الديوان » احمد علي سليمان عبد الرحيم » وجاء دور الارتجال!

عدد الابيات : 39

طباعة

مِن الله التفضلُ ، والعطاءُ

على عبدٍ بضاعته الدعاءُ

لجأتُ له ، فحققَ أمنياتي

ولم تخِب الظنونُ ، ولا الرجاء

دعوتُ بحُرقةٍ ، وبذلتُ دمعي

وبللَ ما جأرتُ به البكاء

ورب الناس قلدني المعالي

وإن الله يفعلُ ما يشاء

ألان ليَ البيانَ ، فقلت: شعري

تُشيّعه المودة والصفاء

وما كنتُ ارتجلتُ طوال عمري

ومِن أهل الخِداع أنا براء

وما أنجزت أمراً بارتجال

وتمقته الإجادة والذكاء

وما أدليتُ في التلفيق دلوي

فليس لأي تلفيق بقاء

ستنكشفُ الحقيقة للبرايا

فما لحقيقةٍ أبداً خفاء

ألا إني ارتجلتُ ، ولي اجتهادي

وأحرجني التكلف والثناء

وأدركُ قدرتي وقصور نظمي

وعيبي لا يغطيه المِراء

وما من شاعر إلا سيفنى

ويذهب بالذي كتب الفناء

وتبقى فكرة صدقتْ وصحّتْ

بها وسط الدياجر يُستضاء

وتبقى قيمة تدعو لخير

لها بين الأماجد أولياء

ويبقى النصحُ في الأشعار عَفاً

وأربابُ النصائح أسوياء

ويبقى الأمر – بالمعروف دَيْناً

يؤديه الأباة الأتقياء

وقد ناصحتُ بالأشعار قومي

وناوأ ما أقول الأغبياء

وناولتُ القريض سنا حياتي

فأغرته التجارب والسناء

وسجلت الدروس لكل جيل

تُجندله الدغاول والشقاء

ولم أكتم يمينَ الله علماً

فكتمُ العلم يتبعه البلاء

ولم أبخل بنهي عن فسادٍ

ولم يزر القصائدَ الافتراء

سموْتُ بهن عن إفكٍ وزور

أنا للشعر إذ يسمو الفداء

ولم أقبل بتدليس القضايا

فلم يتخلل الشعرَ الهُراء

وما طوّعتُ شعري للطواغي

وإنْ هم بالخيور إليّ جاؤوا

وما نافقتُ زيداً أو عُمَيراً

فما في القلب غشٌ أو رياء

وما تاجرتُ – بالأشعار أرجو

بها دنيا يتيه بها الغثاء

وما سخرتُ شعري في المعاصي

كما ينحو الرعاعُ الأشقياء

وما شببتُ في حُسن الصبايا

كما يأتي الغواة الأدعياء

وما غازلتُ (ليلى) ، أو زنابى

ولم تعبث – بأشعاري النساء

وما عبّدتُ للأوطان قومي

كما الأصنام تلك ، هما سواء

وما أسرفتُ في التدشين يُزري

بشعر جُلّ مطمحه ارتقاء

وما جاملتُ بالأشعار وضعاً

تقهقر حيث قِبلتُه الوراء

وناصرتُ الحقائق أجتبيها

وكان – لها المضا والكبرياء

وطرزتُ القصائد وفق نظم

إليهِ في الجمال الإنتهاء

وقلدتُ القريضَ جُمان لفظي

فكان له إلى الحُسن الولاء

وكنتُ قد انتقيتُ له المعاني

فطاب بذي المقاصد الانتقاء

وكنتُ قد اصطفيتُ – له المجاني

فطاب لمن تذوق الاصطفاء

وأشكر ربنا أن طاب شعري

لتال ، والودادُ هو البهاء

 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

احمد علي سليمان عبد الرحيم

1857

قصيدة

احمد علي سليمان عبد الرحيم ولد سنة 1963 في بورسعيد لاسانس اداب لغة انجليزية يقوم بتدريس اللغة الانجليزيه لجيمع المراحل هاوي للشعر العربي من 40 سنة له دواوين 24

المزيد عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

أضف شرح او معلومة