الديوان » حسين العماد » من وإلى روحي

عدد الابيات : 50

طباعة

مَضيتُ إلى الرَّحمَنِ لِلْعَفْوِ رَاجِيَا

ويحمل جُثماني لقبري ثمانيا

مضيت إلى ربي إلٰهي وخالقي

وما من فتىٰ إلا سيصبح ماضِيَا

مضيتُ إِلَى خالي وعمّي وَوالدي

وصغتُ لنفسي قبل موتي رثائيا

مَضيتُ وغادرتُ الحياة أمامكم

ولا بد أن تأتوا جميعاً وَرَائِيَا

ومثل حتوفي سوف تلقون حتفكم

وتلتف سيقانٌ كما التف سَاقِيَا

وما خِفتُ من موتٍ ولا من مصيبةٍ

ولكن ل(عزرائيل) صغتُ القوافيا

وَيَا لَيْتَنِي في الحشر أصحو مُبَكِّرًا

لأنظم في يوم الحساب لآليا

رثيتُ أنا نفسي لعلمي بأنكُم

ستبكون بعدي لحظةً أو ثوانِيَا

وتنسون بعد الدفن إسمي وكنيتي

ولو كان لي كلبٌ لما كان ناسيا

ذرفتم دموع العين يوماً وليلةً

ولا بد أن تبكوا زماناً فرَاقِيَا

وكيف أعزي في مماتي عواذلاً

يغيبون عن موتي وعافوا عزائيا

هنيئاً لمن نالوا بموتي وليمةً

ولولا الغدا لم يجرِ للدفن جاريا

سبقتُ إلى الأخرىٰ رفاقي وصحبتي

ولم يغنِ عني في الغياهب ماليا

وما برزخي إلا فراق أحبتي

ويا ليت من بعد الفراق تلاقيا

فلَا تَأْمَلُوا خيراً بدنيا دنيئةٍ

فكل غنيٍ ينزل القبر حافيا

فها أنا ذا وحدي بقبرٍ وظلمةٍ

كسيراً عَلَى الرَّحمنِ كل اتِّكَالِيَا

وَصَلْتُ الى قَبْري ولم ألقَ صاحباً

يوَنسني حتى ينادي المناديا

ولكن لقيت الذنب وزراً يشدني

إلى الطابق الأدنىٰ وذنبي ردائيا

وَأَحْتَضِنُ الْأَموات مِنْ بَعْدِ غَيْبَةٍ

جوارهمُ في التُرب زادي ومائيا

وَأبصِرُ نور الشَّمْسِ إن جاء زائرٌ

وللحمد والإخلاص والكهف تاليا

وكم كنت تَوَّاقاً للقيا أحبة"

دَبِيبُ هَوَاهم ظَلَّ يَحْبُو مُنَاغِيَا

نهاري بقبري مثل ليلي بدنيتي

غدا الصبح فيهِ والنهار لياليا

وما جاءني فيهِ نكيرٌ ومنكرٌ

فحبُّ ( عليٍّ ) عُدَّتِي وَعَتَادِيَا

ولو سألاني عن إلهي ومذهبي

لقلت لهم أن ( الوصيّ ) إماميا

وقلت بأني عشت حراً وصادقاً

لموتي أنا فليبكِ من كانَ باكيا

وفي جدتي الزهراء قلبي مُعَلَّقٌ

دموعي لها في الخد سالت سَوَاقِيَا

وما عشت في ذلٍ وزيدٌ معلمي

إمامٌ برغم الحرق لا زال باقيا

كذاك أبي من عاش زيدٌ بقلبهِ

عليُّ العُلا من ظلَّ في القبرِ عَالِيَا

فلم يَهْنَ لي عيشٌ ولا لذَّ مطعمٌ

بدون أبي كلا ولا عدتُ ساليا

وما جفّ رغم الموت حبي لزوجتي

كذلك أمي في فؤادي كما هيا

جَعَلْتُ لآل البيت قَلْبِي ومهجتي

وضاعف هذا في الحياة بلائيا

كذلك في السبطين والآل وحدهم

تعلّق قلبي ما خشيتُ الأَعاديا

سواء" من الإصلاح أو من تحوّثوا

وجرّوا لشعبي والبلاد الدواهيا

وإن كان في الإصلاح دجلٌ فإن في

مسيرتنا قومٌ تدينهُم ريا

بَدَأْتُ أَعاف العيش مُذ زاد جورهُم

وعفتُ بِلَادِي ( منهما ) وَدِيَارِيَا

وأعني الذي أَبدوا وِفاقاً وأَضمَروا

بداخلهم حقداً وما كانَ خافيا

فمن يا تُرىٰ مثلي هوىٰ الناس كلهُم

وهل كان لي في هذهِ الأرض ثانيا

أعيش جروح الأهل والصحب كلهُم

وَما عرف الأصحاب والأهل ما بيا

وكم من أناسٍ كُنتُ أمضي لنفعهِم

وما كنتُ مسؤولاً ولا كنتُ قاضيا

وكم من قضايا كنتُ أسعىٰ لحلّها

تدخّلتُ فيها لا عليَّ ولا ليا

وقد كنتُ ب(الدخّان) و(القات) مولعاً

وأظهرتُ عصياناً وما كنتُ عاصيا

رأَيتُ صروفَ الدهر ممن أحبهُم

ولكن لغير الله ما كنتُ شاكيا

هجوتُ كبار القوم ما خفتُ بطشهُم

وما كنتُ في يومٍ جباناً وواشيا

ونزَّهتُ شعري عن مديحٍ لحاكمٍ

وَما كنتُ أطريهم واطري الغوانيا

ولو أنني (طبّلت) ما زدتُ ساعةً

لعمري ولا (التطبيل) يُثري ثوابيا

ولم أرَ أني زدتُ بالشعر مفخراً

ولكن بشعري أصبح الشعرُ ساميا

وداعاً ايا أهلي وصحبي وديرتي

كذاك لأعدائي أَخُصُّ وداعيا

وداعاً أيا إبني اليتيم وإبنتي

وداعاً أيا من لي مُحباً وداعيا

وَيَا أَيُّهَا (الْجار) الَّذِي غابَ صوتهُ

شكوتُ لهُ بالأمسِ لما شَكَا لِيَا

علىٰ أحمدٍ والآل صلّوا وسلموا

عليهم صلاتي مِسكها وسلاميا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن حسين العماد

حسين العماد

23

قصيدة

شاعر ومحامي يمني لدي أكثر من ألف قصيدة متنوعة ما بين السياسية والغزل والدينية

المزيد عن حسين العماد

أضف شرح او معلومة