الديوان » لبنان » وردة اليازجي » قفا بي كي أودعها قليلا

عدد الابيات : 24

طباعة

قِفَا بي كي أُودعَها قليلاً

قبِيلَ البين إذ أَمسَى طَويلا

رُوَيداً حيثُ أَطلب أن أَرَاها

فلا القى لرُؤيتها سَبيلا

ويُبليهَا الثَرَى والهفَ نفسي

وتغدو طيَّهُ رَسماً محيلا

وأُمسي بعدَها كلّي قلوبٌ

تذوبُ وأعينٌ تَجري سُيولا

وَهيهاتِ الوداعُ وقد أَتاهاَ

رسولُ البَينِ يخطفُهَا عَجُولا

مَضَت سَنتانِ حتى حَانَ أني

أَرَاكِ فكان نعيُكِ لي بَديلا

قَضَيتِ بغُربةٍ عني ولَكن

فؤَآدي كان معكِ بها نزيلا

يُقال لي اصبري صبراً جميلاً

وَبعدكِ لاَ أَرَى صبراً جميلا

شقيقةُ مُهجتي بل شطرَ قلبٍ

بفقدكِ قد غَدَا شطراً عَليلا

ومَن أحرَى بطول الحزن مني

وأَجرَى في الأَسَى دمعاً هَطُولا

إذا ناحَت وأَعوَلَت البَواكي

اَكون أَحقُّ مَن ابدى العَويلا

فقدتُكِ في الصِبَا كالغصنِ رطباً

تميلُ بهِ الصَبا هبَّت أَصيلا

كغصنٍ مثمرٍ لمَّا جَنَينَا

لهُ ثمراُ ذَوَى وبَغَى الذبولا

تركتِ لنا بنصفِ الشهر طفلاً

قُبَيلَ رضَاعِهِ أَمسَى ثكُولا

كشَمسٍ رافَقَت قمراً فلمَّا

غَدَا بَدراً بَغَت عنهُ أُفُولا

عَروسٌ بُدِّلَت بالموتِ بَعلاً

وسآءَ الموتُ واأَسفى الحليلا

وقَد صَارَت لها الأكفان لبساً

ولكن لا تجرُّ لها ذيولا

وغَادَرت السِليمَ سَقيمَ قلبٍ

وهاجَت في جَوانحهِ الغليلا

لئن يكُ عمرُها أَمَداً قليلاً

فَقَد نَالَت بهِ أَجراً جزيلا

وإِن تَكُ فارَقَت في مصر نيلاً

ففي العُليَا اجتَلَت نيَلاً ونيلا

هناك تمتَّعَت بنعيمِ عيشٍ

بهِ تنَسَى المَنازلَ والنَّزيلا

وأَبقتنَا بأحزانٍ لَدَيها

نعدُّ الصبرَ أَمراً مُستَحيلا

وَهَيهَاتِ التَصبُّر والتَّسلي

على أَنَّ الرَدَى أَدنى حُصولا

وَما للموتِ غيرُ الموتِ مُسلٍ

إذا أَعياكَ حزنُكَ أن يَزولا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن وردة اليازجي

avatar

وردة اليازجي حساب موثق

لبنان

poet-wardh-al-yaziji@

75

قصيدة

126

متابعين

وردة اليازجي هي أديبة لبنانية، ولدت سنة 1838م،من أهل كفرشيما بلبنان. اشتهرت بكتاباتها الأدبية والشعرية،تعلمت في مدرسة البنات الأميركية ببيروت، قدمت لونًا مميزًا من الأدب والشعر، وكانت لها الريادة في ...

المزيد عن وردة اليازجي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة