عدد الابيات : 28

طباعة

أبكي المُعلم والتعليم من قلبي

غدا يعيشان في بؤس ، وفي كربِ

أرثيهما بالقريض العذب محتسباً

وأستجيش الذي في القلب مِن حُب

اُزجي الدموع دماً لمَا أصابهما

واللهُ رب الورى في محنتي حسبي

هذي البكائية العصماء شاهدة

على الذي يعتري التعليم من حَوب

مرثيتي تُودِعُ الأستاذ ما حفلتْ

به العواطفُ مِن مغبّة الخطب

فالحزنُ يُذهب ما في النفس مِن مرح

حتى يُضاعف ما فيها من الحرب

يستهجن الظلم قلبي ، لا يُهادنه

والظلمُ يطعنُ محبوراً سَنا القلب

أمسى المعلم في غل يعذبه

والعلم يبكي على عطائه العذب

والارتزاق له في الساح كوكبةٌ

تُعبئ العلم مثل المال في الجيب

تُعُلم العلمُ للدينار ، فانحدرتْ

شهامةُ العلم فوق الساح والدرب

وعُمتِ الدارَ فوضى لا حدودَ لها

لأن عالمها في أسفل الرَّكْب

معالمُ الحق تاهتْ عن مرابعها

والفتنة اشتعلتْ في العُجْم والعُرب

والمُوبقاتُ لها الأسواقُ مُشهٍرة

سيف الحماية عن بُعدٍ وعن قُرب

مِن يوم أن فقد التعليمُ هيبته

عانى المعلمُ قهرَ الغَبن والسَّلب

تُعلي العلومُ شعوباً مِن ترهُلها

والعلم يحمي الدنا مِن وطأة النهب

وإن قلتْ أمة علماً يُحضّرها

ضاعت مهابتُها في عالم الغيب

شتان بين مُحِب العلم يبذله

وآخر ما له زادٌ سوى الكِذب

إن المعلم لا مخلوق يَخلفه

في ذي الرسالة مِن فردٍ ولا حِزب

جهدٌ جهيدُ المضا ، لا بذل يعدله

يَقود سالكه لهُوة الشَّيب

والعلمُ أفضلُ ما في الناس من سِمةٍ

وما على العالِم التقيّ مِن عيب

هو الضياءُ إذا عمّ الدجى وطغى

وصاحب العلم نَجمٌ في سما الشُّهب

أخو الجهالة في العصيان مُنجدلٌ

وصاحبُ العلم يُبدي دمعة التَّوب

وعابد المال في الدينار مرتكسٌ

أما المعلم فاستغنى بذي الكُتب

إني لأبكي على التعليم ، حطمهُ

أهلُ الفساد ، فهل يعود بالندب؟

وأذرفُ الدمعَ ملتاعاً يعذبني

على المعلم مَن يبكي له قلبي

الناسُ تنعمُ بالدنيا وبهجتها

إلا المُعلمَ في ضنكٍ وفي كَرب

يا رَبّ خففْ عن التعليم محنتهُ

وارفقْ بأهل التقى في سيء الكرب

 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

احمد علي سليمان عبد الرحيم

1855

قصيدة

احمد علي سليمان عبد الرحيم ولد سنة 1963 في بورسعيد لاسانس اداب لغة انجليزية يقوم بتدريس اللغة الانجليزيه لجيمع المراحل هاوي للشعر العربي من 40 سنة له دواوين 24

المزيد عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

أضف شرح او معلومة