الديوان » احمد علي سليمان عبد الرحيم » حِراء! (تخيلت الغار يبكي على أحوالنا الراهنة!)

عدد الابيات : 37

طباعة

يا حراء القلب يا عذب الأرجْ

يا أليفاً وسط عشاق الخَمَجْ

في ضميري أمنياتٌ تكتوي

في فؤادي الحر جرحٌ يَعتلج

إنما الإسلامُ في أيامنا

بات يشكو علة ، لا تنفرج

بات يشكو أهله في حُرقةٍ

كيف ضاعوا في متاهات الهَمَج؟

كيف شمسُ العز باتت تنزوي

ثم نور الكون ولى ، والوَهَج؟

كيف جيل الحق أرداه الهوى

ثم راح الحُمق يسري ، والهَوَج؟

كيف (فاروق) المعالي لم يثر؟

إن هذا الخطب يستدعي الزعَج

أين (صدّيق) التحدي ، إنها

ردةٌ سادت ، وفسقٌ قد برج؟

أين (مقدادٌ وسعدٌ والبرا)؟

أين صبحٌ للتسامي ينبلج؟

أين (سيفُ الله) والجندُ الألى

قوَّموا بالسيف مَن يبغي العِوَج؟

أين (قعقاعٌ) له بأس المضا

و(الطفيل) خلفه؟ يا للحرج

أين (عمرو) الحق؟ قد شط النوى

واللظى في القلب يجتاح الحُجُج

والمُثنى أين؟ أدماني الجوى

إن شوق لقائه حلو الأرج

ثم (زيدٌ) أين؟ أين حديثه؟

إن سُؤلي في فؤادي يرتعج

كيف هذا الهَدي أضحى لا يُرى؟

ما لهذا الخطب حل يندرج؟

ثم باتت أمتي تشكو الغثا

في جحيم الكرب أمست تختلج

إيه يا هذي الأسيرة في الدنا

إن قيد الأسر بالبلوى امتزج

ما لهذا الأسر حدٌ ، يا ترى؟

ما لهذا الضيق يوماً من فرج؟

يا صخور النور عزّي غارنا

دمري في النفس بركان العَرَج

واسكبي فحوى التسامي في النهى

واركبي متن العبير المبتهج

سائلي التاريخ ، دقي بابه

مزقي ستر التردي والخلج

واهتكي الأوهام ، لا تستكتمي

إن ظل الوهم فينا قد خرج

وارجمي الشيطان في أصقاعنا

أم سيبقى في ربانا المنبلج؟

كم تصبرت كثيراً ، فطغى

واستباح الحق بالكيد السمج

لم تكوني للتجني مرتعاً

قد حفظت العهد في بطن الحِجَج

كم توارى في حراءٍ (أحمدٌ)

يذكر الرحمن ، يدعو ، يبتهج

لم تدُلي عنه شيطاناً طغى

فلماذا الصمت في هذي اللجَج؟

نحن عبر الخوف ولتْ ريحُنا

بينما كم في الصحاري من مُهَج

لم تمت ، في حين قد مات الورى

حية في صمتها عبر الأبج

أغلب الأقوامُ ضلوا يا حِرا

كل دار فوقها رمز الخَمَج

كيف عم الزيف هذا أرضنا؟

كيف بالإسلام زورٌ يندمج؟

ليت شعري ما الذى عنا اختفي؟

في قِراب الشر سور منزلج

كيف تِرياقُ الأعادي عمَّنا؟

كيف ظلمٌ ها هنا لا ينزعج؟

كل درب فيه ألوان الهوى

والدنا غصت بأصناف الهزج

والغناء المُر يغشى ساحة

والخنا ، بل والربا ، يا للدُجُج

إن في الغيب المُواتي فِرقة

تملأ الأفاق نوراً ينبلج

تنصر المَهديَ تُعلي مِلة

وتزيدُ النورَ في القلب البَهِج

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

احمد علي سليمان عبد الرحيم

1855

قصيدة

احمد علي سليمان عبد الرحيم ولد سنة 1963 في بورسعيد لاسانس اداب لغة انجليزية يقوم بتدريس اللغة الانجليزيه لجيمع المراحل هاوي للشعر العربي من 40 سنة له دواوين 24

المزيد عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

أضف شرح او معلومة