الديوان » العصر المملوكي » شهاب الدين الخلوف » أدر المدامة فالنسيم يشبب

عدد الابيات : 18

طباعة

أدِرِ الْمدَامَةَ فَالنَّسِيم يُشَبِّبُ

وَالروضُ يَسْقِيهِ الغمَامُ فَيَشْرَبُ

وَالصبح قَدْ ألْقَى القنَاعَ لِكَيْ يَرَى

وَجْهَ الدُّجَى بِالْفَجْرِ كَيْفَ يُنَقَّبُ

وَالْجَوُّ فِضِّيُّ الرِّدَا لَكِنَّهُ

بِالْبرقِ صَارَ لَهُ طِرَازٌ مُذْهَبُ

وَالدوحُ قَدْ نُظِمَتْ زُهُورُ غُصُونه

وَمِنَ العَجَائِبِ نظمُ مَالاَ يُثْقَبُ

وَالْوَرْدُ فِي خَدَّيْهِ من شمسِ الضُّحَى

خَجَلٌ وثغرُ الأُقْحُوَانَة أشْنَبُ

وَالْغُصْنُ تَثْنِيهِ الصَّبَا فَكَأنَّهُ

صَبٌّ بِهِ أيَدِي الصَّبَابَةِ تَلْعَبُ

وَالدِّيكُ حَيْعَلَ بِالصَّبَاحِ مُؤَذِّنًا

وَالطَّيْرُ فِي فَنَنِ الأرَائِكِ يَخْطُبُ

فَاسْتَجْلِ كَأسَ الراح فِي حَانَاتهَا

فِي فِتْيَةٍ طَابُوا فَطَابَ الْمَشْرَبُ

فَالحَانُ روضٌ وَالسُّقَاةُ أزَاهرٌ

وَالراحُ شَمْسٌ وَالزُّجَاجَةُ كَوْكَبُ

فِي الثغرِ يَغْرُبُ حَرْفُهَا لَكِنَّهَا

بِسَمَا الخُدُود شُعَاعُهَا لاَ يَغْرُبُ

صفرَاء فِي الْكَاسَاتِ إلاَّ أنَّهَا

حمرَاء فِي الوَجَنَاتِ نَارٌ تُلْهَبُ

صفرَاء حَارَبَتِ الصُّرُوفَ أمَا تَرَى

كَاسَاتِهَا بِدَمِ الهُمُومِ تُخَضَّبُ

عَجَبًا لَهَا كَالنَّارِ إلاّ أنَّهَا

لاَ تَنْطَفِي بِالْمَاءِ بَلْ تَتَلَهَّبُ

مِنْ كَفْ مَعْسُولِ المَرَاشِفِ رِيقُهُ

أشْهَى إلَيَّ مِنَ الْمُدَامِ وَأعْذَبُ

قمرٍ يُرِيكَ بِخَدّهِ وَعِذَارِهِ

صبحًا تَبَلَّجَ إذْ عَلاَهُ الغَيْهَبُ

أفْدِيهِ مِنْ قمرٍ بِقَلْبِي نَازلٌ

لَكِنَّهُ عَنْ نَاظِرِي يَتَحَجَّبُ

لِلْقَانِ يُنْسَبُ خَدُّهُ فَلأجْلِ ذَا

تُفَّاحُهُ بِدَمِ الْقُلُوبِ مُخَضَّبُ

وَلِلَحْظِهِ بِيضُ الظُّبَي انْتَسَبَتْ كَمَا

لِقَوَامِهِ سُمْرُ الْعَوَالِي تُنْسَبُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن شهاب الدين الخلوف

avatar

شهاب الدين الخلوف حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Shehab-Al-Din-Al-Khalouf@

401

قصيدة

53

متابعين

أحمد بن محمد بن عبد الرحمن شهاب الدين. شاعر تونسي، أصله من فاس، ومولده بقسنطينة، وشهرته ووفاته بتونس اتصل بالسلطان عثمان الحفصي، وأكثر من مدحه. زار القاهرة أكثر من مرة. ...

المزيد عن شهاب الدين الخلوف

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة