وَحالاتُ الزَمانِ عَلَيكَ شَتّى
وَحالُكَ واحِدٌ في كُلِّ حالِ
فَلا غيضَت بِحارُكَ يا جَموماً
عَلى عَلَلِ الغَرائِبِ وَالدِخالِ
يَموتُ الهَوى مِنّي إِذا ما لَقيتُها
وَيَحيا إِذا فارَقتُها فَيَعودُ
يَقولونَ جاهِد يا جَميلُ بِغَزوَةٍ
وَأَيَّ جِهادٍ غَيرُهُنَّ أُريدُ
جاد الزمان وأنت ما واصلتني
يا باخلاً بالوصل أنت قتلتني
واصلتني حتى ملكت حشاشتي
ورجعت من بعد الوصال هجرتني
وَلا تَجلِس إِلى أَهلِ الدَنايا
فَإِنَّ خَلائِقَ السُفَهاءِ تُعدي
فَما يَدومُ سُرورٌ ما سُرِرتَ بِهِ
وَلا يَرُدُّ عَلَيكَ الفائِتَ الحَزَنُ
رَعى اللَهُ أَيّاماً تَقَضَّت بِقُربِكُم
كَأَنّي بِها قَد كُنتُ في جَنَّةِ الخُلدِ
دَعِ الناسَ إِنَّ الناسَ تُوسِي وَتُؤلِمُ
وَرَبُّكَ يَقضِي ما يَشاءُ وَيَحكُمُ
يَرى عَبدُهُ إِحسانَهُ مُتَنَوِّعاً
شَهِيّاً ولا يَشهَى وَرَبُّكَ أَعلَمُ
فكَم حالَةٍ بالعَبدِ ظُنَّت خَسارَةً
فلَمَّا تَعَدَّتهُ إِذا هِيَ مَغنَمُ
وغدا الحب لقلبي سالباً
والجوى تامٍ وطرفي لم ينم
لم يعد لي في الهوى من جلدٍ
فيه اطفي نار وجدي والضرم
واذا بكيت على فراق أحبة
فلتبك نفسك أيها المسكين
لا بد من يوم تفارق معشرا
كنت الوجيه لديهم وتهون
عليك بأفعال الكرام ولينهم
ولا تك مشكاساً تلج وتمحكُ
ولا تك مزاحاً لدى القوم لعبة
تظل أخاً هزء بنفسك يضحكُ
وَكَم مِن كثيرِ المالِ يقبض كفّه
وَكَم مِن قليلِ المال يعطي ويسلسُ
وكم من صغير نزدريه لعله
يهيج كبيراً شره متبجسُ
يا غائباً لم أخنه
بالبعد ان لم يخنّي
زاد الجوى بك قربا
لمّا تباعدت منّي
يطيب خبيث العيش بالقرب منكم
ويخبث عندي بعدكم كلّ طيب
نأيت بشخص في البلاد مشرّق
وقلب اليكم بالحنين مغرّب
إذا ذكرتها النفس حنت وأرزمت
وودت لفرط الوجد أدركها الفتك
سلام على تلك الديار وقدست
نفوس بمثواها ثوى العلم والنسك
لا تعجلن بوعد ثم تخلفه
فيثمر المطل بعد الود أحقادا
فالوعد بزر لطف القول منبته
وليس يجدى إذا لم يلق حصادا
إذا ذكرتها النفس حنت صبابة
وجادت شؤون العين بالعبرات
إلى أن أتى دهر يحسن ما مضى
ويوسعني من ذكره حسرات
ولو أنني أسطيع من فرط حبه
لما زال من كفى ولا غاب عن كمى
وقد زعموا أن كل من جد واجد
وما كل أقوال الرجال تصيب
إذا كنت تَجفُونِي وأنت ذخيرتي
وموضعُ حاجاتي فما أنا صانعُ
مَنْ لم يُردكَ فلا تُردِهُ
ليكُنْ كَمَنْ لم تستفِدهُ
باعد أخاك ببُعدهِ
فإذا نأى شِبراً فزدهُ