تَصَرَّمتِ الدنيا فليسَ خلودُ
وما قد ترى من بهجةٍ سَيبَيِدُ
لكلِّ امرئ منا من الموت منهلٌ
وليس له إلا عليه ورود
وللصمت خيرٌ على عيه
من النطق تلزم فيه الخطاء
فكن صامتاً واعياً ما يقال
فذلك أجدى وأعلى سناء
لا خير في الهزل فاتركه لطالبه
واهرب بعرضك منه أوشك الهرب
للجد ما خلق الإنسان فالتمسن
بالجد حظك لا باللهو واللعب
واعلم بأن العلم ينفع من
أمسى وأصبح وهو ذو أود
إن الرجال على ضرائبها
والمال موقوفٌ على النقد
والمرءُ تَلقاهُ مِضْياعًا لفُرصتهِ
حتَّى إذا فاتَ أمرٌ عاتَبَ القدرا
فدع عنك ما لا تستطيع إلى الذي
تنال ولا يذهب بك الجهل مذهبا
وسوء ظنك بالأدنين داعيةً لأن يخونك من قد كان مؤتمنا
ولما رأيت الشيب لاح بياضه
بمفرق رأسي قلت للشيب مرحبا
ولو خفت أني أن كففت تحيتي
تنكب عني رمت أن يتنكبا
وما الدهر إلا دولتان فدولةٌ
عليك وأخرى نلت منها الأمانيا
فلا تك من ريب الحوادث آمناً
فكم آمنٍ للدهر لاقى الدواهيا
إِنّي لَآمُلُ مِنكَ خَيراً عاجِلاً
وَالنَفسُ مولَعَةٌ بِحُبِّ العاجِلِ
كأن الليل زيدَ إليه ليلٌ
مقيمٌ فاستمر على الشجي
وَمَا الشَّيْبُ إلاّ غَائِبٌ كَانَ جَائِياً
وَمَا القَوْلُ إلاّ مُخطىءٌ وَمُصيبُ
العِلمُ زَينٌ وَتَشريفٌ لِصاحِبِهِ
فاِطلُب هُديتَ فنونَ العِلمِ وَالأَدَبا
لا خَيرَ فيمَن لَهُ أَصلٌ بِلا أَدَبٍ
حَتّى يَكونَ عَلى ما زانَهُ حَدِبا
كريمٌ على العِلَّاتِ جَزلٌ عطاؤهُ
يُنيل وإِنْ لم يُعتَمَدْ لنَوالِ
والنَّاسُ كالأشجَارِ هذي يُجْتَنَى
مِنْها الثِّمارُ، وذِي وَقُودُ النَّارِ
النَّاسُ كالأَرْضِ وَمِنْهَا هُـمُ
مِنْ خَشِـنِ اللَّمْسِ وَمِن ليِّنِ
مَرْوٌ تَشَكَّى الرِّجْلُ مِنْهُ الأَذَى
وَإِثْمِدٌ يُجْعَلُ فِـي الأَعْـيُنِ
ولو أنَّ أَهْلَ العِلْمِ صَانُوهُ صَانَهُمْ
ولو عَظَّمُوهُ فـي النُّفُوسِ لَعُظِّمَا
ولكِنْ أَهَانُوهُ فَهَانَ، وَدَنَّسُوا
مُحَيَّاهُ بِالأطْمَاعِ حَتَّى تَجَهَّمَا
مَثَلُ الرِّزقِ الَّذي تَطلُبهُ
مَثَلُ الظِّلِّ الَّذي يَمْشِي مَعَكْ
أَنَْت لَا تُدْرِكُهُ مُتَّبِعًا
فَإِذا وَلَّيْتَ عَنْهُ تَبِعَكْ
الحب والبغض لا تأمن خداعهما
فكم هما أخذا قوماً على ِغرَرِ
فالبغض يُبدي كُدُوراً في الصفاءِ كما
أن المحبة تبدي الصفوَ في الكدرِ