وَإِنِّي عَلَى ما ساءَني مِن صُدُودِهِ لَتَجمُلُ فِي عَينِي وَتَحلُو صِفَاتُهُ
غَرامِي بِكُم ذاكَ الغَرامُ وَحُبُّكُم يَزِيدُ عَلى مَرِّ الليالي ويَعذُبُ
وَإِن ذَكَرُوا الأَحساءَ فَالقَلبُ خافِقٌ كَما خَفَقَت بِالرَاحَتَينِ المرَاوِحُ
وما العشقُ إلا ثوبُ مجدٍ مجدَّدٌ بهِ المرءُ ما بينَ الورى متجمّلُ
أُمضّي نهاري بالصّبابةِ والجوى وأَسهرُ ليلي والأنامُ رقود
فُتِقتُ إليهِ على بُعدِهِ وقد يعشقُ السمعُ قبلَ البصر
فذَرني وما أَلقى من الوَجد باسمها أُعلِّل نفسي باللتيا وبالتي
بعثن من اللحاظ له رسولاً يرتِّل سحرهن له كتابا
هويتُكِ حتى كادَ يمزجَنا الهوى
كمرجِ الحيا والحبِّ في خدِّ عذراءِ
يردُّ عليَّ بعضَ سوادِ قلبي
إذا ما جاءني منه كتابُ
ما كنتُ أرضى وصالاً منكِ عن كثبٍ
فصرتُ أرضى خيالاً منكِ عنْ بُعدِ
كادَت تطير بيَ النسيم إليكمُ
لو لم يكن قيد الحياء محكَّما
قلبي يهيمُ إلى اللِقاءِ تصبُّبا
والجسم ذاب من الصدود تلهُّبا
ولو أن أشواقي إليهنّ سُطّرت
لما وسعتها الكائنات سُطورا
فَالْقَلْبُ يَهْوَى اللِّقَا وَالطَّرْفُ يَشْفَعُهُ
كَيْما يَشَاهِدَ دَوْمًا وَجْهَكَ القَمَرَا
أَلا حبذا عود اللقاءِ فإنهُ
يُعيدُ إِليَّ الروحَ من بعد غيبةِ
أَيا كَوكبَ العلياءِ يا بدر تمَّها
لك اللَه لا تنسي ودادي وخلَّتي
وقال لا تعجبوا قد قيل من قِدَمٍ
قد تعشق الأذن قبل العين أحيانا