الديوان » سوريا » بهيجة مصري إدلبي » ورأيت حين رأيت

إلى محمد القيسي
راحلا بصمت
 *
هل غادرتك الريح في المنفى
وحيدا
تائها خلف الجيادْ
فحملت مزمور البلاد
إلى البلادْ
ورمحت مثل البحر
تبحث عن رمادك في الرمادْ
هل غادرتك الريح في ثوب الحدادْ
فتركت أوراق القصائد
تحتمي من صمتها بالموت
وانسفح المدادْ
***
من " راية في الريح "  
والحزن الفلسطيني
يملأ ماء قلبك بالحصا
من " راية في الريح "
والماء الذي تأتيه
بغشاه السراب
تمشي وحيدا في الشوارع
مطفأ الوجه المغضن بالعذاب
كم مرة ألقاك إخوتك الذين أمنْتَهم
كم مرة ألقوك في جب الغياب
كم مرة عاتبتهم
لكنّ يا وجع العتاب
***
باعوك في سوق النخاسة
بعدما قتلوا العزيز
وكبلوا بالعار امرأة العزيز
وأنت لا شمس ولا قمر ولا سمار ُ
في الصمت خبأت الكتاب
فتفجرت بين
" الحصا والماس "   أشعارُ
ورأيتَ حين رأيت َ
خارطة الطريق بلا طريق
وعلى الطريق يموت أطفال وأحرار ُ
ورأيتَ بغداد التي سقطت
بصمت كالحريق
تقتاتها النارُ
فصمتتَ ترهقك المنافي
والمدى مابين  كفيك انهيار ُ
" وتدور حولك
والبلاد سلاسل "  
ما جاءت الريح التي كنت ابنها  
بل ضاعت الدار ُ
فمددت موتك فوق سجاد المنافي
" تصغي وتصمت فيك أوتار
ماذا يقول الغيب
هذا الغيب أقدارُ
لا شيء حولك غير روحك
والمدى والغيم والنارُ
تخبو وأقرأ في الأصابع حبرها
والوجه أسرارُ "  
هل متَ قبل الموت
ما بين الجهات
هل كنت تبحث في الحصا
 عما يريح
وفي المدى
عن صرخة أخرى وعن وقت
أخير للنهار
آه  ... لقد أعلنت َ
لن يأتي النهارُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن بهيجة مصري إدلبي

avatar

بهيجة مصري إدلبي حساب موثق

سوريا

poet-bahija-msri-idlibi@

53

قصيدة

105

متابعين

د.بهيجة مصري ادلبي شاعرة وناقدة وروائية, من مواليد حلب -1965 م، تقيم في الإمارات العربية المتحدة،حاصلة على دكتوراه في فلسفة الإدارة، وبكالوريوس في اللغة العربية من "جامعة حلب" في سورية، ودبلوم ...

المزيد عن بهيجة مصري إدلبي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة