الديوان » احمد علي سليمان عبد الرحيم » أين المودة والرحمة؟!

عدد الابيات : 38

طباعة

مَن ذا يُطيقُ مكائد النسوانِ

ويَصدّ ما أعدَدْن مِن عدوانِ؟

ويُعيد بعد الهجر آصرة الصفا

ويُزيل قيح وساوس الشيطان

ويُبيد غِلا قد تعاظم شرّه

واختال في سِر وفي إعلان

ويمد جسر مودةٍ ، أوتادُه

قامت على التقدير والعِرفان

ويُقيمُ أعمدة التفاهم والفِدا

مَطلية بالحب والتحنان

ويَقصّ ألسنة التخرّص والهوى

مُستفتحاً بمزالق النسوان

كم زوجةٍ كانت وبالاً قاسطاً

إذ شرّها ما كان في الحُسبان

عَزلت بمكر واحتيال زوجها

عن سائر الأهلين والخِلان

وكأنه نعلٌ يناسبُ رِجْلها

أو جوربٌ تحتله الرّجْلان

وتحكمتْ في البعل دون تحرّج

وكأنه عبدٌ من العُبدان

وتسلطت قهراً عليه بلا حيا

مُعتدة بالظلم والطغيان

واستسلم العبد الذليلُ مُطأطِئاً

رأساً تحنّ لذلةٍ وهوان

مُتنازلاً عن عزةٍ ورجولةٍ

فغدا يُصارعُ يأسَه ، ويُعاني

هيَ آمرٌ ناهٍ ، وذلك طائعٌ

يُمضي أوامرَها بكل تفان

فالأمرُ ما أمرت وليّة أمْرِه

والنهيّ نهيُ أميرة الإحسان

وأخوه نال مِن المصائب جانباً

إذ أنكرَ الأوضاعَ باستهجان

وأراد نصح الزوج لكنْ أعرضتْ

وتعقبته بمنطق الشنآن

وتفرّق الأخَوان دون مُبرّر

مِن بعد دسّ فلانةٍ وفلان

وغدتْ هنالك فتنة مسعورة

فيها الحليمُ تراه كالحيران

وعلى النقيض هناك زوجٌ رُشْدُهُا

كالحكمة انحدرتْ مِن الأذهان

إحساسُها وحياؤها وذكاؤها

وثباتها هبة مِن الرحمن

ويقينها في الله يُتحفُ قلبها

فتعيشُ للإسلام والإيمان

يَنبوعُ إحسان ، وصرحُ تفضل

وفراسة قدّتْ مِن الرُجْحان

وتعففٌ عن كل ما يُزري بها

إن الترفع سَمتُ كل حَصَان

ورزينة في الأمر قد نُذِرتْ له

هل في النساء اليوم أي رَزان؟

وكريمة جاراتها يعرفنها

ماذا يرد شهادة الجيران؟

وأصيلة أخلاقها شهدتْ لها

بأدلةٍ محمودة البرهان

ترعى الذمار ، ولا تعنفُ قومها

وتقابلُ النكران بالشكران

وعلى جميع الأهل تُنفقُ جَهدَها

والأجرُ عند الواحد الديان

وإذا زكَتْ نارُ الخلاف رأيتها

تسعى بطهر سريرةٍ وبيان

كي تنقذ الأقوامَ لمّا يفطنوا

مِن فورهم لتأجّج النيران

وبحكمةٍ منها ونور بصيرةٍ

حقنتْ دماءً أهرقتْ بطِعان

وبحيلةٍ عمّ السلامُ مُغرّدا ً

وتحققتْ للناس عذبُ أمان

واستبشرتْ بالخير عائلة دنتْ

مِن حتفها وتفاءلت بتهان

وانزاح همٌ كاد يُزهقُ أنفساً

لمّا استعادَ العزة الخصمان

إذ أخمدتْ نارٌ ، وبُحّ سُعارُها

والفضلُ كل الفضل للمَنان

إذ جَندَ الفضلى لخير مُهمةٍ

ليذوقَ أهلُ الدار طعمَ أمان

 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

احمد علي سليمان عبد الرحيم

1855

قصيدة

احمد علي سليمان عبد الرحيم ولد سنة 1963 في بورسعيد لاسانس اداب لغة انجليزية يقوم بتدريس اللغة الانجليزيه لجيمع المراحل هاوي للشعر العربي من 40 سنة له دواوين 24

المزيد عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

أضف شرح او معلومة