الديوان » وحيد خيون » الساعة الواحدة

برُغْمِ احْتِراقي
برغمِ السُّقُوطِ على ساحِلي
ورُغمِ انْزِلاقي
ورُغمِ اخْتِلافي ورُغْمِ اتِّفاقي
أُحاوِلُ تأويلَ سِرِّ اغْتِرابي
فأرمي على اليَأسِ يَأسي
وأبْحَثُ عنْ نُقْطَةٍ للتَّلاقي
أُحاولُ لكنّني في انْطِلاقي
تَغَرَّبْتُ عِشْرينَ عَاماً وعاماً
ومازالَ قلبي العِراقيْ
عِراقِيْ
أُحاولُ عَطْفي لدَرْبِ التّلاقي
أُحاولُ منذُ الولادةِ حتى تَمَكَّنْتُ
لم يَبْقَ في العمرِ باقِ
تأكدتُ بعدَ اختلافِ الليالي وبعْدَ انغِلاقي
بأنّ انْدِحاري وأنّ انْتِصاري
مقابلُ بعضِ انحناءٍ صغيرٍ ورَهْنُ انْسِياقي
ولكنني لم أزلْ مُعْلِناً
بأنّ انسياقي محالٌ ولو بتُّ بينَ السَّواقي
فهَلاّ تغرّبْتِ مِثْلي؟
وهلْ تعرفينَ البُكاءْ؟
وهلْ نِمْتِ فوقَ الرّصيفْ؟
وهلْ ذُقْتِ بَرْدَ الشِّتاءْ؟
فرغمَ العذابِ الّذي داخِلي
فإنّي تحَمّلْتُ كلَّ العَناءْ
لكي لا أعيشَ على هامشٍ
وأبكي بكاءَ النِّساءْ
فهلْ أنتِ مِثْلي؟
وأينَ التَّشابُهُ يا بَرْدَ ظِلِّي؟
وهلْ تُشْبِهينَ الحبيبَ الوحيدْ
تجوعينَ؟ تنتظرينَ البريدْ؟
تنامينَ في الشرفةِ الباردةْ؟
وهلْ أنت بعدَ انْدِلاعِ الظَّلامْ
اذا دقَّتِ الساعةُ الواحدةْ
تعُدِّينَ مِثلي نُجُومَ السَّماءْ؟
تَعُدِّينَ واحِدةً واحِدَةْ؟
وهل أنتِ مِثلي
تَشُذّينَ دوماً عَنِ القاعدةْ؟
أقولُ اتَّفَقْنا وأرضى بنارِ الأسى الصّاعِدةْ
لأني أفضِّلُ حربَ الرَّصاصِ
على حربِ أعْيُنِكِ الباردةْ
أقولُ اخْتَلَفْنا وأرفُضُ نارَ الأسى الخامِدةْ
وأستنبطُ الآنَ منكِ الخِلافْ
وأستقرئُ الآنَ ألفَ اخْتِلافْ
فشَتّانَ بينَ البحارِ الّتي أغْرَقَتْني وبينَ الضِّفافْ
أُحاولُ جمعَ التّقاريرِ عنكِ
أُحاولُ بينَ اشتباكٍ وبينَ التِفافْ
لعلِّي سأحْصُلُ مِمّنْ نَساني على الاعْتِرافْ
أقولُ اتّفَقْنا وأنسى اغْتِرابي؟
أأخرجُ مِن واقعٍ يَعْتَريني
وأدخلُ في حاضرٍ من غيابي؟
أقولُ اخْتَلَفْنا وأنسى اضْطِراباتِ قلبي
و دَقّاتِ بابي؟
إذنْ ما الذي نلتُهُ مِن شَبابي؟
إذنْ كيفَ أجتاحُ ستّينَ عاماً أمامِي
وأجتاحُ ما بي؟
أحقّاً سأنساكِ في ذاتِ يومٍ
وفي منتهى الجُبْنِ أُلقي انْسِحابي
أأرضى يقولونَ عنّي جباناً
وأُعْلِنُ منكِ انسحابي؟
أأصْمِدُ في وجْهِ هذا الزِّحافْ
وكلُّ الّذي بيننا في خِلافْ
ومُخْتَلِفٌ كلُّ مابي
وأعلمُ أنّ التّلاقي ببابي خَبالْ
وأنّ النِّهايةَ مِثْلُ البِدايةِ ما كانَ فيها قِتالْ
وأعلمُ في دورةٍ نلتقي
ولكنّها دورةٌ للزّوالْ
نوافذُنا كلُّها مِنْ حَنِينْ
نوافِذُنا مِنْ نَسيجِ الخَيالْ
وأيّامُنا مِنْ بُخارِ السِّنينَ
وأحلامُنا من ظِلالْ
أُحاوِلُ وَحْدِي وأشتاقُ وَحْدِي
وفي ذاتِ يومٍ رأيتُ انْكِسَاراتِ وَجْهي
رأيتُ المسافاتِ ضدِّي
فأطرقتُ في حانةِ الوَهْمِ وحدي
تغرّبْتُ عشرينَ عاماً وعاماً
ولم يبْقَ غيرَ الخرائطِ عندي
لماذا تكونينَ ضدّي؟
وفي ذاتِ يومٍ إذا دقَّتِ الساعةُ الواحدةْ
ستبكينَ بعدي
لأني أُحِبُّكِ رُغمَ اختلافِ خُطُوطي
ورُغمَ اتِّجاهاتِ بعدي
أُحِبُّكِ رغمَ المسافاتِ ضدِّي
ومِنْ كلِّ قلبي أقولُ اسْتَعِدِّي
لِنَهْرُبَ مِن واقعٍ مِنْ رَمَادْ
لِنَخْرُجَ مِنْ مُمْكِنَاتِ الزّمَنْ
فإنّي على مَرِّ هذا الزّمانِ
مِنَ السّاعةِ الواحدة
إلى ساعةٍ بعدَها لستُ أدري لمَنْ
دفعتُ الثّمنْ
فلا تتركيني فلم يبقَ عندي سواكِ اتِّساعْ
وقد ضاقَ حتى البَدَنْ
ولا تتركيني
فأنتِ الصباحُ الذي جئتُ من أجلِهِ
نَحْوَ هذا الوطنْ
فانْ كنتِ حقّاً ستمضينَ عنّي
فإني أعيشُ ولكنْ لِمَنْ؟

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن وحيد خيون

وحيد خيون

34

قصيدة

-ولد عام 1966 في جنوب العراق سوق الشيوخ -عضو الاتحاد العام للادباء والكتاب العرب -عضو الاتحاد العام للادباء والكتاب العراقيين -صدرت له الدواوين التالية: 1-مدائن الغروب .. 1988 بغداد 2-طا

المزيد عن وحيد خيون

أضف شرح او معلومة