الديوان » مصر » صالح مجدي بك » مناهل أنس صافيات ورود

عدد الابيات : 50

طباعة

مَناهل أُنسٍ صافِياتُ وَرودِ

وَأَنقى خُدُود زاهيات وُرودِ

وَصَوت أَغان قَد حلت باتحادها

تَلاحين قانونٍ وَنَغمة عُودِ

فَهاتِ اسقها لكن إِذا رُمت مزَجَها

فَمن ريق مَيّاسٍ كَثير صُدود

وَإلا فصرفاً مِن عَتيقٍ حَديثُهُ

عَلى الناس يُتلى قَبل خَلق ثَمود

وَخُذ مَهرَها رُوحي وَعَقلي وَمُهجَتي

فَفيها فَنائي شاهد بِوجودي

وَما لذة الدُنيا سِوى في مُدامة

وَفي بَعد وَاشٍ وَاِقتِراب وَدود

فَطف بي عَلى الحانات في كُلِّ لَحظة

وَدَعني لِتَقبيلٍ وَضَمِّ قُدود

وَخلِّ سُلوك الناسِكين وَلا تَقف

بِنا أَنتَ في اللَذات عِندَ حُدود

وَإِن لاحَ ظَبي فادنُ بي مِن كناسه

وَلَو كانَ في أَقصى جِبال زَرود

وَلا تَنهني بِاللَه عَن عشق خُرّدٍ

بِدَيعات حُسن كاعِبات نُهود

لَهُنَّ مَواضٍ مِن مِراضٍ فَواتكٍ

تَصول عَلى مُغرىً بِلَثم خُدود

لَهُن ثُغور مِن عَقيق يَزينها

ثَمين لآلٍ في سُموط عُقود

فَعندي هَواني في هَواهنَّ عزةٌ

يَخف بِها عَني ثَقيل قُيود

فَلا تطمعوا في سلوة مِن متيم

لَهُ حَظ مَسعود بِحفظ عُهود

وَكُفّوا عَن اللَوم الَّذي قَد شغفتم

بِهِ فَهوَ مِن محض اِعتِداء حَسود

وَلَولا سهاد دائم وَكآبة

وَفَرط سقام وَاِزدِياد خمود

لَما ظَهرت بَعد الخَفاء صَبابة

لَظى نارها في القَلب ذات وُقود

وَلا ظفر اللاهي بِإِغراء شادنٍ

بِهِ همت وَجداً وَهوَ غَير شرود

وَكَيفَ أُداري ما طَويت ضَمائِري

عَلَيهِ وَدَمعي مِن أَجل شُهودي

فَيا لَيل طل إِني صَبور عَلى الجَفا

عَساه يفي لي في الهَوى بِوُعود

وَيا ناظِري لا تَكتحل وَهوَ مُعرضٌ

بِجانبه قَبل الرضا بِهجود

فَأَنتَ الَّذي أَوقَعتَني في حِباله

وَغادَرتَني فيهِ حَليفَ سُهود

وَأَنتَ الَّذي مِني بِأَوّل نَظرة

سَفحت دِماءً مِن قَريح كبود

فَما تَبتَغيه الآن مني وَإِنَّني

بِنعمته لِلوَصل غَير كَنود

تَفرّدتُ بِالإِخلاص في عشقه كَما

تَفرّد إسماعيل مصر بِجُود

مَليكٌ أَثيلُ المَجد سادَ بِحكمة

يَمانية أَحيت فَحارَ جُدود

لَهمَّته في دَفع كُل مُلمة

بُروقُ سُيوفٍ مِن خِلال غُمود

لَهُ في سَما أَوج المَعارف نَهضةٌ

بِها الجَهل أَمسى في حَضيض همود

لَهُ في مَيادين السِياسة سابق

يَهيم بِأَغوار لَهُ وَنُجود

لَهُ بِعباد اللَه رَأفةُ وَالدٍ

وَعَذب نَوال سائغ لِوُفود

فَيا أَيُّها العام الجَديد لَكَ الهَنا

بِوافر خصب لِلغِناء ولود

فَإِن مَليك العَصر أَجرى بِمَصره

مِن الصَخر ماءَ اليُمن بَعد جُمود

فَأَحيا بِهِ مِن كُل أَرض مَواتها

وَلَم يَحتَبس تَياره بِسُدود

وَلا عاقَهُ عَن سُرعة السَير عائقٌ

وَلا طرقته حادِثات رُكود

وَكَم لِلخِديوي مِن أَيادٍ نسمُيها

بِهِ تكثرُ الخَيراتُ غبَّ مرود

وَمِن راحَتي علياه عَشرةُ أَبحرٍ

تَفيض فَتَروي قاصِياتِ هُنود

وَبِالعَدل لِلتَوفيق في حُكمه اِهتَدى

لإنصاف مَظلوم وَمَحو حَقود

وَمِن نُوره صُبح التَمَدُّن قَد بَدا

لَنا مِنهُ في الأَسحار ضُوء عَمود

وَأَوطانه لِلعلم في كُل حقبة

بِنَص رواة الصَدق خَيرُ مهود

وَلا سِيَّما في ظل دَولته الَّتي

مَع النَصر فازَت باِنتِشار بُنود

وَأَعداؤُه تصلى بِنار مَدافع

حَليفات فَتح هائِلات رُعود

وَيَأخذهم مِن كُلِّ فَجّ بَنادقٌ

وَبيض وسُمر في أَكُف جُنود

وَيَسطو عَلى مَن هَمَّ بِالغَدر مِنهُمُ

بِبَأس شَديد ضارِياتُ أُسود

فَنُودي بِهُم قَبل التَبدد عُنوة

إِلى سُوء حال في قَرار لحود

وَلَكن أَناة في العَزيز وَرَحمة

وَعَفو عَن الجاني وَحَسم جرود

بِها أَصبَحت كُل القُلوب خَزائِناً

مِن الحُب بِالإِخلاص دُون عنود

فَلا زالَ تَخت الملك في مَصر آخِذاً

بِهِ كُل وَقت في اِزدِياد صعود

وَلا اِنفكت الأَملاك في جُملة الوَرى

تَشير إِلى عَليائه بِسُجود

وَلا بَرح الأَنجال مَعهُ بِمُلكه

عَلى ثِقَة مِن دَهرِهِ بِخُلود

وَلا زالَ مَجدي في التَهاني مُؤرِّخاً

أَضاءَ بِكَ اِسماعيل عام سُعود

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن صالح مجدي بك

avatar

صالح مجدي بك حساب موثق

مصر

poet-Salah-Magdy@

698

قصيدة

1

الاقتباسات

339

متابعين

محمد بن صالح بن أحمد بن محمد بن علي بن أحمد بن الشريف مجد الدين. باحث، مترجم، له شعر، من أهل مصر، أصله من مكة، انتقل جده الأعلى الشريف مجد ...

المزيد عن صالح مجدي بك

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة