الديوان » العصر المملوكي » ابن سهل الأندلسي » يشقى بريب زمانها الأحرار

عدد الابيات : 19

طباعة

يَشقى بِرَيبِ زَمانِها الأَحرارُ

هَل لِلزَمانِ لَدى المَكارِمِ ثارُ

سوقُ الرَدى مازالَ يَكسِدُ عِندَها

حَسَبٌ وَتُنفِقُ فَضَّةٌ وَنُضارُ

دُنياكَ دارٌ لَم تَزَل تُبنى بِها

نُوَبُ الخُطوبِ وَتُهدَمُ الأَعمارُ

تَبغي القَصاصَ بِمَن فَقَدتَ مِنَ الرَدى

جُرحُ الرَدى عِندَ النُفوسِ جَبارُ

نَضَتِ المَنِيَّةُ عَنهُ ثَوبَ حَياتِهِ

ها إِنَّما ثَوبُ الحَياةِ مُعارُ

لَهَفي لَقَد قامَت قِيامَةُ مُهجَتي

إِذ كُوِّرَت مِن شَمسِها أَنوارُ

وَغَدا نَهاري مِن تَوَحُّشِ فَقدِهِ

لَيلاً وَلَيلي بِالسُهادِ نَهارُ

أَمسَيتُ في الدُنيا وَحيداً بَعدَهُ

فَكَأَنَّما عُمرانُها إِقفارُ

وَمَحَت جَميلَ الصَبرِ مِنّي عَبرَةٌ

خُطَّت بِها في صَفحَتي آثارُ

يا لَيتَني في عيشَتي شاطَرتُهُ

لَو كانَ لي عِندَ القَضاءِ خِيارُ

يا لَيتَني قاسَمتُهُ أَلَمَ الرَدى

لَو كانَ يَرضى قِسمَتي المِقدارُ

أَو لَيتَني ساكَنتُهُ في لَحدِهِ

فَيَضُمُّنا تَحتَ التُرابِ جِوارُ

حَسبُ المَنايا أَن تَفوتَ بِمِثلِهِ

قُطباً عَلَيهِ لِلعَلاءِ مَدارُ

يُهني الثَرى أَن صارَ فيهِ لَحدُهُ

فَبِلَحدِهِ شَرَفٌ لَهُ وَفَخارُ

حازَ الثَراءَ بِدُرَّةٍ مِن جِسمِهِ

إِذ أَغرَقَت بِالنَوءِ مِنهُ بِحارُ

قَد كانَ رَأسُ المُلكِ مِنهُ مُتَوَّجاً

وَبِمِعصَمِ العَلياءِ مِنهُ سِوارُ

إِنَّ الرِياسَةَ بَعدَهُ لَكَئيبَةٌ

ما إِن يَقِرُّ بِها الغَداةَ قَرارُ

وَلّى وَسارَ المَجدُ تَحتَ مَسيرِهِ

وَلِسَيفِهِ وَلِجَفنِهِ اِستِعبارُ

هَل نافِعٌ قَولي أَبا العَبّاسِ لا

تَبعُد وَبُعدُكَ لَيسَ فيهِ مَزارُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن سهل الأندلسي

avatar

ابن سهل الأندلسي حساب موثق

العصر المملوكي

poet-ibn-Sahl-Al-Andalusi@

227

قصيدة

8

الاقتباسات

242

متابعين

أبو إسحاق إبراهيم بن سهل الإسرائيلي الإشبيلي (605 هـ / 1208 - 649 هـ / 1251)، من أسرة ذات أصول يهودية. شاعر كاتب، ولد في إشبيلية واختلف إلى مجالس العلم ...

المزيد عن ابن سهل الأندلسي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة