الديوان » العصر العباسي » عمارة بن عقيل » عصر الشبيبة ناضر غض

عدد الابيات : 59

طباعة

عصر الشبيبة ناضِر غض

فيه ينال اللين والخفض

مثلَ الشبيبة كالربيع إذا

ما جيد فاخضرت له الأرض

والشيب كالمخل الجماد له

لونان مغبر ومبيض

بينا الفتى يختال كالغصن

المولي أورق خوطه الغض

سمح الخطى يهتز في غيد

ترنو إليه الأعين المرض

سنحت له دهياء من كثب

دانت خطاه وما به أبض

ترك الجديد جديده سملا

لا الصون يرجعه ولا الرحض

حتى كأن على الخطوب له

عيناً تجنب جفنها الغمض

ولرب جرار يغص به

طول الفضاء ويشرق العرض

فتعاقب الفتيين يقدح في

صم الصفا فيظل يرفض

أوعظ بشيب قصر لابسه

كرهان وشك الهلك أو حرض

فسقى الإله شبيبة درست

أقرضتها فاسترجع القرض

وعذا فرسدس يعض به

رحل ويشجي النسع والغرض

أنضاه نص سرى وهاجرة

حتى تسرى المني والنحض

وطوته أرض فانطوى بشوى

نقض عليه شاحب نقض

متسربل بالليل مدرع

بالآل والرمضاء ترمض

ينفي سراه كراه عنه إذا

ما استوسن النوامة البض

ويؤم بحراً منبني مطر

لا النزر نائله ولا البرض

ترد العفاة عليه واثقة

بالري حين يغصها الجرض

وإذا السنون كحلن عن بلل

وألح منها النهس والعض

وتأرثت للشعريين بها

نار وعز القرض والفرض

ورأى المسيم الأرض خاشعة

لا خلة نجمت ولا حمض

فهو الربيع لها المربع إذا

ضن الربيع وأخلف الومض

وإذا الأمور دجت وضيق بها

ذرع وخيف مزلها الدحض

جلى دجنتها لناظره

رأي له الأبرام والنقض

رأي إذا ناجى الضمير به

وحدين أبرز ضحكه المحض

حتى كأن على الخطوب له

عيناً تجنب جفنها الغمض

ولرب جرار يغص به

طول الفضاء ويشرق العرض

تجف القلوب له ويشخصها

عن مستقر قرارها أرض

كالليل أنجمه سناً وظبي

تخفاقهن الهبر والوخض

ومعابل مسنونة ذرب

يحدو بها شرع لنا نبض

قدت الحتوف إليه في لجب

لليم منه اللون والعرض

كقدي جربان وريشة إذ

حشر القضيض عليك والقض

لم يشكروا نعماك إذ غمطوا

نعماك إذ سخطوا ولم يرضوا

وشريت نفسك والقنا قصد

والبيض تحت البيض مرفض

وعليك داودية كأضا

ة اللوب ما في سردها حبض

والسرج فوق أقب تحمله

عوج بناه البسط والقبض

كسبيكة العقيان أدمجه

محض وألحق إطله العض

فكأنه فتخاء ملحمة

فرخين طلت وهي ترفض

حتى ثنى من بين منجدل

أو هارب لم ينجه الركض

عز الهدى بك بعد ذلته

والكفر ذل فما به نغض

شطران يومك للندى بعض

والمكرمات وللردى بعض

حزت الندى والبأس عن سلف

سنوهما وعليهما حضوا

سبط الأنامل يجذلون إذا

سئلوا ويغتمون إن عضوا

فكأن حل المال عندهم

حجر وحب مصونه بغض

كنز المحامد وهي باقية

محمودة لا العين والعرض

أشبهتهم وخلفتهم فهم

باقون ما عمرت لم يمضوا

وإذا ربيعة قال فاخرها

واستنبىء الحكماء كي يقضوا

منا يزيد وخالد خنعت

صيد القروم وأفحم العض

ومؤملين بخالد شحطت

بهم البلاد وعاقهم أبض

وفدت عليهم من نداك لهى

تترى فلم يحنوا ولم ينضوا

لي حرمة بكم تكنفها

أمل وود صادق محض

وذريعتي ثقتي وفضلك إذ

شرف الفعال وطهر العرض

هنأتني براً ملكت به

شكري وشكرك واجب فرض

لم تبتذل وجهي ولاشفعت

شفعاء لي في منها هض

ففداك مناعون لو ملكوا

مدد البحار إذن لما بضوا

عضوا شفاههم وأيديهم

حسداً عليك وطالما عضوا

ولووا معاطسهم على لهب

تحت الكشوح وليتهم رضوا

فهناك أنك منتهى أملي

جاد وراج ما به نهض

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عمارة بن عقيل

avatar

عمارة بن عقيل حساب موثق

العصر العباسي

poet-Ammara-bin-Aqeel@

115

قصيدة

49

متابعين

عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير بن عطية الكلبي اليربوعي التميمي. شاعر مقدم، فصيح من أهل اليمامة، كان يسكن بادية البصرة، ويزور الخلفاء من بني العباس فيجزلون صلته. وبقي ...

المزيد عن عمارة بن عقيل

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة