الديوان » العصر المملوكي » تميم الفاطمي » ولى صاحب لا يمرض العقل جهله

عدد الابيات : 34

طباعة

ولى صاحب لا يُمْرِضُ العقلَ جهلُه

ولا تَتأذّى النفس منه ولا القلبُ

إذا قلتُ لا في قصّةٍ لم يقل بَلى

وإن قلتُ أصبو قال لا بدّ أن أصبو

وإن قلت هاكَ الكأسَ قال مبادرِاً

ألاَ هاتِها طابَ التَّنادُمُ والشُّرب

سريعٌ إذا لبّى صبورٌ إذا دَعا

يهَون عليه في رضا خِلّه الصَّعْب

غدوتُ به يوماً إلى بيت حانةٍ

وللغَيم دمعٌ ما يكُفّ له سكب

وقد نَفَحتْ رِيحُ الصِّبا بمَنافِسٍ

عَبِيرِيّة الأنفاسِ طاب لها التُّرْب

فأَفْضَى بنا الإدْلاَجُ بعد تَعسُّفٍ

إلى زَوْلةٍ شَمْطاءَ مَنزِلهُا رَحْبُ

مُزنَّرةٍ أمّا أبوها فقيصرٌ

وحَسْبُك مَلْك جَدّه قيصرٌ حَسْب

قُصَيريّةٌ ديرية هِرْقْليّةٌ

تقاصَر منها الخطو واحدَوْدب الصُّلْب

وقالت لنا أهلاً وسهلا ومرحباً

وقَلّ لكم منِّي البشاشة والرّحْب

مَنَ أنْتُمْ فقلنا عُصْبةٌ من بني الصِّبا

دعاهم إليكِ القَصْفُ والعَزْف واللِّعْب

فقالت على اسم اللهِ حُطّوا رِحالَكم

فعندي الفتاة الرُّؤدُ والأَمْرَدُ الرَّطْب

وراحٌ نفَى أَقْذاءَها طولُ عمرها

فجاءتْ كما يُذْرِي مَدامِعَه الصَّبُّ

أَرّق إذا رَقْرقتَها في زجاجة

وألطَفُ من نَفْسٍ تَداولَها الحبُّ

كَأنّ سِرَاجاً في تَرائب دَنّها

إذا أقبلتْ من ليلة الدّنّ تَنصَبّ

فقلنا لها هاتي بها وتَعجَّلي

ولا يك فيما قلتِ خُلْفٌ ولا كِذْب

فجاءتْ تَجرُّ الزِّقَّ نحوي كأنه

على الأرض زِنجِيٌّ بلا هامةٍ يحبُو

فلمّا مزَجناها بدا فوق رأسها

حَبابٌ كما يَنْسابُ من سِلْكه الحَبُّ

وطافت بها هيفاءُ مُخْطَفةُ الحَشا

مَعَاطفُها سلْمٌ وألحاظُها حَرْبُ

تَمايَل رِدْفاها وأْدْرِج خصرُها

ليَاناً ولطفا مثل ما تُدْرَج الكُتْب

شكا كَشْحَها الزُّنّارُ ممّا يُجِيعه

وضاق بها الخَلْخالُ وامتلأ القُلْب

أغارُ على أعطافها كلَّما انثنت

مع الكأس أو فدَّى ملاحتَها الشّرْب

أحلّت لي الصهباءُ تَقْبيلُ وجهها

وما كان قبل السُّكْرِ في لثمِه عَتْب

كأنّي وقد أضجعتُها وعلوتُها

من الشكل رَفْعٌ تحت ضمّته نَصْبُ

وما فَضّ لامِي صادَها بجنايةٍ

سوى قولِها إن المسيح لها رَبُّ

فلمّا أغاظتنِي بإظهار كُفْرها

ذَببْتُ عن الإسلام إذ أمكن الذّبُّ

وضرَّجتُ فخْذَيْها دَماً بمصمِّمٍ

تُقِرّ له البِيضُ المهنَّدةُ القُضْب

وقلت لها أَرْماحُنا عَلَويّة

تَقُدّ تِراس الرُّوس إن طعَنت عُرْب

فما تَرِحت حتى أنابتْ وأسْلَمتْ

فهل ليَ في فَتْكِ بها بعد ذا ذنب

أبا حسنٍ هاك المُدامةَ واسقِني

فقد شاب رأسُ الشَّرْق وأحلَوْلَكَ الغربُ

كأنّ الثريّا في مُلاءِة فجرِها

مَصابِيحُ إلاّ أنّها قد بدتْ تَخْبو

سلامٌ على دَيْر القُصَيْر ومرحباً

به فَلَهُ مِنّي التَّخصُّص والقرب

فكم لذّةٍ فيه قضيتُ وغُلة

شَفيتُ ولا واشٍ علنيا ولا شَغْب

منازلُ يَسْتنّ الصَّبا في عِراصها

ويَعْذُب فيها ماءُ ديمتها العذب

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن تميم الفاطمي

avatar

تميم الفاطمي حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Tamim-Al-Fatimi@

565

قصيدة

3

الاقتباسات

38

متابعين

الفضل بن عبد الملك الهاشمي العباسي. أمير، من أعيان بني العباس. كان صاحب الصلاة بمدينة السلام وأمير مكة والموسم، وحجَّ بالناس نحو عشرين سنة. مولده ووفاته ببغداد.

المزيد عن تميم الفاطمي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة