عدد الابيات : 17

طباعة

ها قد مددتُ يديَّ الآن مُحتضِنا

كالجذعِ مدَّ إلى طيرِ الهوى غُصُنا

وجئتِ كالقدرِ الآتي بلا سببٍ

إذ أنتِ حيثُ أنا، بل حيثُ أنتِ أنا

تهيَّئي دون زادٍ للرحيلِ معي

وأطوِعي الريحَ كي لا تثنيَ السفُنا

فما تزوّدتِ الأطيارُ في سفَرٍ

ولم تزل تجعلُ الآفاقَ مُحتَضَنا

وأبصري الناسَ من بُعْدٍ فإنّ لهم

هذي الجهاتِ وما خلفَ الجهاتِ لنا

هناك لا أحدٌ يدري بهِ أحدٌ

والناسُ ظلُّهمُ يستنكرُ البدَنا

لم تدرِ قهقهةُ المقهى إذ ارتفعت

عن سكرةِ الموتِ أو عن حسرة السُّجنا

لم يدركوا حزنَ حوّا وهْي تنسجُ من

ثيابِ آدمَ وابنيها لهم كفَنا

وما رأوا حزنَ من عادت وقد لكِنَت

بالصمتِ رُبَّ امرئٍ بالصمتِ قد لكِنا

وعندما ارتعَشت كفٌّ مخضَّبةٌ

لم يدركوا أيَّ خوفٍ غادرٍ طَعَنا

للهِ كم قدرٍ يسعى إلى هدفٍ

يجاوزُ البيدَ والأنهارَ والـمُدُنا

لكي يُصيبَ الذي لم يلتفتْ أبدًا

فيهِ، ولم يكُ قد أصغى له أُذُنا

وأنتِ مبصرةٌ أو غيرُ مبصرةٍ

تبقين في غيهبِ الأجسادِ وَمْضَ سَنا

يا غايةَ اللهِ في الإنسانِ معذرةً

لو أرخصوكِ وما أرخصتِهم ثمنا

أمِنْتُ جانبكِ الأعلى كما أمِنَتْ

عينٌ دعت جفنَها إذ أُرِّقت فحَنا

تُفشي العطورُ أحاديثَ الزهورِ وقد

يبوحُ بالسرِّ من أصغى ومن أُمِنَا

فلا تبوحي بسرّي إن خرجتِ إلى

عوالمِ الروحِ إني أنتِ لستُ أنا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن موسى احمد العلوني

موسى احمد العلوني

20

قصيدة

شاعر سعودي من مواليد المدينة المنورة، لدي ديوان شعري بعنوان: جذوة من نار موسى، ولدي العديد من المشاركات الشعرية عبر المنصات المختلفة والمواقع المهتمة بالأدب

المزيد عن موسى احمد العلوني

أضف شرح او معلومة