وما الجود إلّا ما تسابق بذلهُ على سؤل ذا الحاجات من دون طلبةِ
بل إنما المرء من كان الجمال بهِ خلقاً وخلقاً سما عن كل تزيينِ
ولقد صفا وقتي بصافي قهوةٍ فاقت بأنوار الحباب الجوهرا
قد قلَّ صبري والزمان معاندي فحُرِمتُ آمالي وغيري نائل
قلبي يهيمُ إلى اللِقاءِ تصبُّبا والجسم ذاب من الصدود تلهُّبا
قد قلَّ صبري وأشواقي تنازعني قد فرَّ حظي وما وجدي بفرّارِ
ولو أن أشواقي إليهنّ سُطّرت لما وسعتها الكائنات سُطورا
ولئن سقوني بالفراق مرارةً غير الحِلا منهم لِطَرفي ما حَلا
فَالْقَلْبُ يَهْوَى اللِّقَا وَالطَّرْفُ يَشْفَعُهُ كَيْما يَشَاهِدَ دَوْمًا وَجْهَكَ القَمَرَا
إني لأشكو لقاضي الحبّ مظلمتي وارتجي من مليك الحق رضوانه
أنت الفريدة في البرايا جمَّةً قد زانكِ المولى بلا تزيينِ
أربٌ يبول الثُّعلبان برأسه لقد ذلّ من بالت عليه الثعالب
يا هندُ هنديُّ اللحاظ لفاصمٌ قَلبي وكان لدى الفراق صقيلا
أَلا حبذا عود اللقاءِ فإنهُ يُعيدُ إِليَّ الروحَ من بعد غيبةِ
أَيا كَوكبَ العلياءِ يا بدر تمَّها لك اللَه لا تنسي ودادي وخلَّتي
فلا يدرك التَشبيه أنواع حسنها تفوق بتعريفٍ عن الرَسم والحدِّ
تجمَّع الحسن في مِرآة جبهتها لَم يَبقَ منهُ إلى باقي الورى أَثَرُ
قد قلَّ صبري وصبر الهجر حَلَّ فمي وفي التناءي مذاق الموت يسقينا
وقال لا تعجبوا قد قيل من قِدَمٍ قد تعشق الأذن قبل العين أحيانا
وَالعدل قد عاش بالإنصاف ممتزجاًوَالظلم مات وضمتهُ مقابرُهُ