الديوان » احمد علي سليمان عبد الرحيم » إليكَ يا صريع الدموع! (صوّر امرأته بالخطأ)

عدد الابيات : 93

طباعة

صريعَ التحلل ، ماذا جنيتْ؟

ألا أسمِع الناسَ ماذا افتريتْ؟

طرقتَ دروبَ السفول هوىً

وجُبتَ إباحية ، ما استحيت

وطاوعت نفسك فيما ارتأتْ

فليتك لم تقترفْ ما اشتهيت

وليتك أبصرتَ درب الهُدى

وأدركتَ رشدك لمّا استويت

وفقهْت نفسك في دينها

ولم تكُ – للموبقات سعيت

وليتك – للهزل لم تلتمسْ

وليتك – بالصالحين اقتديت

وليتك – بالدعر لم تدّرع

ولم تكُ – بالداعرين احتميت

لقد فقتَ في الدعر أهل الغِنا

وقد يستحي الدعر مما أتيت

وليتك تُبتَ ، فلم ترتكسْ

وليتك مما انحدرت اكتفيت

وكيف انزلقتَ إلى عالم

بما قد جناه من الفسق مَيْت؟

تقلبتَ في تُرَّهات الخنا

وما عاد يخلو من العهر بيت

صريعَ الدموع ، سؤالي ثوي

أجب واذكر – الآن – كيت وكيت

فخل الدموع ، وكُف الجوى

وأفصحْ ، وصرّحْ بما قد هويت

أأعراضُ قومك هانت ، لذا

لهتكِ المَحارم كنتَ انبريت؟

وتُمسي تشاهد حُسن النسا

وتخلو بهن ، كأنْ قد سبيت

وتطلقُ عيناك مستمتعاً

وتزني بعينيك ، حتى ارتويت

وتدعو الصحاب لكي يطربوا

وأنت بما فاجأوك غويت

وكل رقيع له غاية

وأنت الذي – المجرمين اصطفيت

غلاظ  شِدادٌ إذا عربدوا

وأنت لمقصودهم ما وعيت

قساة القلوب إذا ما اعتدوا

وأنت الهصور إذا ما اعتديت

عتاة الضمائر ، لم يرحموا

فكيف إلى كل عاتٍ أويت؟

صريع الدموع ، مليكُ السما

يراقب ما أنت عنا طويت

وأمهل مثلك بحبوحة

وأنت بإمهال ربي احتفيت

وأغراك إملاؤه يا فتى

لذلك في المَعصيات استميت

وغرّك في العيش عذبُ المنى

وكثرة ما أنت فيه اقتنيت

وأشرطة الدعر مذخورة

لأنك رب السما ما اتقيت

وأنت مدى العمر تزهو بها

وأنت الذي في دجاها ثويت

وطاب لك العُهر يا غافلاً

وثوبَ الضلالة أنت ارتديت

تخذتَ الفسوقَ سبيلاً إلى

تردّي النفوس ، لهذا اصطليت

لعبت طويلاً بنار الزنا

فهل قد زللت إلى أن زنيت؟

وهل بعت دينك يا هازلاً

لمن حطموك إلى أن عصيت؟

فهل كان صعباً عليك التقى؟

وهل عصمة النفس أنت ابتغيت؟

وهل بالسقوط بلغتَ الذرى؟

أحققتَ بالقبح مجدَ (الكُميت)؟

وهل بالسفالة ذقت الهنا

وأنت خطا العابثين اقتفيت؟

لماذا هجرت العفاف الذي

يقودك للخير إما انتويت؟

لماذا الهداية عنك نأت؟

لماذا لنور التقى ما اهتديت؟

لماذا إلى الخير لم تنطلق؟

لماذا إلى كل شر جريت؟

لماذا تسابقت نحو الشقا؟

لماذا قِلاعَ الدمار ابتنيت؟

لماذا رضخت لسُبْل الردى؟

وللعاهرين لماذا انتحيت؟

لماذا من السكْر لمّا تفق؟

وخمرَ الفجور لماذا اشتريت؟

لماذا تنازلت عن عِزة

بها كنت بين الأنام ارتقيت؟

لماذا ترهلت مستصحباً

ذئاباً بإفلاسهم قد ثويت؟

إلى أن أتاك المصيرُ الذي

لو اْنك ذكِّرته ما ارتضيت

سقاك المهيمن نفس الذي

غوافلَ أهل التدني سَقيت

أصابك سعيُك في مقتل

وجوزيت ما أنت عنه نهيت

ومن حيث لم تحتسب لحظة

وحَل بعِرضك ما قد دريت

وجاءك يسعى العقابُ الذى

لأهواله يا ذكيّ التويت

شروخ ، ولست لهن ترى

بعيض انجبار بهن اكتويت

وعارٌ مدى الدهر مستبشعٌ

به يا عطيب الفؤاد اكتسيت

وكنت تعيب الألى فرطوا

فليتك ما عبتهم ، وازدريت

فنفسَك قمأت يا عابثاً

وها قد رُميت بما قد رَميت

أتقضي على حُرمات الورى

وبعدُ على حُرمتيك قضيت؟

وحرباً دخلت بلا حِكمةٍ

ودارت عليك الرحى فاشتويت

وخصمك أعزلُ لم يَمتشقْ

حَساماً يَردّك لمّا طغيت

تعرّى ، ولم يدر ما خبأتْ

عواهرُ أنت لهن حكيت

وليت عقول الغواني وعت

وعند المصائب لا تجديْ ليت

وخالفن عن سُنة المصطفي

وإنك خلف الستار انزويت

تصوّر يا وغد دون حيا

وحتى حقوقَ الورى ما رعيت

وما قد فعلتَ المليكُ يرى

وبعدُ أراك الذي قد رأيت

بذات الجهاز وذات المضا

تعقبتَ زوجك ، ثم بكيت

هنالك عُلق جلبابها

وبان القوامُ الذي كم حميت

وكشّفَ حُسنٌ يسيل له

لعابُ الكلاب الذين احتويت

وحُط اللباس ، ودَف الندى

يداعب جسم التي قد رثيت

وبانتْ معالمُ سوآتها

وما لكَ بانت ، فأنت نأيت

ورُشتْ معاطفها بالندى

وضمّخ أعلى العُكوم بزيت

وزغرد (مكياجها) ناشراً

جمالاً على ساعديه ارتميت

وفاضت معاطفها نضرة

وفاح الأريجُ الذي ما افتديت

وقنديلُ أهل الخنا مُوقدٌ

يُبين ما أنت منه استقيت

محاسنها جاوزت دارها

وقد فارقت بعدُ أرض الكويت

وشاهَدها كل نذل غوى

وأمسى ينادي الجميلة هَيت

هو السحرُ أذهب منه النهى

وأنت بنار السعار انشويت

تخلى – بزوجك أهلُ الزنا

كما أنت – بالزوج قبلُ اختليت

جزاءً وفاقاً أيا فاجراً

لأنك بالعُهر كنتَ ازدهيت

أمِنتَ انتقام العزيز ، لذا

سفلت ، وفي الموبقات مضيت

وروّجت لمّا تكن حاذراً

وبالعاريات خسئت انتشيت

وعنفت مَن قد أتى  واعظاً

ونص الكتاب الكريم لويت

وجابهت أهل الهُدى والتقى

ونورَ التقى والرشاد أبيت

وكِلتَ الشتائمَ مستكبراً

ومن رجس دُعرك حُجباً بنيت

وسُقت المعاذير مستلئماً

وبعض الأباطيل كنت امتريت

إلى أن علتك سياط اللظى

بأيدي الصحاب الذين اجتبيت

يَطالون عِرضك في نهمةٍ

وأنت الذي يا سفيه بديت

زويت لهم غادة جُرِّدتْ

فواحسرتاه على مَن زويت

فداءٌ لها كل ألبابهم

وأنت بماذا – الجمالَ فديت؟

أردّتْ لك الحسن مستملحاً؟

فكانت ضحية ما قد دريت

فراحت لصالونها غضة

وعادت بعارك لمّا وعيت

وبعدَ المُصاب أتيت لنا

مَلوماً ، وأنت الذي ما اشتكيت

ألا أنت أهلٌ لكل الشقا

لأنك لمّا فجرتَ انتهيت

فلا تلم الربْع ، كن منصفاً

فأنت الذي بالنساء التهيت

وأنت الذي بالصبايا زنى

بعينيه ، إذ في الخفاء انتحيت

فهل غنماً كُنّ هذي النسا

بهن لعبت ، وبعدُ ارتعيت؟

صريع الدموع ، ألا ابكِ دمّاً

ولن يُرجع العِرضَ ما قد بكيت

مضى كل شيء إلى المنتهى

وزوجُك ضاعت ، وضاعَ البُييت

 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

احمد علي سليمان عبد الرحيم

1855

قصيدة

احمد علي سليمان عبد الرحيم ولد سنة 1963 في بورسعيد لاسانس اداب لغة انجليزية يقوم بتدريس اللغة الانجليزيه لجيمع المراحل هاوي للشعر العربي من 40 سنة له دواوين 24

المزيد عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

أضف شرح او معلومة