الديوان » وحيد خيون » الليل والشارع الحبيب

يا ليلُ أنتَ يا صديقي كيفَ حالُهُمْ
هلْ نامَ مثـلَما ينامُ فوقَ أعيُني خيالُهُمْ؟
هلْ ذبُلتْ زهورُهُمْ؟
هلْ أحَدٌ بعدَ غيابي دائماً يزورُهمْ؟
هلْ انبرى من وحشتي شعورُهُمْ
هلْ باتَ غيري جَنْبُهُمْ؟
يا ليلُ هلْ أخبَركَ النّهارُ أنني أُحِبُّهمْ؟
فكيفَ هُمْ مِنْ بعْدِنا وكيفَ حالُهمْ؟
اللهُ ثمَّ اللهُ لو يزورُني خيالُهمْ
اللهُ ثمّ اللهُ لو يزورُني رسولُهمْ
اللهُ لو تمُرُّ مِن هنا خيولُهُمْ
مازلتُ أرقُبُ الطريقَ علَّ ناظري يطولُهُمْ
هواجسي تقولُ لي
سوفَ يَمُرُّ مِن هنا رسولُهمْ
اللهُ لو أراكَ أيُّها الرسولْ
اللهُ لو تسمَعُ بعضَ ما أقولْ
اللهُ لو تَزولُ عن طريقِنا الحدودْ
لو ساعةً أجتازُ فيها سُلَّمَ الوجودْ
أُفتِّشُ البحارَ عنكمْ أسألُ الأنهارَ والسدودْ
وأسألُ النُّجومَ هلْ زمانُكم يعودْ؟     
تنتابُني مِنْ كلِّ صوبٍ زحمةُ الرّدودْ
فلا أنا أعودْ
ولا الذي ما بيننا يعودْ
أحْمِلُ للِّقاءِ عُقْدةَ الفِراقْ
وعُقْدَةَ الخَوْفِ مِن القيودْ
أحمِلُ للِّقاءِ قلَّةَ الردودْ
وكثرةَ العُقَدْ
لهذه الأسبابِ
سوفَ يستَمِرُّ هجرُنا إلى الأبدْ
ولنْ يكونَ بيننا لقاءْ
أتيتُ لا ربيعَ بعدَكُم ولا شِتاءْ
أتيتُ كالأمطارِ كلَّ ما أحمِلُهُ نَقاءْ
هلْ يَعْرِفُ الأرضَ الذي جاءَ مِن السَّماءْ؟
أحمِلُ للِّقاءِ قلّةَ الهَناءْ
وكثرةَ الآلامِ والعُقَدْ
لهذهِ الأسبابِ سوفَ
يسْـتَمِرُّ هجرُنا إلى الأبدْ
فأينَ مَنْ أعطيتُ ماءَ أعْـيُـنِي لهُمْ؟
قد نَسِيَ الأحبابُ أنني حبيبُـهمْ
يا شارعي الحبيبُ هلْ يزورُكَ الحبيبْ؟
وهلْ تراهُ وحدَهُ أمْ معهُ حبيبْ؟
وهل تراهُ لحظةَ الغروبْ
يبحثُ عن خطايَ في مَتاهةِ الدُّروبْ
يقرأُ فيهِ أننا
لو تابَتِ الدُّنيا مِن الحُبِّ فنحنُ لنْ نتوبْ
مِن حُبِّكُمْ يا أعْذَبَ الأحْبابِ
يا مَنْ تعرِفونَ النّومَ في القلوبْ
لا تعرِفونَ النّائمينَ بالعَراءِ في الشِّتاءِ كيفَ حالُهمْ
وكيف يحتارُ بهم طبيبُهمْ
لقد نَسِي الأحبابُ أنّني حبيبُهمْ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن وحيد خيون

وحيد خيون

34

قصيدة

-ولد عام 1966 في جنوب العراق سوق الشيوخ -عضو الاتحاد العام للادباء والكتاب العرب -عضو الاتحاد العام للادباء والكتاب العراقيين -صدرت له الدواوين التالية: 1-مدائن الغروب .. 1988 بغداد 2-طا

المزيد عن وحيد خيون

أضف شرح او معلومة