كنتُ أمشي على فكرةٍ واحدةْ
وأرفعُ..
قبل سقوطِكَ من جنة الخلدِ
نهدَين بالريشة الزائدَةْ
أبيع سرابَ الحياةِ 
لكلِّ العبيدِ
وأقسِمُ بالقطةِ الشاردةْ
وكالرِّيحِ أعدو عليَّ 
ولا تستريحُ خطايَ الكسيحةْ
وأمضي وتمضي معي كلُّ رؤيا ذبيحةْ
صرتَ تمشي معي
صرتُ أمشي معَكْ
وتتبع قلبي كقلبي
وتقسم أن أتبعَكْ
وترفع نهدَين 
بالريشة الزائدةْ
فأعود لكي أرفعكْ
نبيع سراب الحياة 
ونمضي..
ونقسم بالقطة الشاردةْ
على فكرة واحدةْ
.
لنا الأرضُ منفى كبيرُ المقاسِ 
على حجمِ أجسادِنا
وصغيرٌ لخيبات أرواحنا الباردةْ
ولكنَّنا بينَ نهدَينِ نبحث عن حكمة زائدةْ:
لماذا بعثتَ غرابًا يعلِّمنا دفنَ أمواتِنا يا إلهي؟
وأنتَ الذي يومَ علمتني كلَّ شيءٍ.. 
وعلَّمتني
يوم علَّمتني..
ها نسيتُ فماذا سأفعلُ؟
شكرًا لذاك الغرابِ
وشكرًا لحزمة قمحٍ..
وشكرًا لذِبحٍ عظيمْ
وشكرًا لأنَّكَ ربٌّ رحيمْ..
.
بعيد عن السِّربِ أنأى وأدنو..
يدي نصفُ أرجوحةٍ للكواكب
تهتز في جهةٍ
لا تنامُ على ظلِّها الأغنياتْ
وصدري بكاءٌ لمعنى الفضاءِ
يحدُّ الحدودَ ويحيي الحياةْ
وقلبي نواةْ
وحولي..
ملائكةٌ لستُ من بينهمْ
شياطينُ لا لستُ من بينهم
وحيدٌ أنا.. لا أفكِّر بالحبِّ إلا كثيرا
بعيدٌ عن السربِ وحدي
وإيفا تحرِّض تفَّاحها أن يثورا
.
سقطتُ على فوهاتِ الظلالْ
المدى شعلةٌ
والضحايا تلالْ
أضعت الطريقَ
إلى حيث لا أعلمُ
ورحت مع الليلِ 
أسمعُ رغمَ انحسارَ المجرَّاتْ
كلامًا عن الله لا يفهَمُ
فتبكي الجهاتْ..
ويغلي بصوتي الدمُ
.
لماذا نموتْ..
وهل نحنُ للجائعين 
من الشرق والغرب قوتْ.. 
وهل نحنُ للطامحينَ الضَّحايا
وللأنبياءِ القنوتْ
وللدمِ أنهارهُ
وللنارِ أنيابُها
وللموتِ أخبارُه
وللحربِ أسبابُها
وهل نحنُ لله 
بين العبادِ
السُّكوتْ؟
.
غريبٌ عن الأرضِ
عن أهلِها
وعن كلِّ شيءٍ
فكيفَ أعيدُ غدي 
نحوَ أمسِي؟
غريبٌ أنا 
مثلُ نفسِي

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن تمام طعمة

تمام طعمة

11

قصيدة

تمام حسين طعمة شاعر وكاتب قصة قصيرة سوري، درس الهندسة الميكانيكية في جامعة دمشق، صدر له: ظلٌّ يفرُّ من الجسد (ديوان شعر)، إلى آخر الريح (ديوان شعر)، كما حصل على العديد من الجوائز الأدبية العر

المزيد عن تمام طعمة

أضف شرح او معلومة