الديوان » محمد إبراهيم الفلاح » صُنعُ الله الذي أتقنَ كُلَّ شيءٍ خَلَقَهُ

عدد الابيات : 47

طباعة

 

أينَ الزُّروعُ التي طفلًا يُداعِبُها

خَدُّ الذي في صِباهُ ما دَرى العِلَلا

 

أينَ السَّماءُ التي كَمْ أرسَلَتْ مَطَرًا

ما فيهِ حِمْضٌ بَدا، بَلْ زَمْزَمًا نَزَلا

 

كَمْ غازَلَتْ رِيحُ مُزنٍ في المَدى غَنَمي

والآنَ تَفْنى بِرِيحٍ صَرْصَرٍ بَدَلا

 

أينَ الظِّلالُ؟ على الإنسانِ قَد حَرُمَتْ

من فِعلِ أُخوَتِنا عَنَّا نأتْ أمَلا

 

من جاءَ يَحْبِسُها تُسْقيهِ غُصَّتَها

من ظَنَّ يَسرِقُها آمالَهُ ثَكِـلا

 

قد أذْهَبَ الطَّقسُ جَوًّا كُنتُ أحْسَبُهُ

لَمْ يَبْقَ مِن رُسْلِ رَبِّي غَيرُهُ نُزُلا

 

الطَّقسُ في وَلَعٍ، ذا القَيدَ وَثَّقَهُ

وَالعِلمُ مِن خَوفِهِ ضَلَّ الهُدى سُبُلا

 

بَلوايَ غازاتُ أُكسيدٍ مُبَعْثَرَةٌ

كَمْ نادَتِ الأرضُ... لكنْ مَنْ لَها امْتَثَلا

 

 

مِن باطِنِ الأرضِ حتَّى الجَوِّ مُتَّكَـأً

طَيرٌ أبابيلُ فاقَتْ في المَدى زُحَلا

 

طابَتْ إقامَتُها إذ غَيَّرَتْ سُنَنًا

*عاثَتْ فَسادًا إلى الأوزُونِ قَدْ وَصَلا*

 

 

هذا الرَّذاذُ مَعَ الإشعاعِ يَقْتُلُنا

مُذْ أُرْسِلَ القَيظُ فَصلًا قَطُّ ما رَحَلا

 

حَرارةُ الصيفِ لا سقْفٌ ولا أمَـدٌ

تُرى، هلِ اسْتَعْذَبَتْ ذي الأرضَ مُعْتَقَــلا؟! 

 

قد جاءَ وَحيٌ إلى نفسي يُخاطِبُها

" فَلتَعْبُدُوهُ يَقينًا يُؤْتِكُـمْ ظُلُلا "

 

حَتَّـى التُّرابُ الذي كَمْ كُنتُ آمَنُهُ

أمْسى بهِ البُرْءُ نَجْمًا عَنْهُ قَـدْ أفَلا

 

الحُسْنُ في الأرضِ لَـوْ يَبْدُو نقَوِّضُهُ

كأنَّنا جُنُبٌ نَزكُو إذا ارْتَحلا 

 

هَـذي الذَّبيحةُ في الأشجارِ كَمْ سألتْ

أينَ الخليلُ؟! لي القربانُ ما مَثَــلا

 

صارتْ خواءً صُدورٌ بَعْـدَما رِئةٌ

وَلَّتْ لِتَنْعى شُجَيراتٍ هَوَتْ طَلَـلا

 

 

كُلُّ الأحاسيسِ في المُضنى بِلا وَطَنٍ 

أوطانُهُ اليأسُ وَالمَنفى إذا انْتَقَلا

 

البَحْرُ أضحَتْ بِلا المَرجانِ زِينتُهُ

كَأنَّهُ القُدسُ والأقصى ابنَهُ ثَكَلا 

 

وَالثَّلْجُ في القُطْبِ ها الإنسانُ ذَوَّبَهُ 

سَواحِلٌ ماهَتِ... اسْتَسْقَتْ لَظًى بَدَلا

 

غاضَت مِياهُ الدُّنا كَيدًا وَعاقِبَةً

كَأنَّما فُلْكُ نُوحٍ قَدْ مَضَتْ مَثَلا

 

يا شارِبَ الماءِ حاذِرْ! طَعْمُهُ أسِنٌ

أبدى التلَوُّثُ نابًا كالِحًا عَصِلا 

 

فَلَيتَ شِعري وَلَيتٌ لَيسَ يُعلِمُها

لِمَ النِّفاياتُ عاثَتْ في الفَضا حِيَلا

 

يَرى التَّصَحُّرُ خِصْبَ الأرضِ قِبْلَتَهُ

ما شاءَ رَفعًا إذا ما عَرْشُهُ حُمِلا 

 

هذي الحَياةُ صَنيعُ اللهِ أتْقَنَهُ

وَالعَبدُ في الأرضِ لا يُقْري إذا نَزَلا 

 

وَكَمْ بَكَتْ أرضُنا، هـذي السَّما حَجَرًا

في كُلِّ يَومٍ يُدَنِّي في الفنا أجَلا

 

أبْلِغْ بَنى الإنسِ عَنِّي ما سَيُرْهِبُهُمْ "

" !جَهْدَ الرِّسالةِ... ما خَلَّفْتُمُ مُثَلا؟

 

كانت سلامًا وَبَرْدًا ما بِها شِيَةٌ

ما لمْ يَخُنْها خَليلٌ يَبتَغي بَـدَلا

 

فَلتَغرِسُوا شَجَـرًا يَبْقى لَكُمْ أثرًا

تُداعِـبُ النَّفْـسَ ذِكْـراهُ لنا ظُلُـلا

 

لَو باغَتَتْكَ المَنايا وهْى طالِبَةٌ

فاغْـرِسْ فَسائلَ تَصْعَـدْ في العُلا نُزُلا

 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن محمد إبراهيم الفلاح

محمد إبراهيم الفلاح

40

قصيدة

شاعر مصري من المنيا ولد في عام ١٩٨١وتخرج في كلية التربية قسم اللغة الفرنسية عام ٢٠٠٢وله عدة قصائد في المجلات المحلية والعربية منها (الأهرام _العربي _البيان _ أوتاد_أقلام عربية) وحاصل على عدة

المزيد عن محمد إبراهيم الفلاح

أضف شرح او معلومة