هي الدنيا لها وصل وصد وقرب من طبيعتها وبعد وطعم مذاقها حلو ومر كأن مزاجها صبر وشهد
تخادعك الدنيا وتبدي اغترارها ونفسك لم تأخذ بحزم حذارها ترجي الأماني آمناً من صروفها كأنك غر لست تدري اعتبارها تسيء إذا أحسنت صنعاً لها فلا تكن قابلاً إن اسمعتك اعتذارها
وإذا الحياة تغالطت أوضاعها ذلّت هناك ضوابط وحدودُ فعلى الفضيلة يُستجار براهب وعلى الرذيلةُ يستغار مَريد
إن الحياة وان تطاول عهدها رهنُ بدايتها بيوم ختامي
وإذا رأيت الدهر سلَّ سيوفَه فاجعل من الصبر الجميل دروعا وإذا الخطوب نزلن ساحتَك اصطبر وابشر سيُعقبُ نزلَهنَّ نزوعا
تعلم ففي العلم الشريف فوائد يحن لها القلب السليم الموفق فمنهن رضوان الإله وجنة وفوز وعز دائم متحقق وعن زمرة الجهال إن كنت صادقاً بعلمك تنجو يا أخي وتسمق فكن طالباً للعلم إن كنت حازماً وإياك إن رمت الهدى تتفوق ففي العلم ما تهواه من كل مطلب وطالبه بالنور والحق يشرق
لا تُمِتِ العِلمَ بِتَركِ بَذلِهِ وَلا تعلِّمه لِغَيرِ أَهلِهِ
فَلا تَطلبنَّ وِدادَ الصَديقِ بِمَدحٍ كَذوبٍ خَسيسِ القِيَم فَإِنَّ اللِسانَ رَسولُ القُلوب يُعبِّر عَنها بِلا أَو نَعَم
أميل مع الحقيقة حيث مالت وأجعل ظل رايتها شعاري وأدحض بالدليل هراء خصمي فإن مارى فإني لا أماري
النَفس تَبقى وَإن يَمضي بِنا الأَجل وَقيمة النَّفس فيما ينتج العَمل وَإِن مَضَت بِمضيّ العَيش مَأثرة فَلَيسَ بِالخَير ما جاؤا وَما فعلوا
ما كُل ما يترك الإِنسان من أَثر يَحيا وَلا كُل ترب يَنبت الذَّهبا وَما الحُسام إِذا كلت مَضاربه مثل الحسام إِذا حركته قَضبا
يا فُؤادي عادة الأَيام لا
تغلبُ الأَقدار إِلا بالرضا
ستبدي لَكَ الدُنيا أُموراً عَجيبةً وَمازالت الدُنيا تريك العَجائبا فَلا تَتَقي شَيأ من الأَمر كارِهاً وَلا تَرجُ شَيأ من زَمانك راغبا
بِالحَزم وَالعَزم وَالأفكار وَالحِكَمِ تَنالُ من لَم يُنَل بِالسَيف وَالقَلمِ وَبِالتَأمّل فِيما أَنتَ آملُهُ حسنُ العَواقب مَكفولٌ لذي الهمم
رَأَيت النَفس يَقتلها هَواها إِذا بَلغت وَيدهمها مُناها أَرى الآمال تَسعى بِالمَعنّى فَلا يَنهاه إِلّا مُنتهاها ولو أَغنَت عَن المَرء المَساعي لَما مَنعت نُفوس مشتهاها
ومن يستعذب الايام حينا تذقه المرَّ في كأس العذاب ومن يترك عتاب الدهر يوماً يجد أن لا مناص من العتاب
وإن جميع الخلق لا بد هالك وليس سوى اللَه العظيم بدائم ولو كان في الدنيا يخلد واحد لخلد خير الناس من ولد آدم
ومن صاحب الأيام في العمر مدة فلذاتها لا بد منه طوالق
وما العيش في الدنيا سوى حلم حالم وما المجد في الدنيا سوى هزل هازل يروح ويغدو لاهياً بزخارف على انها للحتف بعض الحبائل اذا صال لم تمنعه صولة قادر ولا عصمت منه حصون المعاقل
هو العمر كالطيف يمضي ولكن أرى الجسم يفنى ويحيا الأثر فأبقيت رسما عن الجسم حتى إذا مضت العين تبقى الصور