وديمة وطفاء ذات كسب

حتف المحول وحياة الترب

سارية تحت لواء الغرب

عابسة الوجه ضحوك القلب

قلت وقد باءت بقتل الجدب

سعت بومض أم سعت بغضب

جادت على الوهد معاً والهضب

بلؤلوء رطب بغير ثقب

ذات نسيم خصر المهب

يعثر ضعفاً بذيول السحب

وبارق يهدي سراة الركب

لمع الثنايا في الرضاب العذب

وراعد حن حنين الصب

أعلق من برح هوى بخلب

عم بأهل عامه ورحب

والبس الأرض ثياب العصب

وعلم الماء عناق العشب

شكر الثرى لو دقة المرب

شكر المطايا والجياد القب

أبيض وجه الفعل أحوى الشعب

يحلم عن طيش الرياح النكب

سهل منال الجود سهل الحجب

يدر أخلافاً بغير حلب

ويجعل الوادي مكان القعب

مخضراً حلى السنين الشهب

كالفعلة الحسناء بعد الذنب

وفرحة الأحشاء بعد الكرب

ولطف المحبوب بالمحب

يكاد من صافحه من قرب

يعرف فيه خيلاء العجب

هزة عطف ذي السماح الندب

يجر ذيلاً في الفضاء الرحب

يجمع بين حوته والضب

ضاف ولم يعلق غبار العتب

ولا تحدته حداة السب

ذو راحة مبسوطة بالخصب

شلت وكفت من حواشي الخطب

وقدحت في الماء زند الشهب

يسهل منحاً في الزمان الصعب

عين أظلتنا بنوء القلب

جاءت تهادي كتهادي السرب

متأقة الحوض جموم الغرب

كاسبة للحمد أي كسب

نعم قرى الثاوي وزاد الركب

ما شئت من فاكهة وأب

نعم ومرعى مونق وقضب

ومن رياض محدقات غلب

رواقص فيها قدود القضب

في حبر مدبجات الهدب

والطير فيهن قيان الشرب

ما بين سجع مطرب ونن

هب فيها العيش أي نهب

كف عرام للصبا وشغب

أسمح يوم لهوها من كعب

زيارة ما نغصت بغب

من قبل لذع حادث أو كسب

ألحق بالعجم جموع العرب

من غير ما طعن وغير ضرب

والناس في سلم المنى كالحرب

وكل شيء كائن للسلب

وليس يبقى غير وجه الرب