الديوان » احمد علي سليمان عبد الرحيم » سؤالٌ وجواب! (ماذا الحزن؟)

عدد الابيات : 52

طباعة

يا فؤادي أدمى خطاكَ اللهيبُ

ليت شعري ، والحزنُ ليس يغيبُ

ونصبنا بين الأنام كثيراً

والأماني قد أثقلتها الذنوب

وشُموسُ الشِعر المعذب ماتت

واستكانت ، أدمى ضياها الغروب

سألوني: إن القريض حزينٌ

فلماذا لم تنأ عنه الكروب؟

ولماذا شعرٌ يذوب مَراراً؟

ولماذا دمعٌ يُرى ووجيب؟

ولماذا قلبٌ طوته الدواهي؟

ولماذا هذا الشعور الرتيب؟

ولماذا ألفاظ شِعرك ثكلى؟

ولماذا دوماً تطولُ الندوب؟

ولماذا يمضي الشبابُ بعيداً؟

ولماذا يطوي القريضَ المشيب؟

ولماذا وجدٌ يقطع روحاً؟

ولماذا حزنٌ يؤز عصيبٌ؟

ولماذا قرّاء شِعرك تاهوا؟

ولماذا يُبكي النفوسَ الأديب؟

ولماذا في كل بيت سُهادٌ؟

ولماذا يكوي صداك النحيب؟

ولماذا تبكي الوفاء طويلاً؟

ولماذا ذاك المذاقُ السليب؟

كيف تمضي بالمُوجعات وحيداً؟

كيف عيشٌ في النائبات يطيب؟

كيف تسعى والقلب فيه شقاءٌ؟

كيف تمشي في دارنا وتجوب؟

كيف تحيا والجُرحُ في النفس عاتٍ؟

ولماذا يا صاح لست تجيب؟

قلتُ: صبراً ، إن الفؤاد كسيرٌ

يا رفاقي ، مات الإباءُ الرطيب

صدّقوني ، والأمرُ أضحى جليّاً

نحن ضعنا ، قد حطمتنا الخطوب

راية ضاعت يا رفاقي ودارٌ

صارحوني ، ما ضاع كيف يؤوب؟

وكِرامُ الأقوام شطوا وذلوا

وسما في أرحابنا المستريب

لم تعد تحنو الأمنياتُ علينا

وتخبي تدميرَ قومي الغيوب

إنني دوماً أشتكي وأعاني

ثم يغلي في مُقلتيّ اللهيب

وسؤالي يا قوم ماذا يُسلي؟

هل غيابُ التوحيد فيه طروب؟

هل تردّي أقوامنا اليوم يُعْلي

ودماء التقوى طوتها الحروب؟

حقنا ضاعت أرضه وذويهِ

وانمحت يا خلانَ قلبي الدروب

ما الذي يغري العينَ هذي بقومي؟

أتحفونا بالرد ، قلتُ أجيبوا

ذهب العز السامق المتعالي

ومضى رغم الأنف بأسٌ مهيب

إنما المجدُ المستنيفُ تولى

ثم غاب المأوى ، وغاب الرقيب

وغرقنا في الموبقات ، وضعنا

صادقاً بين الناس أمسى الكذوب

ورضينا بالذل قوتاً ومَثوى

ليس يرضى ما قد رضينا اللبيب

شغلتنا عن ديننا ترّهاتٌ

وطيوفٌ تترى وقصرٌ قشيب

وشغِلنا عن سيفنا بوعيدٍ

ليت شعري ، إن الكلام عجيب

وأراكم فوق البطاح خزايا

قد سألتم: فيم البكاء العطيب؟

إنما هذا دمعُ شِعر يُقاسي

لم يشقه اليوم العشيقُ الحبيب

لم يذق وَجداً في هوى غانياتٍ

لم يعد تستهوي صداه الطيوب

وكذا أوزان القريض تعاني

أحرقتْ ألفاظ القريض الجدوب

وأماط الحزن المسجى عذابي

كيف من هذا الحال يوماً هروب؟

ما لنفسي أبكي ، ولكن لداري

بين قومي أحيا ، وإني الغريب

ودموعي الشعرُ المسربل ظلماً

ورياحُ الشعر احتواها الهبوب

لم أداهن كلا – ولست أداجي

إنني في ذل الجميع الأريب

لم أهادن من رامني مستهيناً

لم أنافق ، إن النفاق مريب

ثم شعري لا يحتوي غير صدقي

ويقيني أن الشقاء نصيب

واصطباري رغم العذاب عظيم

واحتسابي بالأمنيات مَشوب

كم سألتم: فيم الترانيم كلمى؟

ولماذا يبكي القريض الرهيب؟

وتقولون: الشعر أدماه دمعي

وشجوني في جوف شعري تذوب

ليت شعري حتى العناوينُ لهفى

عاجلتني حتى علاها الوجيب

إنني أفصحتُ الكثير ، ولكنْ

يا رفاقي الشعرُ هذا طبيب

ليس ذنبي ، فالذنبُ ذنبُ ظروفي

كم تباكتْ من نوح قلبي قلوب

فعسى دمعٌ يستثير ضميراً

وعسى تصحو يا صِحابي الشعوب

إنما الشعر الصادق الحق زادٌ

وكذا شِعر العابثين ضروب

ربما أحيا الشعرُ في الناس حقاً

صدّقوني ، إن القريض خصيب

فاسْتجبْ يا ربَ الخلائق قولي

أنت يا باري الخلق ربٌ قريب

 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

احمد علي سليمان عبد الرحيم

1855

قصيدة

احمد علي سليمان عبد الرحيم ولد سنة 1963 في بورسعيد لاسانس اداب لغة انجليزية يقوم بتدريس اللغة الانجليزيه لجيمع المراحل هاوي للشعر العربي من 40 سنة له دواوين 24

المزيد عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

أضف شرح او معلومة