الديوان » احمد علي سليمان عبد الرحيم » تزوّجْ ليتوبَ الله عليك

عدد الابيات : 37

طباعة

عشقتُ في قريتي الكواعبَ الغِيدا

حتى أحبَ الفؤادُ الخُرّدَ الخودا

وانقدتُ للحسن في سِر وفي علن

أجددُ العهدَ للغادات تجديدا

ولا أغازلُ إلا كل فاتنةٍ

قوامُها ينثني تيهاً وتمليدا

ولا أبالي بتقوى أي مؤمنةٍ

لأنني بتّ في اللذات مصفودا

أهوى ذواتِ الجمال الغضّ منتحراً

في دربه ، إذ سبى الجمالُ عِربيدا

مُستعذباً ما تنال النفس مِن مُتع

وغازلَ القلبُ غاداتٍ أماليدا

وأوغلَ العُمرُ في أوحال خيبته

والمرءُ لاقى مِن الأوغاد تأييدا

والصحبُ إما فريقٌ يُستضاءُ به

في ظلمة العيش إما كان منكودا

أو الأرذال في أهوائهم حُبسوا

وبين كل الورى صاروا رَعاديدا

أما التقاة فأصحابٌ لهم رَشَدٌ

يُسددُ المرءَ فوق الدرب تسديدا

لا يرعوون لإغواءٍ يُسربلهم

وكيف يُغوي الهوى شُمّاً أجاويدا؟

وينصحون لمن يرجو نصيحتهم

وكم يُجلّ الورى الأشاوسَ الصِيدا

همُ النجاة ، فلا الأخطارُ تسلبُهم

عِزاً يُغرّدُ في الآفاق تغريدا

أما (الهلافيتُ) فالسوآى بضاعتهم

والناسُ تمقتُ أجلافاً مناكيدا

لا يشعرون بزلزال يداهمُهم

كأنهم أصبحوا فينا جلاميدا

ولا يُحرّكهم عُرفٌ ولا قِيمٌ

فهل غدوْا يا ترى في دارنا هُودا؟

أخطأتُ إذ خِلتهم يوماً ذوي نُبُل

وجمعُهم ليس في العُبَّاد مَعدودا

أعطيتهم ثقتي ، لكنهم طعنوا

كرامتي ، ثم زاد الحالُ تعقيدا

فعشت ألهثُ خلفَ المُغريات بلا

عقل ، وهدّدني الأوباشُ تهديدا

فهل جُننتُ؟ أم الإفلاسُ دمّرني؟

فصرتُ في عالم الأحياء موؤودا

أصادقُ الهزلَ مسروراً بصحبته

وأحتسي الذلّ والإرجاسَ مكدودا

وأرتضي الباطلَ المرذولَ عن رغب

وباطلي ليس في الأصقاع محدودا

حتى أتتني التي جلت مناقبُها

مَن تبذل النصحَ ترغيباً وترشيدا

ذاتُ التقى والثرا ، والجودُ دَيدنها

أي الثريّات أمسى طبعُها الجودا؟

مَن ناولتني مِن الأخلاق زبدتها

وفندت عيشتي الرعناء تفنيدا

وأرشدتْني إلى درب الألى سعِدوا

وجنبتني على الدرب الأخاديد

وأخلصتْ وعظها ، تكوي الجراحَ به

وضمّدتْ ما كوتْ – بالرفق تضميدا

مثل الطبيب سعى بمن يُطبّبه

نحو الشفاء ، ولم يتركه مجهودا

ولم أجادلْ ، ولم أرفضْ مَشورتها

إذ قعّدت نصحَها في التو تقعيدا

صارحتُها عندما واجهتُ مُعتذراً

وبعدُ جرّدتُ ما في النفس تجريدا

ملبياً كل ما قالته مِن طلب

فلم يكن طلبٌ قالته مَردودا

وغيّرتْ بعطاها عيشَ منتكس

لطالما غازل النواهدَ الغيدا

فبات يَحْقِر مَن تُشقيه شهوته

لأجل حسناءَ تنسي القبرَ والدودا

وأصبحَ الوبشُ ذا زوج وعائلةٍ

وذِكْرُ مَن بذلت أضحى له عِيدا

وتاب توبة من يرجو النجاة غداً

وقد أعدّ لها تقوى وتوحيدا

كأن توبته ذِكرى ولا دتة

أو أن أمّاً له ألقته مَولودا

يا رب فاغفر له ، وارحمْ تذلـلـه

ودمعَ عين بكى اللياليَ السودا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

احمد علي سليمان عبد الرحيم

1855

قصيدة

احمد علي سليمان عبد الرحيم ولد سنة 1963 في بورسعيد لاسانس اداب لغة انجليزية يقوم بتدريس اللغة الانجليزيه لجيمع المراحل هاوي للشعر العربي من 40 سنة له دواوين 24

المزيد عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

أضف شرح او معلومة