الديوان » العصر المملوكي » محمد بن حمير الهمداني » أسمعت عن حادي الركائب إذ حدى

عدد الابيات : 34

طباعة

أسمعت عن حادي الركائبِ إذ حدى

أأغار يومَ مُحَجّرٍ أم أنَجَدَا

ورأيت برقَ القبلتين وقد سَرى

وسمعتُ وُرْقَ البانتين وقد شدا

هم بشّروني أنّ لَيلَى عاودت

أوطانَها والأنس عاد كما بَدا

وحكوا بأنّ الشعبَ عاود سلسلاً

بوُروده ففدَيتُ ذاك الموردا

أهْلاً بركبِ العَامريّة قادماً

فلَقد ببرد لقائه بَلّ الصّدا

قد كنتُ بعدَ رحيلِهم مُتَوَحشاً

فاليومَ أُخْطرُ في المعَاهد مُنْشدا

هي جارتي خِدري بجانبِ خِدرِهَا

فتبَاعدتْ وغدوتُ عنها مُبْعَدا

وبكلّ ليلٍ ما يزال خَيالُها

يزْدَارني فيسلّ مئرزه الندا

مُتَعَسِّفاً نجدَ الحجاز وبَعْدَه

غورَ الحِمي فأعجبْ له كيفَ اهتدا

يا رائحين ذُؤالِ وهي مَوطِنٌ

أبتِ السيوفُ لجارها أن تُفْهَدا

عُوجُوا الركابَ بقُرة العين التي

تلقون فيها مكةً والمَسْجِدَا

بل عَرّسوا بابن الحسين وقبِّلُوا

منه الجبينَ وقبّلُوا منه اليدا

فإذا عليٌّ رأيتمُوه فانشُروا

أنْ قد رأيتم يثرباً ومُحمَّدا

ذاك الإِمامُ ابنُ الإِمامِ وإنّهُ

لأخو الإِمامِ بهدى ذلك يُهْتدى

ذاك الذي مذ غابَ أحمدُ لم يُرى

في الأمّةِ البيضَا يخلفُ أحمدا

الله ألّفَ شملَهم ببقائه

فالله يحمي الشملَ أن يتبددا

الله مَدّ على الخلائق ظِلَّهُ

ببقائه فهم الجميعُ له الفِدَا

سَدَّادُ أحوالِ الإمامِ بفضلِه

لا زال محمودَ المقامِ مُسَدّدا

مَا في التهائم غيرُ من يَدْعُو لَهُ

الله يصرِفُ عَنه أسبابَ الردى

ونفوسُهم لأبي أبي بكرٍ وِقا

ودُعاؤهم أن لا يزال مُخلّدا

إني أبا عُمَرٍ إليك لشيّقٌ

شوقَ العطاشِ إلى الزلال المبردا

منذ أخبروني أنّ جِسْمكِ مُسْقَمٌ

سعروا بأعصابي الحريقَ المُوقدا

وَوَدتني في الرائحين لكي أرَى

كالقومِ منظَرَكَ السعيدَ فأسْعدا

لكنّ ثناني العجزُ دون رِفاقتي

فبعثتُ طِرسي والثناءَ السرمدا

يا ليتني في مَا يريك وليْتني

في الرّكبِ إذْ قطعوا إليك الفدفدا

حجوا وزاروا إذ حِرُمْتُ وإنني

لا عدّ لي حقاً عليك موكدا

يا قرة العينِ أفخري شرفاً به

فالجوُّ يشرقُ بالهِلاَلِ إذا بدا

يا ربّ عاف لنا عليًّا واشفه

عَجلاً وسلّمه وجنبه الرّدى

إنا لنرضَى أن تفوتَ نفُوسُنَا

ويكونُ عُمْرُ ابنِ الحسين مجدّدا

هو فخرُ دُنيانا وعُمْدةُ دِيْننَا

جَمْعاً وليس لفضلِه أنْ يجحدَا

يا ركْبَ خصّوه بألفِ تحِيّةٍ

عني وحيوا ربْعَهُ والمسجدا

أنْبُوه أنّي من اقل عَبيدِه

والسيّدُ الحامي يحوطُ الأعْبُدَا

فليسْأل الرحمن دارَ الخُلْدَ لي

فاللهُ أسألُه يُطيِل له المَدى

وعلى جماعتِه السّلامُ فإنّهُم

مثلُ النجومِ من اقتدى بهم اهتدى

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن محمد بن حمير الهمداني

avatar

محمد بن حمير الهمداني حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Mohammed-Al-Hamdani@

194

قصيدة

44

متابعين

محمد بن حمير جمال الدين. شاعر اليمن في عصره، لزم الملك المظفر (صاحب اليمن)، حتى كان شاعره.وله فيه مدائح. ومات في زبيد أشار بروكلمن إلى قصيدتين مخطوطتين من نظمة، و ...

المزيد عن محمد بن حمير الهمداني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة