فَقُلْتُ لَهُ وَهَلْ لِلْعَيْنِ عِشْقٌ فَهَذِي الشَّمْسُ فَاعْشَقْهَا خَيَالَا
وَلَقَدْ طَوَيْتُ عَلَى هَوَاكِ جَوَانِحِي وَسَرَى الْغَرَامُ بِبَاطِنِي وَبِظَاهِرِي
إني كتمتُ هواكِ حتى ما درى سمعي ولا بصري بما في خاطري
وإذا خفا قلبي فإن وجيبه لمعُ الجوى بفؤادكِ الخفّاقِ
كلما راشت شبا ألحاظها ذابت الأكباد في ذاك الشبا
تخبرني الحاظها خبر الهوى
فيخبرها قلبي باني عاشق
فللورد شهر واحد ثم ينقضي
ووردك باقٍ لا يزول عن الخد
واللحظُ ينطقُ والشفاهُ صوامتٌ
لغةٌ تخطُّ عيونُنا كلماتِها
تُحدقُ فيه لم تطرفْ بجفنٍ
كأنّ العينَ ليس لها جفونُ
ما على المُغرمِ لومٌ في الجنونِ
تيهُ إبداعِك مهواةُ الحليمِ
أنت الفريدة في البرايا جمَّةً
قد زانكِ المولى بلا تزيينِ
فلا يدرك التَشبيه أنواع حسنها
تفوق بتعريفٍ عن الرَسم والحدِّ
تجمَّع الحسن في مِرآة جبهتها
لَم يَبقَ منهُ إلى باقي الورى أَثَرُ
يا قاتلي قرباً وبعدا إن لي
في الحبّ شاناً عنهُ لن أتغيَّرا
لَها مقلةٌ نجلاءُ فتانة النُهى
وكم ماتَ في بلواهُ غبناً حسودها
فإنّي أَرى السلوى وذِكرُك في فَمي
ومَثواك في قَلبي ومَرآك رؤيتي
أيا رفيقةَ دربي!.. لو لديّ سوى
عمري.. لقلتُ: فدى عينيكِ أعماري
أحببتني.. وشبابي في فتوّتهِ
وما تغيّرتِ.. والأوجاعُ سُمّاري
فلمّا رأَت عيني مُحيّا جمالها
يضيءُ سَناهُ سافراً في الدَياجيا
علمتُ بأنَّ الحبَّ قد جاءَ زائِراً
وأسفَرَ حظِّي بعد ما كان غافيا
يا سارِقِ الأَنوارِ مِن شَمسِ الضُحى
يا مُثكِلي طيبَ الكَرى وَمُنَغِّصي
أَمّا ضِياءُ الشَمسِ فيكَ فَناقِصٌ
وَأَرى حَرارَتَها بِها لَم تَنقُصِ
وطَرٌ ما فيهِ منْ عيْبٍ سَوَى
أنّهُ مرّ كلَمْحِ البصَرِ
حينَ لذّ الأنْسُ مَع حُلْوِ اللّمَى
هجَمَ الصُّبْحُ هُجومَ الحرَسِ