الديوان » العصر العباسي » المتنبي » مالنا كلنا جو يا رسول

بصوت : عبد المجيد مجذوب

عدد الابيات : 42

طباعة

مالَنا كُلُّنا جَوٍ يا رَسولُ

أَنا أَهوى وَقَلبُكَ المَتبولُ

كُلَّما عادَ مَن بَعَثتُ إِلَيها

غارَ مِنّي وَخانَ فيما يَقولُ

أَفسَدَت بَينَنا الأَماناتِ عَينا

ها وَخانَت قُلوبَهُنَّ العُقولُ

تَشتَكي ما اِشتَكَيتُ مِن أَلَمِ الشَو

قِ إِلَيها وَالشَوقُ حَيثُ النُحولُ

وَإِذا خامَرَ الهَوى قَلبَ صَبٍّ

فَعَلَيهِ لِكُلِّ عَينٍ دَليلُ

زَوِّدينا مِن حُسنِ وَجهَكِ ما دا

مَ فَحُسنُ الوُجوهِ حالٌ تَحولُ

وَصِلينا نَصِلكِ في هَذِهِ الدُنـ

ـيا فَإِنَّ المُقامَ فيها قَليلُ

مَن رَآها بِعَينِها شاقَهُ القُطـ

ـطانُ فيها كَما تَشوقُ الحُمولُ

إِن تَريني أَدِمتُ بَعدَ بَياضٍ

فَحَميدٌ مِنَ القَناةِ الذُبولُ

صَحِبَتني عَلى الفَلاةِ فَتاةٌ

عادَةُ اللَونِ عِندَها التَبديلُ

سَتَرَتكِ الحِجالُ عَنها وَلَكِن

بِكِ مِنها مِنَ اللَمى تَقبيلُ

مِثلُها أَنتِ لَوَّحَتني وَأَسقَمـ

ـتِ وَزادَت أَبهاكُما العُطبولُ

نَحنُ أَدرى وَقَد سَأَلنا بِنَجدٍ

أَقَصيرٌ طَريقُنا أَم يَطولُ

وَكَثيرٌ مِنَ السُؤالِ اِشتِياقٌ

وَكَثيرٌ مِن رَدِّهِ تَعليلُ

لا أَقَمنا عَلى مَكانٍ وَإِن طا

بَ وَلا يُمكِنُ المَكانَ الرَحيلُ

كُلَّما رَحَّبَت بِنا الرَوضُ قُلنا

حَلَبٌ قَصدُنا وَأَنتِ السَبيلُ

فيكِ مَرعى جِيادِنا وَالمَطايا

وَإِلَيها وَجيفُنا وَالذَميلُ

وَالمُسَمَّونَ بِالأَميرِ كَثيرٌ

وَالأَميرُ الَّذي بِها المَأمولُ

الَّذي زُلتَ عَنهُ شَرقاً وَغَرباً

وَنَداهُ مُقابِلي ما يَزولُ

وَمَعي أَينَما سَلَكتُ كَأَنّي

كُلُّ وَجهٍ لَهُ بِوَجهي كَفيلُ

وَإِذا العَذلُ في النَدا زارَ سَمعاً

فَفِداهُ العَذولُ وَالمَعذولُ

وَمَوالٍ تُحيِيهِمِ مِن يَدَيهِ

نِعَمٌ غَيرُهُم بِها مَقتولُ

فَرَسٌ سابِقٌ وَرُمحٌ طَويلٌ

وَدِلاصٌ زُغفٌ وَسَيفٌ صَقيلُ

كُلَّما صَبَّحَت دِيارَ عَدُوٍّ

قالَ تِلكَ الغُيوثُ هَذي السُيولُ

دَهِمَتهُ تَطايِرُ الزَرَدَ المُحـ

ـكَمَ عَنهُ كَما يَطيرُ النَسيلُ

تَقنِصُ الخَيلَ خَيلَهُ قَنَصَ الوَحـ

ـشِ وَيَستَأسِرُ الخَميسَ الرَعيلُ

وَإِذا الحَربُ أَعرَضَت زَعَمَ الهَو

لُ لِعَينَيهِ أَنَّهُ تَهويلُ

وَإِذا صَحَّ فَالزَمانُ صَحيحٌ

وَإِذا اِعتَلَّ فَالزَمانُ عَليلُ

وَإِذا غابَ وَجهُهُ عَن مَكانٍ

فَبِهِ مِن ثَناهُ وَجهٌ جَميلُ

لَيسَ إِلّاكَ يا عَلِيُّ هُمامٌ

سَيفُهُ دونَ عِرضِهِ مَسلولُ

كَيفَ لا يَأمَنُ العِراقُ وَمِصرٌ

وَسَراياكَ دونَها وَالخُيولُ

لَو تَحَرَّفتَ عَن طَريقِ الأَعادي

رَبَطَ السِدرُ خَيلَهُم وَالنَخيلُ

وَدَرى مَن أَعَزَّهُ الدَفعُ عَنهُ

فيهِما أَنَّهُ الحَقيرُ الذَليلُ

أَنتَ طولَ الحَياةِ لِلرومِ غازٍ

فَمَتى الوَعدُ أَن يَكونَ القُفولُ

وَسِوى الرومِ خَلفَ ظَهرِكَ رومٌ

فَعَلى أَيِّ جانِبَيكَ تَميلُ

قَعَدَ الناسُ كُلُّهُم عَن مَساعي

كَ وَقامَت بِها القَنا وَالنُصولُ

ما الَّذي عِندَهُ تُدارُ المَنايا

كَالَّذي عِندَهُ تُدارُ الشَمولُ

لَستُ أَرضى بِأَن تَكونَ جَواداً

وَزَماني بِأَن أَراكَ بَخيلُ

نَغَّصَ البُعدُ عَنكَ قُربَ العَطايا

مَرتَعي مُخصِبٌ وَجِسمي هَزيلُ

إِن تَبَوَّأتُ غَيرَ دُنيايَ داراً

وَأَتاني نَيلٌ فَأَنتَ المُنيلُ

مِن عَبيدي إِن عِشتَ لي أَلفُ كافو

رٍ وَلي مِن نَداكَ ريفٌ وَنيلُ

ما أُبالي إِذا اِتَّقَتكَ الرَزايا

مَن دَهَتهُ حُبولُها وَالخُبولُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


مالَنا كُلُّنا جَوٍ يا رَسولُ أَنا أَهوى وَقَلبُكَ المَتبولُ

جَوٍ: من الجوىٰ، وهو حرقة الوله والوجد. يقول سائلا رسوله: أنا من يهوى ويعشق، فلماذا أنت تحزن مثل حُزني؟؟! يقول ابن جني عن هذا البيت: معنى البيت أنه اتهم رسوله بمشاركته إياه في محبوبه.

تم اضافة هذه المساهمة من العضو L


كُلَّما عادَ مَن بَعَثتُ إِلَيها غارَ مِنّي وَخانَ فيما يَقولُ

يُكمل المتنبي اتهامه لرسوله بأنه إذا بعثه إلى محبوبته غار من المتنبي، فإذا عاد إليه أخبره بكلامٍ غيرِ كلام المحبوبة، وخان في القول وكذب.

تم اضافة هذه المساهمة من العضو L


معلومات عن المتنبي

avatar

المتنبي حساب موثق

العصر العباسي

poet-Mutanabi@

323

قصيدة

62

الاقتباسات

6152

متابعين

احمد بن الحسين بن الحسن بن عبدالصمد الجعفي الكوفي الكندي ابو الطيب المتنبي.(303هـ-354هـ/915م-965م) الشاعر الحكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي. له الأمثال السائرة والحكم البالغة والمعاني المبتكرة. وفي علماء الأدب من ...

المزيد عن المتنبي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة