هي الدنيا لها وصل وصد وقرب من طبيعتها وبعد وطعم مذاقها حلو ومر كأن مزاجها صبر وشهد
تخادعك الدنيا وتبدي اغترارها ونفسك لم تأخذ بحزم حذارها ترجي الأماني آمناً من صروفها كأنك غر لست تدري اعتبارها تسيء إذا أحسنت صنعاً لها فلا تكن قابلاً إن اسمعتك اعتذارها
وإذا الحياة تغالطت أوضاعها ذلّت هناك ضوابط وحدودُ فعلى الفضيلة يُستجار براهب وعلى الرذيلةُ يستغار مَريد
إن الحياة وان تطاول عهدها رهنُ بدايتها بيوم ختامي
وَإِيّاكَ وَالآمالُ فَالعُمرُ يَنقَضي وَأَسبابِها مَمدودَةٌ مِن وَرائِهِ وَحافِظ عَلى دينِ الهُدى فَلَعَلَّهُ يَكونُ خِتامَ العُمرِ عِندَ اِنتِهائِهِ
وَكُن ناصِحاً لِلمُسلِمينَ جَميعَهُم بِإِرشادِهِم لَلحَقِّ عِندَ خَفائِهِ وَمُرهُم بِمَعروفِ الشَريعَةِ وَاِنهِهِم عَنِ السوءِ وَاِزجُر ذا الخَنا عَن خَنائِهِ وَعِظهِم بِآياتِ الإِلَهِ بِحِكمَةٍ لَعَلَّكَ تَبري داءَهُم بِدَوائِهِ
وإذا رأيت الدهر سلَّ سيوفَه فاجعل من الصبر الجميل دروعا وإذا الخطوب نزلن ساحتَك اصطبر وابشر سيُعقبُ نزلَهنَّ نزوعا
دع الدنيا وعش فيها غريباً فما شيء يحبُّ ولا يهابُ أترجو أن تعمِّرها غروراً وأولُّها وآخرُها خراب
فارقتُهم أَسَفاً لَمْ أَبْغِ فُرقتهم لا طَوَّل اللهُ بالتفريقِ مدَتهم من مُبْلِغٌ حيرتي إِنْ حَلَّ بلدتَهم أني عَلَى العهد لَمْ أنقض مودتهم
أعاتبه فِي الهجرِ شوقاً لعَتْبه فيضرب صَفْحاً إِنْ رآني بقربِهِ أيفعل صَبٌّ مثلَ هَذَا بصَبِّه أرى كل محبوبٍ يَجُور بحبه
إذَا الدهرُ أَقْضى عنك خلا مكرَّماً فلا تُكثِر الأحزانَ يَا ذا وتَنْدَما فرُبَّ بعيدٍ أَنْ سيأتي ويَقْدَما لقد يجمعُ الله الشَّتِيتَين بعدما يَظنانِ كلَّ الظن أَنْ لا تَلاقِيا
الصبرُ أَجملُ والتَّجمُّل أَنْسَبُ والصمتُ عن كُنْزِ اللّجاجةِ أَصْوَبُ وبحدِّ عزمِك فاحتملْ مَضَض الجَفا إن كَانَ خِلُّكَ عن وِصالك يَرْغب واسلِمْ لحكمٍ يرتضيه فإنما حكمُ الأحبةِ للنفوسِ محبَّب
تعلم ففي العلم الشريف فوائد يحن لها القلب السليم الموفق فمنهن رضوان الإله وجنة وفوز وعز دائم متحقق وعن زمرة الجهال إن كنت صادقاً بعلمك تنجو يا أخي وتسمق فكن طالباً للعلم إن كنت حازماً وإياك إن رمت الهدى تتفوق ففي العلم ما تهواه من كل مطلب وطالبه بالنور والحق يشرق
فعاقبة الصبر الجميل حميدة ومن يخطه الصبر الجميل فمفلس فثق واعتصم بالله ربك وليكن رجاؤك في مولاك ما منه مائس فما خاب من في الله كان رجاؤه وملجأه في الحادثات ومؤنس
لا تُمِتِ العِلمَ بِتَركِ بَذلِهِ وَلا تعلِّمه لِغَيرِ أَهلِهِ
وَلِلقُلوبِ لُغاتٌ لَيسَ يُدركُها سِوى فُؤادٍ بِنارِ الوَجد مَعمودِ حَديثُ شَوقٍ بِلا حَرفٍ وَلا كَلِمٍ تُفضي بِهِ شَفَتي لِلخَدِّ وَالجيدِ مَعنىً مِن الحُبِّ يَسمُو أَن أُؤَدِّيَه بِكُلِّ لَفظٍ مِن الأَلفاظِ مَحدودِ
لا تَظُنّي الحَربَ تُنسينا الهَوى إِنَّهُ قَلبي عَلى ما طُبِعا فَلتَقُم أَو تقعدِ الدُنيا فَلا يَحصُدُ الشَرَّ سِوى مَن زَرَعا
فَلا تَطلبنَّ وِدادَ الصَديقِ بِمَدحٍ كَذوبٍ خَسيسِ القِيَم فَإِنَّ اللِسانَ رَسولُ القُلوب يُعبِّر عَنها بِلا أَو نَعَم
خذ من شبابك للهرم ومن السلامة للسقم ومن الغنى لنقيضه تأمن مغبات الندم
أميل مع الحقيقة حيث مالت وأجعل ظل رايتها شعاري وأدحض بالدليل هراء خصمي فإن مارى فإني لا أماري