الديوان » العصر الأندلسي » ابن أبي البشر » عرفت لها طيفا على النأي طارقا

عدد الابيات : 42

طباعة

عَرَفَتُ لها طيفاً على النأي طارقا

يُساعد مشتاقاً ويُسعِد شائقا

ألمَّت وفي جفني بقايا مدامعٍ

مَرَتها نواها فاستَهلتت سوابقا

وأومضَ في رَجعِ الحديثِ ابتِسامُها

ومَيضَ الحيا أهدى لنجدٍ شقائقا

وما اعتَجرت بالليلِ إلاّ مخافةً

لمرتَقِبٍ يذكي العُيون الروامِقا

كَستكَ بهاراً فوق خدك ذابلاً

وقد لبست في وجنتيها شقائقا

وولّت بقلب أسلمته يدٌ الهوى

إلى الشوق مغلوبَ التجلد وامقا

سقاها الحيا حيث استهلت مواطراً

كجود غياث المسلمين دوافقا

رعى الله تاج الأصفياء وإنما

دعوت بأن يرعى الدنا والخلائقا

فيا ناصِرَ الدين الذي بنواله

غدا الشعر بين الجود والبخل فارقا

ملكت فؤاداً بالمعالي متيّماً

وأعطيت قلباً بالمكارم عاشقا

وما ابتدر الأملاك غاية سؤددٍ

ومكرمة إلاّ وجدناك سابقا

فمن كان منهم مانعا كنت باذلا

ومن كان منهم حارماً كنت رازقا

وخوّلك الله المغاربَ كلها

تُنَفِّذ فيها حُكمَه والمشارقا

تنكبت عن ظل الهوادة سالكاً

هواجر في طرف العلا وودائقا

وملمومة أزدية ناصرية

بعثت على الأعداء منها البوائقا

قرعت بها عظم العراق فلم تزل

له بشفار المشرفي عوارقا

وقد جمعت منه خراسان

على عَجل لمّا قددت البنائقا

قدتت غمام السابري عليهم

مضاعفة لمّا انتضيت البوارقا

بكفِّك آجالٌ الأعادي وإنما

أخذت على الأعمار منها المضائقا

إذا خاطبٌ لم يَعلُ أعواد منبرٍ

بما تشتهي من خطبة كان فاسقا

إذا درهم لم يبد بين سطوره

بذكرك سطر كان زيفا

إذا ما تعاطى الجود بعدك مُدَّعٍ

له أو تَحلّى باسمه كان سارقا

ومن يبغ أن يحظى نداه بمنعم

سواك كمن يبغي مع الله خالقا

وكان الذي كانت خراسان داره

بها مغرماً ثم استقلّ مفارقا

إذا هَمّ تقويضا تلفت ناكثا

بساتين في أكنافها وجواسقا

تريه مناه مرفقا في طماعه

إذا ساغت الأطماع كانت مرافقا

وقد نصحته نفسه وهي حربه

إذا نصح الأعداء كانوا أصادقا

وبالموصل استأصلت شأفة ملكه

بِكَرّات حملاتٍ تشيب المفارقا

يقيك بشحط الدار منها فلم تزل

تجوب سهوبا دونها وسمالقا

ذكرت الردينيات في جنباتها

بواسق تعلوا في ذراها البواسقا

جلبتَ من الأجبال أجبال طَيءٍ

كراديسَ شكتت بالكماة الرسانفا

فظلت وقد عادت جواسقها رُبا

وكانت رباها قبل ذاك شواهقا

إذا خاطر الرعديد أنهك رُمحَهُ

كما اختلس اللحظ المحبُّ مسارقا

وساقت عُقيل في رؤوس رماحها

عقائل من أموالهم ووسائقا

وهرت كلابٌ في الوشيج فاقعصت

ثعالب في أجحارها وخرانقا

ملكت رجالات العراق براحة

تفيض حيا طوراً وطوراً صواعقا

فقد انطقت بالجود من كان آخرسآ

وقد أخرست بالبأس من كان ناطقا

تصافح أيديها الألوف صوامتاً

وما عرفت من قبلُ إلاّ الدوانقا

وكم قلعة بالمشرفي اقتلعتها

وأذريتها وجه الرياح سواحقا

وَثِقتَ بنصر الله في كل موطن

وكنتَ امرءا مذ كنتَ بالله واثقا

كساك أمير المؤمنين مناقبا

فكنت بها يا نصر الدين لائقا

وأصفاك من بين البرية خلة

رآك لها محض المودة صادقا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن أبي البشر

avatar

ابن أبي البشر حساب موثق

العصر الأندلسي

poet-Ibn-Abi-Al-Bishr@

66

قصيدة

80

متابعين

علي بن عبد الرحمن بن أبي البِشر الكاتب الصقلي البلنوبي الأنصاري. أديب وشاعر من القرن الخامس الهجري أصله من صقلية، هاجر منها الى مصر بعد احتلال النورمنديين لصقلية، في أيام ...

المزيد عن ابن أبي البشر

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة