فَسِر في بِلادِ اللَهِ وَاِلتَمِسِ الغِنى
تَعِش ذا يَسارٍ أَو تَموتَ فَتُعذَرا
وَمَن يَكُن الغُراب لَهُ دَليلاً
فَناووسَ المجوس لَهُ مَصيرُ
وَإِذا اِفتَقَرتَ إِلى الذَخائِرِ لَم تَجِد
ذُخراً يَكونُ كَصالِحِ الأَعمالِ
وَلَئِن نَجَوتُ مِنَ الحَوادِثِ سالِماً
وَالنَفسُ مُشرِفَةٌ عَلى الآجالِ
وَما لِلمَرءِ خَيرٌ في حَياةٍ
إِذا ما عُدَّ مِن سَقَطِ المَتاعِ
قد كنت تخشى على الأوطان حين ترى
من الأجانب فيها بعضَ أفراد
واليوم ضاقت بحشد كالرمال فلا
يحصيه في ألف عام ألفُ عدّاد
وَلَم أَرَ كَالمَعروفِ أَمّا مَذاقُهُ
فَحُلوٌ وَأَمّا وَجهُهُ فَجَميلُ
لن يُدرِكَ المجدَ أقوامٌ وإن كَرُموا
حتّى يذلّوا وإن عَزّوا لأقوام
ويُشتَموا فترى الألوان مُسفِرةً
لا صَفحَ ذُلّ ولكن صفحَ إكرام
لا تَلتَمِس غَلَباً لِلحَقِّ في أُمَمٍ
الحَقُّ عِندَهُمُ مَعنىً مِنَ الغَلَبِ
لا خَيرَ في مِنبَرٍ حَتّى يَكونَ لَهُ
عودٌ مِنَ السُمرِ أَو عودٌ مِنَ القُضُبِ
مَنْ شاَء عَيشاً رَخِيّاً يَستفيدُ بهِ
في دينِه ثمّ في دُنياهُ إقبالاً
فلْيَنْظُرَنْ إلى مَنْ فوقَهُ أدَبا
ولْيَنظُرَنْ إلى مَنْ دونَهُ مالا
الصِدقُ مَنجاةٌ لِأَربابِه
وَقُربَةٌ تُدني مِنَ الرَبِّ
أُجامِلُ أَقواماً حَياءً وَقَد أَرى
صُدورَهُمُ تَغلي عَلَيَّ مِراضُها
يا سارِقِ الأَنوارِ مِن شَمسِ الضُحى
يا مُثكِلي طيبَ الكَرى وَمُنَغِّصي
أَمّا ضِياءُ الشَمسِ فيكَ فَناقِصٌ
وَأَرى حَرارَتَها بِها لَم تَنقُصِ
ما كِدتُ أَفحَصُ عَن أَخي ثِقَة
إِلّا ذَمَمتُ عَواقِبَ الفَحصِ
لي مَنزِلٌ إِن زُرتَهُ
لَم تَلقَ إِلّا كَرَمَك
وَإِن تَسَل عَمَّن بِهِ
لَم تَلقَ إِلّا خَدَمَك
سَلامٌ عَلى الدُنيا سَلامَ مُوَدِّعٍ
رَأى في ظَلامِ القَبرِ أُنساً وَمَغنَما
فَيا قَلبُ لا تَجزَع إِذا عَضَّكَ الأَسى
فَإِنّكَ بَعدَ اليَومِ لَن تَتَأَلَّما
يا لائِمي في الحُبِّ دَعني فَقَد
يَزدادُ بِاللَومِ سَعيرُ الغَرامْ
تُريدُ أَن تُطفِىءَ نارَ الجَوى
فَتُغرِقُ الصَبَّ الدُموعُ الجسامْ
هانت علينا النائبات وهولها
فالموت مثل السلسل المشروب
إنا لنفرح بالأيام نقطعها
وكل يوم مضى نقص من الأجل
أين المحافل والأيام ناضرة
إذا ما أبو سمرة في ذروة الأمل
تَراهُ إِذا ما جئتهُ مُتَهَلِّلاً
كَأَنَّكَ مُعطيهِ الَّذي أَنتَ سائِلُه
وَلَو لَم يَكُن في كَفِّهِ غَيرُ نَفسِهُ
لَجادَ بِها فَليَتَّقِ اللَّهَ سائِلُه
أَماوِيُّ ما يُغني الثَراءُ عَنِ الفَتى
إِذا حَشرَجَت نَفسٌ وَضاقَ بِها الصَدرُ