الديوان » هيثم فتحي » حكايا ملك حزين في بلاد العجائب

حلل القصيدة بواسطة BAYAN AI

(١)

『 اليقظة الأولى 』

 

صحوت يوماً،

وجدت بغرفتي أرنب،

حدق بعيني قليلاً،

وأخذ يركض،

هل أتركه يغادر؟ أو يهرب؟

طاردته بأقصى ما أملُك،

راوغني مرتين،

وقفز بمكانٍ مُرعِب،

لم أفكر أو أُرتب،

قفزت خلفه وأنا مُغمَض،

مازلت من حينها أهوى مُعلق،

هل يا تُرى

سأصل بلاد العجائب؟

أم أني في النهاية سأُغلَب؟

 

(٢)

『 العتبة المظلمة 』

 

وفوق أرض العجائب،

حطت أقدامي

بوقعٍ مستكين،

صوتٌ خفيض

كدقات قلبٍ يئن

منذ مئات السنين،

كيف لي أن أعرف

أتلك أرض العجائب حقاً؟

أم أني سجين؟

كل الأركان تبدو معتمة،

والصوت يدوي بالأمكنة،

هل سقطت بهاوية؟

بجحر أرنبٍ لعين؟

سأخطوا الآن لن أهرب،

سأكمل تلك الرحلة،

وكأني ذاك الأرنب،

وسأسبر تلك الأنفاق،

وسأعبر فوراً ،، سأجرب.

 

(٣)

『 ذاكرة الملك الحائر 』

 

وإذ فجأة أسودت الدنيا،

لا أدرك الزمان ولا المكان،

ولكني أدرك المشاعر،

سأغمض عيني قليلاً لأتذكر،

أعود لزمن قديمٍ غابر،

كنت فيه ذات يوم ملكٰ حائر،

كُنْت رفيقًا للْحُزْن،

أُصاحِبه كَظِل أَينَما سَافَر،

أَتخِذه رفيقًا لِدروب أَيامِي،

حَتَّى اِقتحَم حَياتِي

"أَرنَب"

طاردَتْه لِأَرض لََا أَعرِفها،

أَرْض لِلْعجائب،

والْأحْلام الحائرة،

بَيْن الفراشات

والْجنِّيَّات الطَّائرة،

هُنَا أَتَقافَز وَهنَا أَمرَح

وَهنَا أَلعَب،

لَكِن فَجأَة سكنً كُلَّ شَيْء

مِثْل ذاك المشْهد،

ذاك اَلذِي تَتَوقَّف فِيه كُلُّ الأشْياء بَغتَة،

أتعرَّفه؟

حِين يسير البطل وَحدَه

بَيْن الأشْياء السَّاكنة،

وَكَأنمَا أصابتْ تِلْك الأرْض

لَعنَة لا تَنضب،

أَيْن ذَلِك الأرْنب؟

ألم يَكُف عن الاخْتفاء؟

طاردته حدَّ اَلجُنون،

ومارست لِأجْله

طقوس الاخْتباء.

 

(٤)

『 سقوط الأقنعة 』

 

وفي بلاد العجائب،

لم أقابل تلك العجائب،

تلك التي تتحدث عنها

كل الروايات الحالمة،

كل ما رأيته كان ألغازاً

وحكاياتٍ منقوصة،

مثل تلك الجريدة

المبهرجة المقصوصة،

التي كنت أمر عليها

أطالع عناوينها خِلسة

ثم أكمل طريقي غير عابئ،

كل شيء في ذلك العالم

لم يكن إلا خداع،

وهمٌ كبير بجسد عِفريت

يختبئ خلف قناع،

وعندما أدركت تلك الحقيقة،

وجدت كل الأشياء من حولي تتلاشى،

كتلك اللحظة

عندما أرتدي "ثانوس" قفاز الأحجار،

تلك النهاية الفاجعة ، ، أتعرفها؟

بذلك المشهد الختامي؟

وإن لم تكن تعرفها،

فيكفيك أن تتخيل

عالماً شاسعاً ينهار،

كل شيء كان زائفاً وعشوائياً،

خيالياً وغير مرتب،

كل شيء فجأة تلاشى،

ولكن مهلاً،

هناك من ينظر لي

مبتسماً ويركض،

شيء يبدو حقيقياً،

أهو ذلك الأرنب؟

 

(٥)

『 الحكايات الناقصة 』

 

وحين سقطتُ في أرضِ العجائب،

عشتُ بعضًا من حكاياتِ العجائب،

حكاياتٍ من أرضِ الفراشاتِ والجنيّات،

وأيضًا الثعالب...

مَلِكٌ حزين، وأميراتٌ حالِمات،

وصراعٌ بينَ بعضِ التنانينِ والأرانب.

عابرُ سبيلٍ وصاحبةُ ظلام،

ورحلاتٌ بين النجومِ والكواكب،

عشتُ هناك كأميرٍ محارب،

كثيرٌ من الدهشة،

وبعضٌ من البهجة،

وحُلمٌ غريبٌ غائب،

غابَ منذ أزمنةٍ بعيدة،

واختفى في سراديبِ

بلادِ العجائب.

تركته ولم أُبالِ،

وعلى غير العادة،

لم أَثُر، أو أَغضب، أو أتمرد،

تناسيتُه

وعشتُ كطفلٍ عابثٍ مشرّد،

ونسيتُ عالمي بأكمله،

بكلِّ ما فيه من غابات،

غاباتِ ظلمٍ، وجهلٍ، وحماقة.

 

(٦)

『 قرار البقاء 』

 

سأحيا هنا ولن أُغلَب،

وسأبني قصرًا من بهجة،

وسأنسى ذلك الأرنب.

ولن أحزن كعادتي

ولن أبتئسْ،

فعلى كتفي،

حطّتْ أيدٍ حنونة،

لأميرةٍ حالمةٍ،

تُدعى Alice.

نبذة عن القصيدة

المساهمات


الفاجعة

مصيبة مؤلمة تُوجِعُ الإنسان بفقدان ما يُعزّ عليه من مال أو شخص عزيز

تم اضافة هذه المساهمة من العضو hatem


معلومات عن هيثم فتحي

هيثم فتحي

72

قصيدة

هيثم فتحي، شاعر وكاتب مصري من مواليد القاهرة. بكتب وبنشر كتاباتي على فيسبوك والمدونة. اهتمامي الرئيسي هو التعبير عن الواقع اللي بنعيشه وكتير من خبايا مشاعرنا من خلال الشعر. بفضل اللغة العربية

المزيد عن هيثم فتحي

أضف شرح او معلومة