الديوان » العصر العثماني » نقولا النقاش » لي في غرامك صبر غير محدود

عدد الابيات : 44

طباعة

لي في غرامك صبر غير محدودِ

فأقضي بما شئت في قربي وتبعيدي

فهل على العاشق الولهان من حرج

إذا أرتضى بوعيدٍ أو بموعودِ

يا عاذلي قد كفى باللّه رشدك لي

أرح فؤادك من لومي وتفنيدي

واللّه لم يأْتِ هذا الكفر في فكري

إلا استعذت برب العرشِ معبودي

حسبي إفتخاراً بأني عبد نعمتها

لي البشارة أني غير مطرودِ

حلتّ قباها وراخت عقد شالتها

فالخصر ما بين محلول ومعقودِ

يا سامح اللّه هاتيك الجفون فكم

لها من الفتك في قلب الصناديدِ

كادت تطير بقلبي من لطافتها

فعاقها الردف من بعدي وتنكيدي

ضممتها لفؤادي لا لفاحشةٍ

لكن ليدريَ نهداها بتنهيدي

عسى الغزالة تحيي بالتفاتتها

صباً عليلاً سبتهُ لفتة الجيدِ

يا خجلة السمو من خطّي قامتها

وخيفة البيض من أجفانها السودِ

وخجلة الورد من توريد وجنتها

من أين للورد جار مثل عنقودِ

كحيلة الطرف كم أدمت لواحظها

فؤاد صب كميّ غير رعديدِ

إلا دعي الطبيب وأرمي الكحل واحتقري

هذي الحلى وانبذي تحسين تجعيدِ

فاللّه أعطى لهذا الحسن مرتبة

تغنيك عن كل تصنع وتقليدِ

خود كأن إلهي حين أبدعها

أراد إظهار خير المنح والجودِِ

أبان في صنعها آيات قدرتهِ

إذ خصها بجمالٍ غير محدودِ

تبارك اللّه إذ قد صاغ جوهرها

من عنصر النور في تمثال أملودِ

نبيه الحسن إيماني بها علن

وحبها بالحشا ينبي بتوحيدِ

وذا الجمال شفيعي عند عزتها

واللّه هذا شفيع غير مردودِ

قد أظهرت معجزات في تخطرها

قوموا أنظروا كيف أحيت كلّ ملحودِ

ملائك الحسن قامت فوق سدتها

في سدرة الحسن تتلو خير تمجيدِ

وبلبل الخال يتلو فوق وجنتها

آيات حمدٍ بتسيجٍ وتغريدِ

وسيف أجفانها يدعو الأنام إلى

دين الغرام بإرهابٍ وتهديدِ

فكل مفتونِ عشقٍ صار متبعاً

لواءها هاتفاً ذا كل مقصودي

وكل مظلومًٍ حكم لائذٌ بحمى

جنديً عدلٍ أمينٍ خير صنديدِ

هذا الأمين الذي أخلاقه اشتهرت

بالفضل والعدل والإحسان والجودِ

مبارك الوجه مسعود المطالع مح

مود الخصال وفيٌ في المواعيدِ

فباعه في المعالي واسع لبق

وكفهُ بحر جود خير مورودِ

ونجم فكرتهِ الوقاد مرتصد

وصدره كنزُ علمٍ غير مرصودِ

وأن تعاظم خطب فض مشكله

بحسن رأي وتدبيرٍ وتمهيدِ

ووجههُ الباسم الوضاح تحسبهُ

مصباحُ عدلٍ مزيح ظلمة البيدِ

ويمنح الخير للراجين معتذراً

عذر المسيء إلى ساداته الصيدِ

فكم لهُ في جبين الدهر من ملح

جواهر صيغ منها الطوق للجيدِ

كل العلوم وأن أبوابها قفلت

إذا ذكرناه جاءَت بالمقاليدِ

كذاك ديوانهُ التمييز بخبرنا

عن عدل أحكمهِ في حسن تأييدِ

مولاي أنّ ذوي الأحكام أن عدلوا

نصف الأنام أعاديهم بتأكيدِ

وأنت في الحكم قطعاً عادل أبدا

وما عدوٌ ولا عادٍ بموجودِ

يا واهب الخلق ما قد نال من نعم

لك الهناء بجمع العدل والجودِ

يا من دعوت فلبتني شمائلهُ

لك البشارة هذا خير مقصودِ

لك البشارة يا من جئت قاصده

بلغت أقصى مرادٍ غيرَ محدودِ

تصومه رافل في ثوب عافية

من فوقه حلّتا نصر وتأييدِ

ونور وجهك هذاك السعيد لنا

تلوح منهُ صريحاً بهجة العيدِ

ونجمك الزاهر الزاهي بطالعهِ

يدوم في برج معدٍ خير مسعودِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن نقولا النقاش

avatar

نقولا النقاش حساب موثق

العصر العثماني

poet-niqula-al-niqash@

80

قصيدة

13

متابعين

نقولا إلياس نقاش ,أديب وصحافي لبناني، ولد سنة 1825م، في بيروت ويعتبر من رجال القانون في العهد العثماني، عمل بالتجارة بين عامي 1859-1868. ثم انتدبته الدولة موظّفًا في ...

المزيد عن نقولا النقاش

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة