَرَب

وَكانوا لَهُ الفَخرَ لَمّا أَتى

وَكُنتَ لَهُ العُذرَ لَمّا ذَهَب

سَبَقتَ إِلَيهِم مَناياهُمُ

وَمَنفَعَةُ الغَوثِ قَبلَ العَطَب

فَخَرّوا لِخالِقِهِم سُجَّداً

وَلَو لَم تُغِث سَجَدوا لِلصُلُب

وَكَم ذَدتَ عَنهُم رَدىً بِالرَدى

وَكَشَّفتَ مِن كُرَبٍ بِالكُرَب

وَقَد زَعَموا أَنَّهُ إِن يَعُد

يَعُد مَعَهُ المَلِكُ المُعتَصِب

وَيَستَنصِرانِ الَّذي يَعبُدانِ

وَعِندَهُما أَنَّهُ قَد صُلِب

لِيَدفَعَ ما نالَهُ عَنهُما

فَيا لَلرِجالِ لِهَذا العَجَب

أَرى المُسلِمينَ مَعَ المُشرِكينَ

إِمّا لِعَجزٍ وَإِمّا رَهَب

وَأَنتَ مَعَ اللَهِ في جانِبٍ

قَليلُ الرُقادِ كَثيرُ التَعَب

كَأَنَّكَ وَحدَكَ وَحَّدتَهُ

وَدانَ البَرِيَّةُ بِاِبنِ وَأَب

فَلَيتَ سُيوفَكَ في حاسِدٍ

إِذا ما ظَهَرَت عَلَيهِم كَئِب

وَلَيتَ شَكاتَكَ في جِسمِهِ

وَلَيتَكَ تَجزي بِبُغضٍ وَحُب

فَلَو كُنتَ تَجزي بِهِ نِلتُ مِنكَ

أَضعَفَ حَظٍّ بِأَقوى سَبَب

نبذة عن القصيدة

المساهمات


فَهِمتُ الكِتابَ أَبَرَّ الكُتُب فَسَمعاً لِأَمرِ أَميرِ العَرَب

سمعاً: نصب على المصدر، وكذلك في البيت الذي يليه، وهو قوله: طوعاً وابتهاجاً وأبر الكتب: أي أصدقها. وقيل: أبلغ الكتب وأصدقها في البر بالمكتوب إليه

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


وَطَوعاً لَهُ وَاِبتِهاجاً بِهِ وَإِن قَصَّرَ الفِعلُ عَمّا وَجَب

الابتهاج: الفرح، والهاء في به وله للكتاب، ويجوز أن يكون ضمير الأمير: أي سميع مطيع لأمرك، وإن كنت مقصراً عن واجب حقك

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


وَما عاقَني غَيرُ خَوفِ الوُشاةِ وَإِنَّ الوِشاياتِ طُرقُ الكَذِب

ما عاقني: أي ما منعني. يقول: ما منعني من خدمتك وقصدي إليك إلا ما سعى بي إليك السعاة من السعايات، وأنواع الوشايات، فكانوا يغرونك بي وبالإساءة إلي، والوشايات طرق الكذب يعني إنهم إذا وشوا كذبوا، وزادوا، فالوشايات لا بد لها من الكذب والزيادة

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


وَتَكثيرِ قَومٍ وَتَقليلِهِم وَتَقريبِهِم بَينَنا وَالخَبَب

التقريب؛ ضرب من سير الفرس، والخبب: السير السريع، وعنى بها ها هنا السعاية. يقول: إنما منعني من خدمتك قول الوشاة، وتكثيرهم قولهم مرة، وتقليلهم أخرى، وتقريبهم وتخببهم في الإفساد بيني وبينك. يعني: أنهم يستعملون كيدهم من كل وجه

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


وَقَد كانَ يَنصُرُهُم سَمعُهُ وَيَنصُرُني قَلبُهُ وَالحَسَب

يقول: إنه كان يسمع من الوشاة ما يقولون، وهذا ينصرهم، ولكن كان قلبه وكرمه معي، لأنه لم يصدقهم على قولهم، فهذا كان نصرة لي

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


وَما قُلتُ لِلبَدرِ أَنتَ اللُجَينُ وَلا قُلتُ لِلشَمسِ أَنتِ الذَهَب

يقول: لم أنقص من مدحك شيئاً، كما ينقص من البدر إذا شبه بالفضة، والشمس إذا شبهت بالذهب، حتى تغريهم بي وتغضب علي

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


فَيَقلَقَ مِنهُ البَعيدُ الأَناةِ وَيَغضَبَ مِنهُ البَطيءُ الغَضَب

يقول: ما قلت له ما يوجب نقصاً له حتى يقلق ويضطرب مع حلمه وأناته ومعنى قوله: البعيد الأناة هو تمام الحلم وغاية الرفق، كما يقال: بعيد الغور أي ما قلت شيئاً ينكره، حتى يغضب البطيء الغضب، وأراد بالبعيد الأناة والبطيء الغضب: سيف الدولة

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


وَمَن رَكِبَ الثَورَ بَعدَ الجَوادِ أَنكَرَ أَظلافَهُ وَالغَبَب

ما لاقني: أي حبسني. يقال: دخلت المدينة فما لاقتني، أي: ما أعجبتني وما حبستني. ويقال: لاقني وألاقني، ومنه قولهم: لقت الدواة ولقتها بكسر اللام وضمها: إذا حركتها ليعلق بها المداد، ويقال للكرسفة الليقة. وقوله: من رب نعماي رب في موضع النصب، وكان من حقه أن يقول: رباً لأن المنصوب المنون إذا وقف عليه أبدل التنوين ألفاً، ولكنه أجراه مجرى المرفوع والمجرور في إسقاط التنوين في الوقف، ومثل هذا جائز في القافية، وخفف الباء أيضاً؛ لأن الحرف المشدد إذا وقع حرف الروى خفف. يقول: ما حبسني بلد منذ فارقتكم، ولا وجدت من جميع الملوك عوضاً عنكم. وخاطبه بخطاب الجمع: تعظيماً له وتفخيماً لقدره

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


وَما لاقَني بَلَدٌ بَعدَكُم وَلا اِعتَضتُ مِن رَبِّ نُعمايَ رَب

ما لاقني: أي حبسني. يقال: دخلت المدينة فما لاقتني، أي: ما أعجبتني وما حبستني. ويقال: لاقني وألاقني، ومنه قولهم: لقت الدواة ولقتها بكسر اللام وضمها: إذا حركتها ليعلق بها المداد، ويقال للكرسفة الليقة. وقوله: من رب نعماي رب في موضع النصب، وكان من حقه أن يقول: رباً لأن المنصوب المنون إذا وقف عليه أبدل التنوين ألفاً، ولكنه أجراه مجرى المرفوع والمجرور في إسقاط التنوين في الوقف، ومثل هذا جائز في القافية، وخفف الباء أيضاً؛ لأن الحرف المشدد إذا وقع حرف الروى خفف. يقول: ما حبسني بلد منذ فارقتكم، ولا وجدت من جميع الملوك عوضاً عنكم. وخاطبه بخطاب الجمع: تعظيماً له وتفخيماً لقدره

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


وَمَن رَكِبَ الثَورَ بَعدَ الجَوادِ أَنكَرَ أَظلافَهُ وَالغَبَب

غبب الثور وغبغبه: ما تدلى تحت حلقه يعني: لو اعتضت منه ملكاً غيره، كنت مثل: من ترك الفرس الجواد وركب الثور

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


وَما قِستُ كُلَّ مُلوكِ البِلادِ فَدَع ذِكرَ بَعضٍ بِمَن في حَلَب

التقدير: ما قست كل ملوك البلاد بمن في حلب. المعنى: أنا لا أقيس به جميع الملوك، فكيف أقيس به بعضهم؟!

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


وَلَو كُنتُ سَمَّيتُهُم بِاِسمِهِ لَكانَ الحَديدَ وَكانوا الخَشَب

الخشب: جمع خشبة. يقول: كيف أقيس به غيره من الملوك؛ وهم إلى جنبه كالخشب من الحديد؟! ولو سميتهم باسم سيف الدولة، لكان هو سيفاً حديداً، وكانوا هم سيوف خشب

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


أَفي الرَأيِ يُشبَهُ أَم في السَخاءِ أَم في الشَجاعَةِ أَم في الأَدَب

يقول: في أي شيء من مناقبه يشبهونه في رأيه؟ أم في سخائه؟ أم في شجاعته؟ أم في أدبه! يعني: أنه أفضل منهم في هذه الأوصاف

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


مُبارَكُ الاِسمِ أَغَرُّ اللَقَب كَريمُ الجِرِشّى شَريفُ النَسَب

الجرشي: النفس. يقول: هو مبارك الاسم، لأن اسمه علي والعلو محبوب مبارك. وقوله: أغر اللقب: أي مشهور اللقب، لأنه إذا قيل سيف الدولة عرف في الآفاق، وهو كريم النفس، شريف النسب؛ لأنه من العرب وآباؤه الأمراء

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


أَخو الحَربِ يُخدِمُ مِمّا سَبى قَناهُ وَيَخلَعُ مِمّا سَلَب

يخدم: من قولك أخدمت الرجل، إذا أعطيته خادماً يخدمه. وفاعل سبي: قناه، وأسند الفعل إليه، لأنه يستعان به على السبي. يقول: هو أخو الحرب أي عارف بها، كما يعرف الأخ أخاه، أو يحبها كما يحب الأخ أخاه، أو ملازم لها ونشأ معها كما ينشأ الأخ مع أخيه، وهو يسبي الجواري والغلمان، ثم يهبها لأصحابه، ويخلع عليهم مما سلب من أعدائه

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


إِذا حازَ مالاً فَقَد حازَهُ فَتىً لا يُسَرُّ بِما لا يَهَب

يقول: إذا حاز المال وجمعه واستفاده، فإنما يحوز للهبة، وهو الفتى الذي لا يسر بما لا يهب

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


وَإِنّي لَأُتبِعُ تَذكارَهُ صَلاةَ الإِلَهِ وَسَقيَ السُحُب

يقول: إذا ذكره عقب ذكره بالصلاة والدعا بالسقيا، فيقول: صلى الله عليه وسقى دياره وربوعه

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


وَأُثني عَلَيهِ بِآلائِهِ وَأَقرُبُ مِنهُ نَأى أَو قَرُب

يقول: إنما أشكر نعمه إذا ذكرته، وأمدحه بمآثره وأقرب منه بالمحبة والموالاة سواء كان قريبا مني أو بعيداً

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


وَإِن فارَقَتنِيَ أَمطارُهُ فَأَكثَرُ غُدرانِها ما نَضَب

الهاء في غدرانها للأمطار. يقول: إن بره وإن كان قد انقطع فبقيتها عندي لم تنفذ

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


أَيا سَيفَ رَبِّكَ لا خَلقِهِ وَيا ذا المَكارِمِ لاذا الشُطَب

يجوز: يا سيف ربه باختلاس كسرة الهاء، ويا سيف ربك. يقول: أنت سيف الله لا سيف الخلق، وأن تسمي: ذا المكارم أولى من أن تسمي: ذا الشطب. وهي الطرائق التي في السيف

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


وَأَبعَدَ ذي هِمَّةٍ هِمَّةً وَأَعرَفَ ذي رُتبَةٍ بِالرُتَب

أراد: يا أبعد ذوي الهمم وأعرف ذوي الرتب، وأقام الواحد مقام الجماعة. وهمةً: نصب على التمييز. يقول: يا من همته أبعد من همة كل صاحب همة، ويا من هو أعلم بالرتب من كل من له رتبة ومنزلة

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


وَأَطعَنَ مَن مَسَّ خَطِّيَّةً وَأَضرَبَ مَن بِحُسامٍ ضَرَب

يقول: يا من هو أحذق الناس بالطعن والضرب. والمعنى: أنت أعرف الحاملين للرمح بالطعن، وأضرب الضاربين بالسيوف وأقام الواحد مقام الجمع

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


بِذا اللَفظِ ناداكَ أَهلُ الثُغورِ فَلَبَّيتَ وَالهامُ تَحتَ القُضُب

يقول: ناداك أهل الثغور بهذا اللفظ، وهو ما تقدم من قوله: يا سيف ربك وما بعده. حين أتى الدمستق على ثغورهم، فلبيتهم وأجبتهم وخلصتهم بعد ما صارت رءوسهم تحت سيوف الروم

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


وَقَد يَئِسوا مِن لَذيذِ الحَياةِ فَعَينٌ تَغورُ وَقَلبٌ يَجِب

غارت العين: إذا دخلت في الرأس. ووجب القلب: إذا خفق. يقول: أعنتهم بعد أن انقطع رجاؤهم من الحياة وأشرفوا على الهلاك

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


وَغَرَّ الدُمُستُقَ قَولُ العُداةِ أَنَّ عَلِيّاً ثَقيلاً وَصِب

الوصب: ناحل الجسم، وقيل: هو الذي يجد الألم. يقو: اغتر الدمستق بخبر علتك، وقدر أنك لا تقدر على نصرة أهل الثغور وصيانتهم

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


وَقَد عَلِمَت خَيلَهُ أَنَّهُ إِذا هَمَّ وَهوَ عَليلٌ رَكِب

الهاء في خيله قيل للدمستق. والمعنى: أنها تعلم أن سيف الدولة مع علته، لو هم بالركوب لركب؛ لما شاهدت منه فيما مضى من الحروب

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


أَتاهُم بِأَوسَعَ مِن أَرضِهِم طِوالَ السَبيبِ قِصارَ العُسُب

السبيب: شعر العرف والذنب. والعسب: جمع العسيب، وهو العظم الذي ينبت عليه الذنب، ويستحب في الفرس طول شعر ذنبه، وقصر عسيبه. يقول: أتى الدمستق أهل الثغور بخيل، موضعها من الأرض أوسع من أرضهم، ونصب طوال وقصار على الحال

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


تَغيبُ الشَواهِقُ في جَيشِهِ وَتَبدو صِغاراً إِذا لَم تَغِب

يقول: كانت الجبال الشواهق تغيب في جيش الدمستق لكثرته، فإن ظهرت الجبال ولم تغب تبدو صغاراً

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


وَلا تَعبُرُ الريحُ في جَوِّهِ إِذا لَم تَخَطَّ القَنا أَو تَثِب

الهاء في جوه للجيش وإذا لم تخط القنا هو من تخطيت القوم: إذا جاوزتهم، وهو فعل الريح، وتثب عطف عليه والقنا في موضع النصب، لأنه مفعول قوله: إذا لم تخط. يقول: لا تقدر الريح أن تنفذ في جو هذا الجيش إلا أن تخطت القنا وجاوزته، أو وثبت من فوقه، وإلا لم يمكنها أن تنفذ في جوه

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


فَغَرَّقَ مُدنَهُمُ بِالجُيوشِ وَأَخفَتَ أَصواتَهُم بِاللَجَب

يقول: إن الدمستق ملأ مدن الثغور بخيله، حتى غرقت في جيوشه، وأخفى أصوات أهل المدن بلجب جيوشه

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


فَأَخبِث بِهِ طالِباً قَهرَهُم وَأَخبِث بِهِ تارِكاً ما طَلَب

أي ما أخبثه في الحالين؟! يقول: ما أخبثه حين جاء يقاتل المسلمين، وما أخبثه حين هرب وانقاد للعار والضيم، فهو في كلا الحالين خبيث وطالبا وتاركاً نصب على الحال

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


نَأَيتَ فَقاتَلَهُم بِاللِقاءِ وَجِئتَ فَقاتَلَهُم بِالهَرَب

يقول: لما بعدت عن أهل الثغور، قصدهم الدمستق ولقيتهم، فلما جئت هرب وتركهم، فكان هذا قتاله

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


وَكانوا لَهُ الفَخرَ لَمّا أَتى وَكُنتَ لَهُ العُذرَ لَمّا ذَهَب

وكانوا: أي أهل الثغور. يقول: كان أهل الثغور فخراً للدمستق لما أتى لأنه كاد يقهرهم ولما ذهب كنت له العذر، لأن مثله لا يقاومك

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


سَبَقتَ إِلَيهِم مَناياهُمُ وَمَنفَعَةُ الغَوثِ قَبلَ العَطَب

الغوث: مصدر أغاثه إذ أنقذه. يقول: سبقت إليهم قبل وصول هلاكهم إليهم، فأغثتهم قبل أن يهلكوا. والغوث إنما ينفع قبل الهلاك، وأما بعده فلا فائدة فيه

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


فَخَرّوا لِخالِقِهِم سُجَّداً وَلَو لَم تُغِث سَجَدوا لِلصُلُب

يقول: لما أغثت أهل الثغور سجدوا لله تعالى شكرا، وبقوا على الإسلام، ولو لم تنصرهم لألجأهم الكفار أن يسجدوا للصلب

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


وَكَم ذَدتَ عَنهُم رَدىً بِالرَدى وَكَشَّفتَ مِن كُرَبٍ بِالكُرَب

يقول: كم مرة دفعت الهلاك عن أهل الإسلام؛ بإهلاك أعدائهم؟! وكشفت الغم عنهم بالغم الذي أوقعت فيه أعداءهم

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


وَقَد زَعَموا أَنَّهُ إِن يَعُد يَعُد مَعَهُ المَلِكُ المُعتَصِب

المعتصب: المتوج. يقول: إن الناس زعموا أن الدمستق إذا عاد إلى الثغور عاد معه ملكهم الأعظم، صاحب التاج. ومتى قيل: لم قال: يعد معه الملك المعتصب والعود إنما يكون بعد البدء، والملك لم يكن قصدهم قبل ذلك؟ قيل له: قد جاء العود في معنى الابتداء كما قال الله تعالى: " أوْ لَتَعُودُنَّ في مِلَّتِنَا ". وقيل: إن هذا الاعتراض غير متوجه؛ لأن قوله: يعد معه فعل الدمستق، ومعه الملك المعتصب في موضع نصب على الحال: أي يعد ومعه الملك وهذه الواو، تحذف إذا كان في الحال ضمير يرجع إلى صاحبها والملك على هذا يرفع بالابتداء، وعلى الوجه الأول يرتفع لفعله. وقلت: إن يعد في معنى الابتداء، وحسن ذكره ها هنا لتعلقه بالأول، فيكون قد أجرى عليه لفظاً يتعلق به، إذ لا شك أن العود الأول على حقيقته، فلما تعلق الثاني به أجرى مجراه، كقوله تعالى: " وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيئَةٌ مِثْلُهَا "

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


وَيَستَنصِرانِ الَّذي يَعبُدانِ وَعِندَهُما أَنَّهُ قَد صُلِب

يقول: زعموا أن الدمستق والملك يرجعان ويطلبان النصرة ممن يعبدانه، وهو المسيح عليه السلام، وفي اعتقادهما أنه قد صلب، فكيف يقدر أن يدفع عنهم القتل، وهو لم يقدر على أن يدفعه عن نفسه! يتعجب من عقول النصارى وفساد اعتقادهم

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


لِيَدفَعَ ما نالَهُ عَنهُما فَيا لَلرِجالِ لِهَذا العَجَب

اللام الأولى مفتوحة؛ لأنها لام الاستغاثة للمدعو، والثانية مكسورة؛ لأنها لام المتعجب منه المدعو إليه. والمعنى: أنه يتعجب من قول النصارى. أي كيف يدفع عنهما ما ناله من القتل في اعتقادهما! فلو قدر لدفع عن نفسه!

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


أَرى المُسلِمينَ مَعَ المُشرِكينَ إِمّا لِعَجزٍ وَإِمّا رَهَب

كأنه كان قد انضم طائفة من المسلمين إلى الروم! فقال: أراهم معهم ولا أدري لأي علة؟! أعجزوا عن قتالهم؟ أو خافوا منهم! وقيل: المعنى أن المسلمين قد وافقوا النصارى وصدقوهم في زعمهم أن المسيح ينصرهم وذلك إما لعجز عنهم أو لخوف منهم

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


وَأَنتَ مَعَ اللَهِ في جانِبٍ قَليلُ الرُقادِ كَثيرُ التَعَب

يقول: أنت مع أمر الله وطاعته، قليل النوم، لحفظ الثغور كثير التعب، لإدامة الحرب. وقيل: إن المسلمين قد وافقوا النصارى على قولهم وأنت متوكل على الله، مستنصر به، غير مائل إلى قول النصارى في استنصار المسيح عليه السلام

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


كَأَنَّكَ وَحدَكَ وَحَّدتَهُ وَدانَ البَرِيَّةُ بِاِبنِ وَأَب

يقو: أنت تفردت بتحمل المشاق في مجاهدة الكفار، حتى كأنك متفرد بالتوحيد، وسائر الناس اعتقدوا النصرانية

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


فَلَيتَ سُيوفَكَ في حاسِدٍ إِذا ما ظَهَرَت عَلَيهِم كَئِب

يقول: ليت سيوفك بعد ظهورك على الأعداء، تقتل كل حاسد حزين والتقدير على هذا البيت: سيوفك إذا ما ظهرت على الأعداء في حاسد كئب. وقيل: معناه ليت سيوفك تقتل كل حاسد يحزن لظفرك بالأعداء

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


وَلَيتَ شَكاتَكَ في جِسمِهِ وَلَيتَكَ تَجزي بِبُغضٍ وَحُب

يقول: ليت علتك هذه في جسم حاسدك، وليتك تجزي كل إنسان بحسب قدره في بغضه وحبه. يعني: لو فعلت ذلك لكنت أحسن حالا من سائر الناس، ولو جزيت الأعداء ببغضك لما أبقيت أحداً

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


فَلَو كُنتَ تَجزي بِهِ نِلتُ مِنكَ أَضعَفَ حَظٍّ بِأَقوى سَبَب

يقول: لو كنت تجزي كل أحد ببغض وحب، لنلت ما أتمناه من قتل من كادني على محبتي لك

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


معلومات عن المتنبي

avatar

المتنبي حساب موثق

العصر العباسي

poet-Mutanabi@

323

قصيدة

62

الاقتباسات

6212

متابعين

احمد بن الحسين بن الحسن بن عبدالصمد الجعفي الكوفي الكندي ابو الطيب المتنبي.(303هـ-354هـ/915م-965م) الشاعر الحكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي. له الأمثال السائرة والحكم البالغة والمعاني المبتكرة. وفي علماء الأدب من ...

المزيد عن المتنبي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة