لقمان بن عاد الحميري
(لا تُعرف سنة ولادته أو وفاته)
لُقمان بن عاد الحميري، الملقب بـ"لقمان النسور"، هو أحد ملوك حِمْيَر، تولّى الحكم بعد أخيه شدّاد بن عاد. ورد في كتاب التيجان أنه كان نبيًّا غير مُرسَل، كما قيل إنه هو ذاته لقمان الحكيم الذي أثنى الله عليه في القرآن الكريم، بينما رجّح آخرون أن لقمان المذكور في القرآن رجلٌ آخر.
لُقّب من قِبَل قومه بـ"الرائش"، أي الرئيس، لأنه رأسهم وأحسن إليهم، وقد تميز بالتواضع لله، فلم يتوّج نفسه كما كانت عادة الملوك من قبله. ويُروى أنه دعا الله في صلاته بطول العمر، فاستُجيبت دعوته، وعُمِّر بعمر سبعة نُسور، عُرفت بنُسور لقمان، وكان آخرها نسر يُدعى "لُبَد"، وكان أطولها عمرًا.
ذكره أبو حاتم السجستاني في كتاب المعمرون والوصايا باعتباره ثاني أطول من عُمّر في العالم بعد الخضر، فقيل إنه عاش خمسمئة وستين سنة، وفي رواية أخرى، ثلاثة آلاف وخمسمئة سنة. وتُروى عنه حِكَم كثيرة وقصص تدل على سداد رأيه، ويُقال إنه كان من وفد عاد الذين بعثهم الله إلى حِمْيَر ليستسقوا لهم.
ومن ما يُنسب إليه أنه أول من سنَّ الرجم في الزنا، وأول من حكم بالقطع في السرقة. كان مسكنه في مأرب، ودُفن في الأحقاف قرب قبر هود عليه السلام. وقد خلّدته العرب في أشعارها، وذكرت قصته مع نسره "لُبَد". أما شعره فكان قليلاً، من ذلك قطعة في دعائه بطول العمر، وأخرى يتحدث فيها عن شعوره بدنوّ أجله.