عدد الابيات : 45

طباعة

يميناً لقيتُ الشقاء المذلْ

وذقتُ العذاب الطويل الأجلْ

لقد أصبح الوهم أنشودتي

وذل الهوان بقلبي انفعل

فسِيّان عندي اندحارُ الوفا

حياتي بوادٍ وعيشي بدغل

وسيان عمري ببُحبوحة

أفي واحة كنت أم في جبل؟

حياة بغير الهُدى غابة

وصرحٌ بغير المعالي طلل

وأرض بدون التقى ظلمة

وإن البوار بها يشتعل

وقومٌ بدون الهدى جوقة

تردّتْ ، ويعلو بذاك المثل

وعيشٌ على الزور هذا العمى

يخالف درب الهُدى والرسل

حياة على الهزل حقاً أذى

وإن الأمان بها يضمحل

لقيتُ الأمَرّين من صحبةٍ

فكم جرّعتني كؤوس العِلل

وإني نصحتُ الورى علهم

يفيئوا لحق غدا المبتذل

وما من غيور يجيب النِدا

يصد الرزايا ، وما من بطل

فلا لا تظنوا بعقلي هوىً

ولا لا تقولوا يحب الجدل

فما بي جنون ، وما بي هوى

ولا نظرتي يعتريها الخبل

وإن فؤادي يحب الهُدى

ولي في المغبات كل الثقل

وإني أحب حياة التقى

وأبغض كل صنوف الدجل

ولكنْ أسيرٌ بأغلاله

يعرقله في الأنام الوجل

وكم ذا يعاني ، ولا منقذ

وعاذله قد أجاد الزجل

وما من صديق ، وما من أخ

وليست هناك بقايا أمل

وأرض الإخاء براها الجوى

وسُقيا لعهد الوفاء الهطِل

وحتى إذا غمِرتْ بالهنا

فلن يبعث الروح فيها البلل

أيا نفس قولي: أهذي خطا؟

ألا إن حبي لعيشي رحل

أمن ظلم ذاتي لذاتي إذن؟

أم الوهم أورث فيّ الكسل؟

كروبَ النوى كفكفي عبرتي

فما عاد قلبي لها يحتمل

رياحَ الصبا هل طواك الأذى؟

ألا إن دمعي عليك انهمل

بحارَ الجوى إن شعري خبا

أيرضيك يا شعر ما قد حصل؟

شِباكَ الأسى لملمي آهتي

فإن الحياة دمارٌ وذل

وصوت أتى من قروح الأسى

كفى فالصباحُ الأغر اكتحل

وداعاً أيا من طواك اللظى

وداعاً أيا من حقرت العمل

وداعاً أيا من أطعت الهوى

وداعاً أيا من طوتك العلل

أما قلت يوماً: قويٌ أنا

وإني الصبور أفوق الجمل

فأين اصطبارك؟ أين التقى؟

وأين الأغاريد يا منفعل؟

لقد نام فيك حماسُ الصبا

وعربد في ساعديك الخلل

وبت أسيراً بلا عزمةٍ

وعشت ضعيفاً ، ولا تحتمل

وإني أبثك مِن دربتي

وأقذف في ناظريك الأمل

وإني أبشّرّكم بالهنا

سينهطل الحظ فوق الرجل

ويوماً تموت الأفاعي هنا

وتحيا العصافير فوق الأثل

وتمضي الغرابيب لا عودة

وتشدو الشحارير تحت الظلل

قناديلُ عزمك فيها الضيا

ستطرح عنك بقايا الكسل

ويوماً ستنأى الذئاب التي

تطارد في النفس روح الغزل

فيا خِل رفقاً ، وكن عادلاً

وطيّبْ هواك ، كفى ما حصل

ومني إليك التحايا أخي

ومني إليك رطيب الأمل

وصابرْ وأجملْ ، وكن مؤمناً

لكيلا تكون الفتى المبتذل

وعلمْ فؤادَك حب الهدى

ألا واتبع دين خير الرسل

 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

احمد علي سليمان عبد الرحيم

1857

قصيدة

احمد علي سليمان عبد الرحيم ولد سنة 1963 في بورسعيد لاسانس اداب لغة انجليزية يقوم بتدريس اللغة الانجليزيه لجيمع المراحل هاوي للشعر العربي من 40 سنة له دواوين 24

المزيد عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

أضف شرح او معلومة