الديوان » العصر المملوكي » الشريف المرتضى » عرفت ويا ليتني ما عرفت

عدد الابيات : 25

طباعة

عرفتُ ويا ليتني ما عرفتُ

فمُرُّ الحياةِ لمن قد عَرَفْ

فها أنَا ذَا طولَ هذا الزّما

نِ بين الجَوى تارةً والأسَفْ

فمنْ راحلٍ لا إِيابٌ له

وماضٍ وليس له من خَلَفْ

فلا الدّهرُ يُمتِعُنِي بالمقيمِ

ولا هو يُرجِعُ لي من سَلَفْ

أرونِيَ إنْ كنتُمُ تقدرو

نَ من ليس يكرع كأسَ التّلَفْ

ومَن ليس رَهْناً لداعي الحِمامِ

إِذا ما دعى باِسمه أو هَتَفْ

وَما الدّهرُ إلّا الغَرورُ الخَدوعُ

فماذا الغرامُ به والكَلَفْ

وَما هو إلّا كلمحِ البُروقِ

وإلّا هبوب خريفٍ عَصَفْ

ولم أرَ يوماً وإن ساءني

كيومِ حِمامِ كمالِ الشَّرَفْ

كأنِّيَ بعد فراقٍ له

وقَطْعٍ لأسبابِ تلك الأُلَفْ

أخو سَفَرٍ شاسِعٍ ما له

منَ الزّادِ إلّا بقايا لَطَفْ

وعوَّضَني بالرّقادِ السُّهادَ

وأبدلنِي بالضّياءِ السَّدَفْ

فراقٌ وما بعده مُلتقىً

وصدٌّ وليس له مُنعَطَفْ

وبعتُك كرهاً بسومِ الزّما

نِ بيعَ الغبينِ فأين الخَلَفْ

وعاتبتُ فيك صُروفَ الزّمانِ

ومَن عاتبَ الدّهرَ لم ينتصفْ

وقد خطف الموتُ كلَّ الرّجالِ

ومثلك من بيننا ما خَطَفْ

وَما كنتَ إلّا أبِيَّ الجَنانِ

عن الضَّيْمِ محتمياً بالأَنَفْ

خَلِيّاً من العار صِفْرَ الإزارِ

مدى الدّهرِ من دَنَسٍ أو نَطَفْ

وأذرى الدّموعَ ويا قلّما

يَرُدُّ الفوائتَ دمعٌ ذَرَفْ

ومن أين ترنو إليك العيونُ

وأنت ببَوْغائها في سُجُفْ

فبِنْ ما مُلِلْتَ وكم بائنٍ

مضى موسعاً مِن قِلىً أو شَنَفْ

وسقّى ضريحَك بين القبورِ

من البِرِّ ما شئته واللُّطُفْ

ولا زال من جانبيه النَّسِيمُ

يعاوده والرّياضُ الأُنُفْ

وصيّرك اللّهُ من قاطِنِي ال

جنانِ وسكّانِ تلك الغُرَفْ

تُجاور آباءك الطّاهرين

ويتّبعُ السّالفين الخَلَفْ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الشريف المرتضى

avatar

الشريف المرتضى حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Sharif-al-Murtaza@

588

قصيدة

4

الاقتباسات

80

متابعين

علي بن الحسين بن موسى بن محمد بن إبراهيم، أبو القاسم، من أحفاد الحسين بن علي بن أبي طالب. نقيب الطالبيين، وأحد الأئمة في علم الكلام والأدب والشعر. يقول بالاعتزال. ...

المزيد عن الشريف المرتضى

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة