عدد الابيات : 47

طباعة

أيها الشاردُ خلف الوهم فردا

في بحار التيه عُد ، فالعوْد أجدى

إن موج الغي عاتٍ والأماني

وظلام الجهل والتضليل أكدى

بعُد الشاطئ ، فارجعْ يا عنيداً

كيف تطفو – فوق سطح الماء – فردا؟

سرق الشيطانُ مِجدافَ التحدي

ومن الحكمة أنْ لا تتحدى

أيها التائهُ في وهج الدياجي

ثم في درك المخازي يتردى

كيف تحبو ، وإليك الموت يعدو

ولمن يبغيك ميتاً تتصدى؟

وهزيمُ الرعد – فوق الكل سيفٌ

وأزيز الحيف يطوي الحق عمدا

وضبابُ الجوْر يُعمي كل عين

وعلى لحم الضحايا يتغدى

وسرابُ الفسق أردى كل وادٍ

ليت شعري ، وكذاك القهر أردي

وبراكينُ اللظى مدتْ لساناً

فاض بالتدمير والإهدار وقدا

وعصا الماسون طالت كل ظهر

وأبادت من حِياض الطهر مجدا

وأزالت من رُبانا كل نور

وأمدتْ جيلنا بالدعر مدا

ورِبا (شايلوك) غذى كل جسم

وخنا (مارلين) زادَ القوم بُعدا

وغِنا (جانيت) لم يتركْ فؤاداً

مثلما (ديميس) شدّ الجيل شدا

أيها السائر في درب المنايا

إن نور الوحي أمسى لك رفدا

يسّر المولى الهُدى ، فاقرأ كتاباً

واتبعني ، دعك من رضوى وسُعدى

إنما الهدي ينادي كل حي

فاترك الأوهام ، تب فالتوب أهدى

ليس للمعرض عذرٌ يا جهولاً

يا خؤوناً ، أنت من قد خنت عهدا

إنما استكبرت عن هدي قويم

وحفرت الآن يا مغرور لحدا

لم تمت يوماً شريفاً أو عفيفاً

إنما الواحد منكم مات وغدا

إنما الفتنة هذي داهمتنا

وطوتنا في حضيض الأرض حقدا

لم تصِب من سببوها أو حمَوْها

إنما قد روّعتْ – بالله أسْدا

ناصحوا ، واستصرخوا كل البرايا

غير أن القوم لا يبغون رُشدا

أيها الراكب في العُجب وحيداً

ما كفاك الآن في الأوحال كدا؟

حرّق الباطلُ – نصب العين جيلاً

فاستمع من بالجميل العذب أسدى

احمل النفس على التقوى ملياً

فاز من – طوعاً تزكّى واستعدا

إنما العمر قصيرٌ ، يا رفيقي

فافتكرْ للنفس فيما قد أعِدا

سوف تعطى مرتين الأجرَ صدقاً

طاب ذاك الأجرُ يا محظوظ حصدا

مرة أن قد أطاع العبد رباً

جعل المولى لذاك العبد ودا

ثم والأخرى اتباع الغير حباً

إنما البُشرى لمن أحسن قصدا

يا عزيزي ، إنما المالُ سرابٌ

ليس يغشى قلب عبدٍ رام سعدا

لم تكن من قبل هذا أشعبياً

إنما كنت تزيد الحمد حمدا

تزدري (قارون والفرعون) دوماً

فلماذا اليوم – عنهم قلت وِردا؟

كم نقدت الظلم عندي والطواغي

فلماذا – اليوم – لا ترضاه نقدا؟

ولماذا – اليوم – ترضى بالدنايا؟

ولماذا في الخطايا ذبت وجدا؟

ألأن القوم أعطوك العطايا

والهدايا ، ولذا قد ذدت ذودا؟

ألأن الدار بالمجان أيضاً؟

إن هذا الأمر شق الروح هدا

أيها الموغل في الشك كثيراً

أنت فجرَ الأمس قد أعطيت وعدا

أن ترد القلب للحق ، وتسمو

ثم تحيا في ضياء الوحي عبدا

ثم تعطي الغير من خير الوصايا

وتحيل الرين – في الأرواح شهدا

وتذر النور من فوق الولايا

وتغشي شهوة الإنفاق زهدا

وتقيم الهدي في البيت ، وتعلو

وتحيل الشوك – في الأرحاب وَردا

ثم تزجي حفنة الأولاد هدياً

إن هذا كله خيرٌ مردا

فلماذا لم تنفذ منه حرفاً؟

ولماذا لم نجد للسؤل ردا؟

ولماذا تؤثر – اليوم ضياعاً

وشروداً ، ثم لا تألوه جهدا؟

أيها الشاردُ جمّلْ ما تبقى

مِن ثواني العمر ، جدّ السير جدا

 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

احمد علي سليمان عبد الرحيم

1857

قصيدة

احمد علي سليمان عبد الرحيم ولد سنة 1963 في بورسعيد لاسانس اداب لغة انجليزية يقوم بتدريس اللغة الانجليزيه لجيمع المراحل هاوي للشعر العربي من 40 سنة له دواوين 24

المزيد عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

أضف شرح او معلومة