وملَّكتُها قلبي وجسمي ومهجتي وأوهبتها فكري وفي حبها سكري
ما فاز غير الذي لم يأتِ معصيةً ويلتقي اللَه يوم الحشر فرحانا
ذاك الذي جمع المحاسن والبها إن قيل بدرٌ قلت فهو الأبدرُ
وكم بات في الدنيا فؤادٌ ملهَّفاً يُقلى على عسرو أنعشهُ اليُسرُ
هو البدر والأكوان تزهو بنورهِ وأوصافه الغراءُ كم أعجزت شعرا
ما في زمانكَ من تُرجى مودَّتهُ ولا صديقٌ إذا جارَ الزمان وفى
ما كل من قال شعراً كان نابغةً ومدعي النمق لا يوتي بتصديقِ
كادَت تطير بيَ النسيم إليكمُ لو لم يكن قيد الحياء محكَّما
أتجهل ما بي من زماني وجورهِ بأعراض أمراضٍ بجسمي تجاذبه
وما الجود إلّا ما تسابق بذلهُ على سؤل ذا الحاجات من دون طلبةِ
بل إنما المرء من كان الجمال بهِ خلقاً وخلقاً سما عن كل تزيينِ
ولقد صفا وقتي بصافي قهوةٍ فاقت بأنوار الحباب الجوهرا
قد قلَّ صبري والزمان معاندي فحُرِمتُ آمالي وغيري نائل
قلبي يهيمُ إلى اللِقاءِ تصبُّبا والجسم ذاب من الصدود تلهُّبا
قد قلَّ صبري وأشواقي تنازعني قد فرَّ حظي وما وجدي بفرّارِ
ولو أن أشواقي إليهنّ سُطّرت لما وسعتها الكائنات سُطورا
ولئن سقوني بالفراق مرارةً غير الحِلا منهم لِطَرفي ما حَلا
فَالْقَلْبُ يَهْوَى اللِّقَا وَالطَّرْفُ يَشْفَعُهُ كَيْما يَشَاهِدَ دَوْمًا وَجْهَكَ القَمَرَا
إني لأشكو لقاضي الحبّ مظلمتي وارتجي من مليك الحق رضوانه
أنت الفريدة في البرايا جمَّةً قد زانكِ المولى بلا تزيينِ