الديوان » وحيد خيون » طرقتُ بابَك

عدد الابيات : 28

طباعة

أطْرَقْتُ ثمَّ طرقْتُ بابَكْ

وأتيتُ لم أقصِدْ عِتابَكْ

وأقولُ والحُزْنُ الكبيرُ

يشدُّ في ثَوْبي ثِيابَكْ

إنِّي أرى كلَّ العَذابِ 

مُناسِباً إلا عَذابَكْ

الصّبْرُ خانَ وها أنا

لم أحْتَمِلْ أبداً غيابَكْ

كانتْ رسالتُكَ الأخيرةُ 

لم تُمَثِّلْ لي جَنابَكْ

أتُريدُني أنساكَ؟ لنْ

أنسى ولم أَتْبَعْ رِكابَكْ

العِشْقُ أحلاهُ الضّبابُ

وها أنا أهوى ضبابَكْ

قلبي أنا تعريفُهُ 

شيءٌ إذا تدعو أجابَكْ

أتَلومُني وأنا السّرابُ

وأنتَ لم تَتْبَعْ سَرابَكْ

وشَمَمْتُ عِطْرَكَ في الخِطَابِ

فَمَزَّقَتْ قُبَلِي خِطابَكْ

وبرزتَ وحدَكَ للأسى

فأصابَني ما قدْ أصابَكْ

أنا نخلةٌ لا تنْتَشي

إلا إذا لَمَسَتْ ترابَكْ

نبْقى تفرَّقَ مَنْ تفرَّقَ 

أو تشابَكَ مَنْ تشابَكْ

يا مُمْطراً في الصّيْفِ جَفْنَكَ

كيفَ لمْ تَفْقِدْ سَحابَكْ؟

حتى ليالي الدّهْرِ قدْ

شاخَتْ ولم تفقِدْ شبابَكْ

ياليتني أبقى أنا

السّطْرَ الّذِي يَعْلُو كتابَكْ

قرّرتُ غَلْقَ حِسَابِ مَنْ

يخْطُو ولمْ يَحْسُبْ حِسابَكْ

لِتَصِيرَ كالبَدْرِ التَّمَامِ

لَوِ افْتَرَى أحَدٌ وَعَابَكْ

وتكونَ أحْلى منْظَراً

إنْ أكْثَرَ الناسُ اغْتِيابَكْ

ولأنّكَ الأَحلى فلَمْ

تغْضَبْ ولَمْ تُنْزِلْ عِقابَكْ

أحبَبْتُ لاخوفاً ولا

طَمَعاً ولا أرجُو ثَوابَكْ

وإذا يقولُ الناسُ قدْ

أخْطَأْتَ لم تفقِدْ صَوابَكْ

إنَّ الّذِي يهواكَ يهوى

كلَّ مَنْ دَخَلُوا رِحابَكْ

وإذا أحَبَّكَ مَنْ يَراكَ

أَحَبَّ في المَرْعَى كِلابَكْ

الحمدُ للهِ الَّذِي

أَجْرَى على شَفَتِي رِضَابَكْ

فأنا ودجْلَةُ والفُراتُ

وما بِنا صِرْنا نِصَابَكْ

والحمدُ للهِ الذي

كالثّلجِ في خمْرٍ أذابَكْ

 قد حرّمَ اللهُ الخمورَ

فكيفَ لم يمْنَعْ شرابَكْ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن وحيد خيون

وحيد خيون

34

قصيدة

-ولد عام 1966 في جنوب العراق سوق الشيوخ -عضو الاتحاد العام للادباء والكتاب العرب -عضو الاتحاد العام للادباء والكتاب العراقيين -صدرت له الدواوين التالية: 1-مدائن الغروب .. 1988 بغداد 2-طا

المزيد عن وحيد خيون

أضف شرح او معلومة