الديوان » العصر العثماني » نقولا النقاش » سلوا عن فؤادي من بار واحنا يفدا

عدد الابيات : 23

طباعة

سلوا عن فؤادي من بار واحنا يفدا

وبثوا إسلاماً من فتى حافظٍ عهدا

سلام مشوق كلما لاح بأرق

يذكره تلك المعاصم والزندا

إذا بته بالهجران نيران بعدكم

وقد طالما نال السلامة والبردا

نحيلٌ وحتى الوهم لم يبق عندهُ

وتاللّه ما أبقى الغرام لهُ عندا

أيا رحمة المولى علىّ أنا الذي

بحبكم أقضي ولم أنل الوعدا

نعم لم نبع قبلي حياةٌ بنظرةٌ

ولن تشتروا مثلي فتىً يحفظا لعهدا

أيا لائمي أن كنت مثلي لك ألبقا

فأين الذي يهدي وأين الذي يُهدا

وأن لم تكن من فتية راضها الهوى

فأنت إذن واللّه لم تبلغ الرشدا

دعوني وشأني لا أبالي بنصحكم

فما كل نصح قد وجدت بهِ رشدا

وما كل مشتاق إلى الحّي عاشقٌ

وما كل صبٍّ عاشقٍ عاشق هندا

وما كل عودٍ يجتنى منه سكرً

وما كل من يجني الزهور جني وردا

وما كل من قال القصائد شاعرُ

وما كل من رام العُلا يبلغ المجدا

وما كل عبد يدعي صدق وده

إلى راشد أضحى بحق لهُ عبدا

أمولاي ليس الخُلق في الخلق واحداً

فذلك حكم اللّه لم يقبل الردا

من الخلق مطواع أوامرَ ربِه

ومنهم على عصيانِه يبذل الجهدا

إذا قلت أني عبدكم حافظ الوفا

فتشهد أفعالي التي قد غدت جندا

إلى راشدٍ سقت الحديث وليتني

أساق إلى أعتابهِ كي بها أهدى

أمولاي ما كان الفراق عن الرضا

ولكنّ صرف الدهر أبدى الذي أبدا

نأيتم عن الأوطان لكن مقامكم

مقيمٌ بقلب ذاكرٍ لطفكم وردا

وأّية دار كنت فيها سعيدةٌ

وأسعد خلق اللّه من لم يذق بعدا

تركتم هذا القطر مولاي بعدما

تركتم بهِ فضلاً حكى القطر وأندا

وقد ذاق مر الصبر بعد بعادكم

عبيدٌ يرى في قربكم مرّه شهدا

ومذ هاجت الأشواق فيه ولم يجد

سلوا فعن ذكراكمُ لم يجد بدّا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن نقولا النقاش

avatar

نقولا النقاش حساب موثق

العصر العثماني

poet-niqula-al-niqash@

80

قصيدة

13

متابعين

نقولا إلياس نقاش ,أديب وصحافي لبناني، ولد سنة 1825م، في بيروت ويعتبر من رجال القانون في العهد العثماني، عمل بالتجارة بين عامي 1859-1868. ثم انتدبته الدولة موظّفًا في ...

المزيد عن نقولا النقاش

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة