الديوان » مصر » ولي الدين يكن » يا عصر قد حسدتك اليوم أعصار

عدد الابيات : 42

طباعة

يا عصر قد حسدتك اليوم أعصارُ

الأمر شورى وكل الناس أحرارُ

تنوّع الخير مرئياً ومستمعاً

فلتجتل الخير أسماع وأبصار

حسب الليالي من الإحسان ما وهبت

وربما أعقب الإقلال إكثار

ولو على قدر ما نرضى تجود لنا

لم يبق من سيبها للغير مقدار

في ذمة الله آباء لنا سلفوا

لم يبلغوا الدرب إلا أنهم ساروا

إن لم يكن لهمُ من بعدهم أثرٌ

الحمد لله إنا نحن آثار

الدار تبكي على ايامهم حزناً

ونحن تضحك في أيامنا الدار

إن الجدود التي قد أقصرت معهم

جدّت فليس لها من بعد اقصار

وربما تبلغ الهمات منزلة

ليست تؤمل لولا السيف والنار

الناس تحت قيود الأسر قد وقعوا

دهراً ومذ أدركوا حرية طاروا

أهلاً بفاتنة الأطيار داعية

لله ماذا دعت في الروض أطيار

استنشيها على أفنانها سحراً

فإنما تبعث الأشجان أسحار

إذا تهادى بريّاك النسيم ضحى

في الروض تعتنق الأشجار أشجار

هل ثامر الغصن يستصبي وزاهرهُ

إن لم تعش بك أثمار وأزهار

هذي الأغاني التي تلقين ساحرة

وذي المعاني التي توحين أسحار

تجري السجايا بها في النفس سانحة

وتغتدي وهي في الأفواه أشعار

تزين تيجان أقوام إذا عدلوا

تشين تيجان أقوام إذا جاروا

تظل من بلد تخطو إلى بلد

مستطردات لها في الكون أسفار

تطوى الفجاج لها طياً إذا طردت

كأن أميالها في الطول أشبار

مضى زمان الهجان البزل منقرضاً

وللبخار كما للبزل أدوار

عاش الرجال الذي قد كنت أثمرهُ

وللرجاء بطول الصبر أثمار

هوى من الأفق نجم لم ينر أبداً

لما أهابت به صيحات من ثاروا

لم ينظرالقدر المحتوم حين دها

وكان في كل جزء منه منظارُ

واستطلع الشرق أقماراً به احتجبت

دهراً فكم في سماهُ اليوم أقمارُ

إخواني الصيد لا فُلّت لكم همم

هذا الثناء الذي تبغون مختارُ

يبقى تراثاً لقوم يفخرون به

إذا توالت على الأعقاب أعصارُ

إن المعالي لم تنفد عرائسها

بل لا يزال لها كالغيد أبكارُ

تبدي صدوداً فإن لانت عرائكها

جادت وعاقبة الإعسار إيسارُ

كنا نمرّ بأقطار فنغبطها

وكم أثارت شجون الناس أقطارُ

حتى إذا رجعت للمُلك نضرتهُ

أبدت لنا مصرُ ما أبدتهُ أمصارُ

هذا الإخاءُ بنا شُدّت أواصرهُ

تقسّمتهُ قلوب فهو أشطارُ

يسير من مهج منا إلى مهج

فينا فتمضي الليالي وهو سيّارُ

كالكهرباء إذا الأيدي بها اتصلت

ينساب منها إلى الأجسام تيّارُ

إن كان للمُلك أنصار تؤيدهُ

بالشرع أنا لهُ بالعقل أنصارُ

نسعى ويسعون والآمال واحدة

وإن تناءت عن الأفكار أفكارُ

إيهٍ بني الشرق ن الشرق ينظركم

هذي النجوم التي في الأفق أنظارُ

وكلما جاء تموز بموكبه

فذاك من قبل الأيام إنذارُ

تفتر عنهُ الليالي وهي مشرقة

كأن ظلماءها للناس أنوارُ

فكم يكتّم من سرّ تطالعه

وتحتهُ من خفايا الدهر أسرارُ

السحر لا تدرك الألباب معجزهُ

كذاك تموز للألباب سحارُ

هنّئتموا بإخاء كان مختفياً

بين القلوب فحان اليوم إظهارُ

لم يستجدّ ولكنّا نكررهُ

وهكذا يستديم الود تكرارُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ولي الدين يكن

avatar

ولي الدين يكن حساب موثق

مصر

poet-waliy-al-deen-yakun@

90

قصيدة

250

متابعين

ولي الدين بن حسن سري بن إبراهيم باشا يكن،شاعر مصري تركيّ الأب شركسيّ الأم. ولد سنة 1873م في استانبول ثم انتقل الى القاهرة، توفي اباه وعمره 6 سنوات، فتكفل به ...

المزيد عن ولي الدين يكن

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة